بلعين تنتصر على الجدار

الجيش الإسرائيلي يبدأ في تفكيكه بعد 7 سنوات من المقاومة السلمية

صبي فلسطيني يحمل العلم الفلسطيني أثناء قيام جرافة إسرائيلية بإزالة أجزاء من الجدار الفاصل بين إسرائيل وقرية بلعين في الضفة الغربية قرب رام الله أمس (أ.ب)
TT

يراقب أهالي قرية بلعين دقيقة بدقيقة، كيف أخذ الجدار الفاصل الذي كان يخنق قريتهم ويلتهم أكثر من 2000 دونم من أراضيهم ينهار مترا مترا، بعد 7 سنوات من مقاومته سلميا، بعدما بدأ الجيش الإسرائيلي أمس بتفكيك الجدار الذي أقيم على أراضي القرية القريبة من رام الله، بموجب قرار أصدرته محكمة العدل العليا بهذا الصدد قبل نحو 4 سنوات.

وقال راتب أبو رحمة، منسق اللجنة الشعبية لمناهضة الجدار، لـ«الشرق الأوسط»، «انتصرت بلعين». وأضاف «ما نشاهده اليوم انتصار كبير للمقاومة الشعبية».

وكانت بلعين أعلنت حربا سلمية على الجدار الفاصل، تجلت بمظاهرات أسبوعية كل جمعة، يشارك فيها ناشطون عرب وأجانب وإسرائيليون، للمطالبة بإزالة الجدار، وهو ما قاد إلى مواجهات مع الجيش الإسرائيلي كثيرا ما أدت إلى إحراجه كثيرا أمام العالم. وأخيرا، بعدما جرب الإسرائيليون كل شيء لوقف هذه المظاهرات، قتلوا واعتقلوا وأعلنوا القرية عسكرية مغلقة، رضخوا للضغط السلمي.

كان أبو رحمة يراقب كيف يزيل الجيش الإسرائيلي جزءا من الأسلاك الشائكة التي تحاصر القرية، ويعد ذلك بالأمتار «لقد انتهوا حتى الآن من 600 متر».

وستستمر أعمال إزالة الجدار في قرية بلعين التي تبعد نحو 25 كيلومترا شرق تل أبيب حتى الخميس المقبل.

وستمكن إزالة جزء كبير من الجدار أهل القرية من استعادة ألف دونم من الأراضي، من أصل 2300 عزلها الجدار.

وتبلغ تكلفة عملية تفكيك الجدار وإقامته في مسار بديل حسب الإذاعة الإسرائيلية، نحو 31 مليون شيقل. وقال أبو رحمة «سنقوم الآن بتعمير الأراضي التي تحررت، هذه هي مقاومتنا الجديدة الآن».

وأبقى أبو رحمة الباب مفتوحا لكل الاحتمالات فيما يخص إزالة أجزاء أخرى من الجدار تعزل 1300 دونم أخرى. وقال «كل الاحتمالات مفتوحة».

ولا تتوقف الاحتفالات في قرية بلعين الصغيرة، بهذا النصر، والجمعة الماضي، عبر أهالي القرية عن النصر بطريقة مختلفة، فصدموا الجدار بجرافة فلسطينية، بعد أيام من هدم الجيش الإسرائيلي برج مراقبة يطل على بلعين.

وقال أبو رحمة «الجمعة ستكون ذروة الاحتفالات، سنصلي في الأراضي المحررة ونبدأ عملية البناء والتعمير، هذه هي مقاومتنا الآن».

ووصفت السلطة الانتصار في بلعين بأنه دليل قاطع على قوة المقاومة السلمية التي كثيرا ما طلبت أن تكون نموذجا يحتذى بديلا للمقاومة المسلحة.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض إن إزالة جزء من الجدار الفاصل في قرية بلعين تؤكد قوة المقاومة السلمية للاحتلال الإسرائيلي. وأضاف أن «تعديل مسار الجدار الفاصل يدل على القوة الهائلة لنموذج بلعين». وتابع «هذا الحدث هو بداية تراجع إسرائيل مرة أخرى».

وتحاول السلطة الفلسطينية تعميم تجربة بلعين، على قرى فلسطينية أخرى، ونجحت التجربة على الأقل في قرية نعلين في رام الله والمعصرة في بيت لحم.

وقال فياض «إن نتائج المقاومة السلمية بطيئة وتحتاج إلى وقت لكنها توصل في النهاية إلى نقطة بداية تراجع الاحتلال وظلمه وجدرانه واستيطانه».