عائلة شاليط تتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي: حكمت على ابننا الأسير بالإعدام

نتنياهو يتهم حماس بعرقلة الصفقة ويقر بموافقته على صيغة الوسيط الألماني

TT

شهدت إسرائيل، أمس، جولة جديدة في المعركة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وعائلة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الأسير لدى حركة حماس في قطاع غزة، حول صفقة تبادل الأسرى. وقد اتهموه بأنه أصدر حكما بالإعدام على ابنهم الأسير، لأنه لم ينجح في إطلاق سراحه، ولا يبدي استعدادا لعمل المزيد في سبيل إتمام الصفقة. فيما راح نتنياهو يدافع عن نفسه باتهام حركة حماس بالمسؤولية عن إفشال الصفقة. وأقر لأول مرة بأنه وافق على الصيغة التي عرضها الوسيط الألماني لصفقة التبادل، بينما حماس لم تعط ردا عليها حتى الآن.

وتباهى نتنياهو بأنه قرر تقليص شروط حياة الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، في إطار جهوده لممارسة الضغوط على حماس. وقال إن حكومته وأجهزة الأمن الإسرائيلية تقوم بجهود خارقة لا يستطيع كشف كنهها، من أجل إطلاق سراح شاليط.

ولكن من الجهة الأخرى، ردت عائلة شاليط وأصدقاؤها والكثير من المؤيدين للصفقة، بمهاجمة نتنياهو وحكومته. وقال والد شاليط إن سبب فشل الصفقة هو رفض إسرائيل شرط حماس أن يطلق سراح الأسرى من سكان الضفة الغربية كل إلى بلدته وأهل بيته، بدعوى أنهم سيعيدونهم إلى ممارسة الإرهاب. وأضاف نعوم شاليط أن هذا السبب يعتبر تافها، لأن أجهزة الأمن الإسرائيلية قادرة على مواجهة هذا الخطر بكل قوة. كما رفض شاليط الأب ما أعلنه نتنياهو عن تقليص شروط الراحة للأسرى الفلسطينيين، وقال إن هذا تبجح فارغ، حيث إن الشروط سيئة من الأصل، ولا يوجد الكثير لإساءتها أكثر.

وقد لفت النظر في هذا السياق ما أعلنه مدير مصلحة السجون في إسرائيل، اللواء أهرون فرانكو، ويعزز أقوال شاليط، من أن «الصور التي تظهر السجناء الفلسطينيين عندنا يعيشون في رفاهية كأنما يعيشون في فندق خمسة نجوم، هي صورة مشوهة وغير حقيقية، وظروف حياتهم في سجوننا لا تختلف كثيرا عن ظروف السجناء في دول أخرى في المنطقة والعالم». وعندما سئل عن قضية التعليم الجامعي، أجاب: «من مجموع نحو 6000 سجين أمني، يوجد نحو 200 فقط يدرسون في الجامعة المفتوحة من أجل الحصول على اللقب الأول، وقد أوقفنا تعليمهم حاليا».

وفي الإطار نفسه كشفت المحامية، عبير بكر، من جامعة حيفا، عن أن الحديث الإسرائيلي عن تقليص زيارات الأهل للأسرى هو لمجرد التضليل، «فمن يسمع يحسب أن الأسرى يلتقون ذويهم أصلا، والحقيقة هي أن الأسرى من قطاع غزة أجمعين لا يلتقون ذويهم منذ سيطرة حماس على القطاع، لأن إسرائيل لا تسمح لهم بذلك، وهناك مئات الأسرى الذين لم تكن لديهم زيارة أهل واحدة طيلة سبع سنوات، مع أن ذويهم يعيشون في الضفة الغربية». ومع ذلك فلم تستبعد بكر احتمال أن تشدد سلطات السجون من الضغوط النفسية والمادية على الأسرى، وفي الوقت نفسه استبعدت أن تؤدي هذه الضغوط إلى نتيجة، وقالت إن قرارات حماس في موضوع الصفقة لا يحكمها هذا الموضوع، وإنها واثقة تماما بأن إساءة الشروط لن تقنع حماس بأن تتراجع.

وكانت عائلة شاليط، من جهتها، قد عقدت مؤتمرا صحافيا لها في القدس، أعلنت فيه عن تصعيد إجراءاتها الكفاحية للضغط على نتنياهو حتى يمرر الصفقة وينفذها، واتهموا رئيس وزرائهم بالتقاعس والتردد والجبن.

وحظيت عائلة شاليط بدعم من عدد بارز من الجنرالات وقادة أجهزة المخابرات السابقين، الذين توجهوا إلى نتنياهو طالبين أن يوافق على الصفقة، ومحذرين من أن عدم موافقته اليوم ستكون له تبعات خطيرة على جنود الجيش الإسرائيلي الحاليين. وقال شاؤول موفاز، الذي يشغل منصب رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، بحكم عضويته في الكنيست (عن حزب كديما)، وكان رئيسا لأركان الجيش ووزيرا للدفاع: «إنه في حال التوصل إلى القناعة بأن إسرائيل غير قادرة على تحرير الجندي شاليط من الأسر بواسطة عملية عسكرية، فعليها الذهاب باتجاه صفقة تبادل للأسرى مع حماس».