قضت محكمة عراقية بالسجن المؤبد على زوجة الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق أبو أيوب المصري، حسبما أكد مصدر قضائي عراقي أمس. من ناحية ثانية، قتل شخصان على الأقل وأصيب 17 آخرون في هجوم انتحاري شمال بغداد.
وقال الناطق باسم مجلس القضاء الأعلى عبد الستار البيرقدار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن الحكم الذي أصدرته المحكمة العراقية الخميس الماضي على زوجة أبو أيوب المصري، اليمنية حسناء علي يحيى «هو السجن المؤبد، وهو أول حكم يصدر بحقها وذلك وفق المادة 4 إرهاب بتهمة التستر وإيواء إرهابيين من بينهم زوجها زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي وزعيم ما يعرف بدولة العراق الإسلامية أبو عمر البغدادي، فضلا عن إرهابيين آخرين كانوا معهم». وأوضح البيرقدار أن «المحكمة أخذت وقتها في تدوين اعترافات زوجة المصري وتم الحكم عليها وفق القانون العراقي وهي الآن خاضعة للسلطات العراقية في أحد السجون التي تشرف عليها وزارة العدل». من جهتها، نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤول حكومي أن المتهمة أدينت بتهمة تسهيل المراسلات بين المتمردين وتحضير الأحزمة الناسفة للانتحاريين.
واعتقلت حسناء علي يحيى في أبريل (نيسان) 2010 إثر عملية عسكرية أميركية - عراقية مشتركة أدت إلى مقتل المصري وأبو عمر البغدادي، رئيس تنظيم القاعدة في العراق الذي يطلق عليه اسم «دولة العراق الإسلامية»، في منطقة الثرثار شمال غربي بغداد. واعتقلت السلطات العراقية من كان موجودا من عائلتي البغدادي والمصري. وفيما كان قد صدر حكم بالسجن قبل شهور على نجل أبو عمر البغدادي بتهمة الإرهاب فإن الحكم الذي أصدرته المحكمة العراقية على زوجة المصري يعد أول حكم يصدر ضد زوجة مسؤول كبير في «القاعدة». ولحسناء ثلاثة أولاد، ولد وبنتان، سلموا الشهر الماضي لخالهم في اليمن، حسبما ذكر دبلوماسي يمني في بغداد.
من ناحية ثانية، أعلن مصدر في وزارة الداخلية العراقية أمس مقتل شخصين على الأقل وإصابة 17 آخرين، بينهم تسعة من الشرطة، بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف مقر شرطة ناحية الطارمية شمال بغداد. وقال المصدر إن «شخصين على الأقل قتلا وأصيب 17 آخرون بينهم تسعة من الشرطة بجروح جراء هجوم انتحاري بحزام ناسف عند مدخل مقر شرطة ناحية الطارمية (45 كلم شمال بغداد)». وأشار إلى «وجود ثلاثة ضباط شرطة بين الجرحى».
وقال العقيد توفيق أحمد الجنابي مدير شرطة ناحية الطارمية لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الانتحاري كان يجلس على كرسي للمعاقين واستطاع الدخول على كرسيه وتفجير نفسه مما أدى إلى وقوع الضحايا». وكانت الطارمية ذات الغالبية السنية إحدى المناطق التي شهدت توترا خلال الأعوام الماضية.
في غضون ذلك، أصيب اثنان من المدنيين بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدف موكب محمد أحمد العبيدي مدير ناحية الرياض، جنوب غربي مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد). وأكد العبيدي الذي فقد إحدى قدميه بانفجار وقع العام الماضي «نجاته بأعجوبة من الانفجار الذي أدى إلى إصابة عدد من الضحايا». إلى ذلك، أعلن مصدر في شرطة مدينة كركوك «اختطاف مراد فاضل خورشيد (9 أعوام)، نجل أحد أطباء الأسنان» مساء أول من أمس. وأوضح أن «أربعة مسلحين يستقلون سيارة طراز (هيونداي) خطفوا مراد لدى وجوده قرب ساحة الاحتفالات (جنوب)». وتشهد كركوك منذ عدة أيام، عمليات خطف شبه يومية.
من ناحية ثانية، أعلنت مصادر أمنية مقتل أحد عناصر جهاز المخابرات الوطنية العراقية أمس بانفجار. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن أحد عناصر جهاز المخابرات الوطنية العراقية ويدعى فيصل غازي عباس، قتل جراء انفجار عبوة لاصقة كانت موضوعة بسيارته الخاصة في منطقة سليمان بيك التابعة لمحافظة صلاح الدين التي مركزها تكريت (170 كم شمال بغداد).
إلى ذلك، أعلنت وزارة الكهرباء العراقية اغتيال مدير مكتب وكيل الوزارة برصاص مسلحين في أحد الأحياء شرق بغداد. وقال بيان للوزارة اليوم إن مسلحين اغتالوا «سلمان صاحب ثامر مدير مكتب رعد الحارس الوكيل الأقدم لوزارة الكهرباء وهو يقود سيارته الشخصية في منطقة الأمين شرق بغداد». وأوضح البيان أن «الشهيد يعد أحد الموظفين القدامى في وزارة الكهرباء وشغل منصب مدير مكتب الوكيل الأقدم للوزارة منذ أكثر من ست سنوات».