صالحي: ليس لدينا مشكلة مع السعودية بل سوء تفاهم تمكن تسويته

خامنئي يتوقع «تحالفا إسلاميا قويا» في تونس ومصر وليبيا.. ويؤكد وجود علاقات مميزة مع بغداد رغم محاولات البعض استهدافها

TT

نفى وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي وجود مشكلة ثنائية ‌بين بلاده والسعودية، مؤكدا أن هنالك فقط «اختلافا في وجهات النظر» بخصوص تطورات الأوضاع في المنطقة، وأضاف أنه يمكن حل «سوء التفاهم» بين الطرفين لو أتيح لمسؤولي البلدين الجلوس إلى طاولة الحوار. جاء ذلك بينما اعتبر المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، آية الله علي خامنئي، أن الثورات التي تشهدها المنطقة ستكون بداية لحدوث تغييرات أساسية في العالم الإسلامي، متوقعا أن تشهد دول شمال أفريقيا «تحالفا إسلاميا قويا على المدى القريب».

وقال صالحي، أمس، في تصريحات أوردتها وكالة أنباء الجمهورية الإيرانية الرسمية (إرنا)، في ختام المؤتمر الدولي الأول لمكافحة الإرهاب الذي عُقد في طهران: «إن الاختلاف في وجهات النظر بين إيران والسعودية لا علاقة له بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وإن الاختلاف في الرؤى يرتبط بقضايا أخرى».

وأضاف وزير الخارجية الإيراني: «لقد أبلغت المسؤولين السعوديين بضرورة الجلوس خلف طاولة واحدة مع المسؤولين الإيرانيين والسعي لإزالة سوء التفاهم السائد»، منوها بأن «معظم سوء التفاهم تمكن تسويته لو أتيحت الفرصة لمسؤولي البلدين للجلوس خلف طاولة واحدة».

وحول الأوضاع في سوريا وقدرة المسؤولين هناك على معالجة الأزمة، قال صالحي: «إن السوريين قادرون على معالجة قضايا بلدهم»، في نفي ضمني لاتهامات أميركية لطهران بدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد في قمع مواطنيه.

من جانبه، قال خامنئي لدى استقباله، أمس، الرئيس السوداني عمر البشير، الذي يزور طهران حاليا للمشاركة في مؤتمر مكافحة الإرهاب: «إن الثورات الأخيرة التي حدثت في المنطقة بداية لحدوث تغييرات أساسية في العالم الإسلامي»، مضيفا أن «شمال أفريقيا سوف يشهد تحالفا إسلاميا قويا على المدى القريب».

وأضاف المرشد أن إسرائيل والولايات المتحدة «فقدتا قواعدهما في مصر، لكن أميركا وبعض الدول الغربية تسعى، على المدى البعيد، إلى تغيير الوضع الراهن لصالحها».

وزعم خامنئي أن «التغييرات التي حدثت في مصر وليبيا وتونس ناتجة عن وجود صحوة إسلامية، وعلى جميع تلك الشعوب أن تبقى متيقظة لكي لا تصادر الولايات المتحدة هذه الثورات».

كما عبر عن «قلقه» إزاء الأحداث في ليبيا، قائلا: «إن ما يجري في ليبيا ثورة شعبية بكل المعايير، لكن بعض الدول الغربية تسعى إلى إجهاض ثورة الشعب الليبي». وأضاف أن «الدول الغربية تخشى من تشكيل دولة إسلامية على مسافة قريبة منها في ليبيا ومن هذا المنطلق هذه الدول تسعى إلى عرقلة مسيرة ثورة الشعب الليبي».

كان خامنئي قد التقى، مساء أول من أمس، الرئيس العراقي جلال طالباني الذي يزور طهران أيضا لحضور مؤتمر مكافحة الإرهاب، وقال خلال اللقاء: «إن وجود القوات المستكبرة الأميركية هو السبب الرئيسي وراء المشاكل في العراق والمنطقة».

وأعرب عن «ارتياحه» للخطوات التي قطعها الشعب العراقي والحكومة العراقية لحل المشاكل العالقة.

كما أكد أهمية تطوير التعاون بين إيران والعراق، معتبرا أن الشعبين العراقي والإيراني قد تجاوزا أي أزمات بينهما بعد الحرب العراقية - الإيرانية.

وتحدث خامنئي عن «العلاقات المتميزة بين العراق والجمهورية الإسلامية على الرغم من مساعي البعض إلى استهداف تلك العلاقات، لكن العلاقات الدينية والثقافية والعلاقات بين الشعبين منعت ذلك».

وأشار إلى أن الأميركيين كانوا يخططون للبقاء في العراق، لكن القوى السياسية العراقية حالت دون ذلك، وأضاف أن «القوى العراقية وقفت بصلابة ومنعت تمديد بقاء القوات الأميركية».

من جانبه، قال الرئيس العراقي في هذا اللقاء الذي حضره أيضا نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد: «إن العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية بين طهران وبغداد تسير في طريق النمو»، معربا عن أمله في الاستفادة من إمكانات إيران لإعادة بناء البنى التحتية في العراق، حسبما أوردته وكالة «مهر» الإيرانية. وأضاف أن «التيارات والجماعات العراقية المختلفة متفقة على تطور وازدهار العراق، وتعارض التمديد للقوات الأميركية».