بغداد تتعهد بعدم تسليم سكان أشرف إلى طهران قسرا

«مجاهدين خلق» تتهم طالباني بـ«الخضوع للإملاءات الإيرانية»

TT

بعد يومين من التصريحات التي أدلى بها الرئيس العراقي جلال طالباني في طهران، والتي تعهد فيها بغلق معسكر أشرف الخاص بمنظمة «مجاهدين خلق» الإيرانية المعارضة نهاية هذا العام، تعهدت الحكومة العراقية بعدم تسليم سكان أشرف قسرا إلى إيران.

وبينما دعا القيادي بـ«دولة القانون» وعضو البرلمان العراقي، عزة الشابندر، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في هذا المجال، فقد أعلن رئيس اللجنة المكلفة من قبل لجنة الأمن والدفاع البرلمانية بمتابعة موضوع معسكر أشرف، عدنان الشحماني، أن هناك إجماعا برلمانيا وحكوميا عراقيا على ضرورة توطين سكان أشرف في بلد ثالث. وقال الشحماني في تصريحات: «إن عدم تسليم سكان أشرف قسرا إلى إيران وتوطينهم في بلد ثالث منسجم مع موقف الحكومة الإيرانية»، مشيرا إلى أن «الحكومة العراقية طلبت من إيران إصدار عفو عام عنهم واستقبال من يرغب الرجوع إلى إيران». ونفى الشحماني، وهو مقرب من رئيس الوزراء نوري المالكي، أن يكون في نية العراق إخراج سكان أشرف إثر صفقة مع إيران قائلا: «ليست هناك أي صفقة مع إيران بهذا الشأن، لكن هذه المنظمة متورطة بدماء العراقيين جراء استخدامها لقمع العراقيين». وأوضح أن «اللجنة تقوم حاليا بالتحقيقات وجمع المعلومات الدقيقة عن كل ما يخص هذه المنظمة، وهي في متابعة دورية لكل شؤونهم، وسوف نخلص إلى رأي موحد بعد استكمال الدراسات الخاصة بذلك».

من جهته، دعا عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون، عزة الشابندر، المجتمع الدولي إلى «تحمل مسؤوليته السياسية والأخلاقية بالمشاركة في تقرير مصير سكان معسكر أشرف الذي يضم أعضاء منظمة (مجاهدين خلق) الإيرانية المعارضة». وقال الشابندر للصحافيين في بغداد: «يجب ألا ينفرد العراق وإيران بمصير سكان معسكر أشرف، فعلى المجتمع الدولي أن يشارك أيضا بحل هذه المشكلة وأن يكون شريكا أساسيا بها». ودعا الشابندر دولا مثل أميركا وبريطانيا اعتبرت أن منظمة «مجاهدين خلق» ليست إرهابية أن «تستقبل أفرادها في أراضيها بدلا من أن تترك تحديد مستقبلهم على عاتق العراق وحده».

كان الجدل حول مصير سكان أشرف الواقع في محافظة ديالى شمال غربي بغداد قد تجدد عقب إعلان الرئيس طالباني، من طهران، أن الحكومة العراقية قررت إغلاق المعسكر نهاية العام الحالي، على أن تراعى الاعتبارات الإنسانية ويتم الالتزام بحقوق الإنسان. من جهتها اعتبرت منظمة «مجاهدين خلق»، في بيان أمس، أن تصريحات الرئيس العراقي جاءت بإملاءات من الحكومة الإيرانية. وقالت المنظمة في بيانها: إن تصريح طالباني «يبين بوضوح أن جميع الإجراءات والتدابير القمعية ضد أشرف هي قرارات يتم اتخاذها في طهران».