بولتون: الحرس الثوري الإيراني يساعد القوات السورية

طهران تنفي ضلوعها في قمع السوريين وتتهم الاتحاد الأوروبي بتشويه الحقيقة

TT

قال جون بولتون، سفير الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة، إن الحرس الثوري الإيراني يشترك مع القوات السورية في قمع المظاهرات في سوريا، التي دخلت شهرها الرابع. وقال، في مقابلة تلفزيونية: «إيران تعمل كل ما تقدر عليه ليبقى النظام السوري»، وأضاف: «في سوريا، حيث يحكم حزب البعث وعائلة الأسد، وبالمقارنة مع دول أخرى تشهد (الربيع العربي)، يوجد اختلاف واضح: دور إيران»، وقال: «مثلما يستعمل النظام الإيراني العنف لقمع المتظاهرين في أراضيه، وخاصة بعد انتخابات سنة 2009 الرئاسية المزورة، تقول تقارير مؤكدة إن الحرس الثوري يشترك في مساعد الأسد في قمع المتظاهرين في سوريا». وقال إن فقدان الأسد في سوريا سوف يعرقل مساعدات وإمدادات إيران لحزب الله في لبنان، وإن إيران تريد استمرار البرنامج النووي السوري الذي عرقلته إسرائيل عندما قصفت المفاعل النووي في سوريا. وشن بولتون، وهو الآن خبير في معهد «أميركان إنتربرايز» في واشنطن، هجوما عنيفا على سياسة الرئيس أوباما نحو سوريا. وقال إن أوباما فشل في سوريا كما فشل في جوانب أخرى في السياسة الخارجية الأميركية.

وقال إن أوباما يفتقر إلى «القدرة القيادية» في المجالات الداخلية والخارجية. وقال إن أوباما ربما يخشى أنه إذا تدخل في سوريا، فسوف تسرع إيران وترسل قواتها إلى سوريا لمساعدة نظام الأسد، في نفس الوقت، لخلق مواجهة غير مباشرة مع الولايات المتحدة.

غير أن بولتون استبعد أي تدخل عسكري أميركي أو أوروبي في سوريا. وقال إن سبب ذلك هو أن «تدخلنا غير المدروس في ليبيا جعل كثيرا من أعضاء الكونغرس يخافون من تدخل آخر غير مدروس»، وأضاف: «ليست المشكلة بالنسبة لأعضاء الكونغرس هي مساعدة الشعوب لتحقيق الديمقراطية». إلى ذلك اتهمت إيران الاتحاد الأوروبي أمس بأنه «يشوه الحقيقة»، بعد أن فرض الاتحاد عقوبات على القيادة السورية وثلاثة من كبار المسؤولين الإيرانيين قال الاتحاد إنهم يساعدون دمشق على سحق المعارضة، وإلى جانب العقوبات المفروضة أساسا على سوريا، أضاف الاتحاد الأوروبي قائمة سوداء تفرض قيودا على السفر وتجميدا للأصول ثلاثة من قادة الحرس الثوري الإيراني المتهم بدعم حملة القمع التي يقوم بها الرئيس السوري بشار الأسد ضد المحتجين المعارضين لحكمه.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانباراست، في بيان: «زعم الاتحاد الأوروبي الذي لا أساس له، الذي يربط بين الحرس الثوري الإيراني والأحداث في سوريا، يكشف محاولته لتوجيه الدعاية ضد الجمهورية الإسلامية ولتشويه الحقيقة». ونفى المتحدث أن تكون إيران تدخلت في الشأن الداخلي السوري، وقال: «حكومة وشعب سوريا يتمتعان بالنضج السياسي والاجتماعي بما يكفي لحل مشكلاتهم الداخلية».

وأعربت إيران، التي سحقت احتجاجات شعبية لديها أعقبت انتخابات عام 2009 المتنازع على نتيجتها، التي فاز فيها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بولاية جديدة، عن تأييدها للانتفاضات الشعبية في أغلب أنحاء العالم العربي، لكنها لم تفعل الشيء نفسه بالنسبة للاحتجاجات في سوريا التي تعتبرها «خط مقاومة» ضد إسرائيل، وتدعم كل من إيران وسوريا جماعتي حزب الله وحماس.