المهاجمون في زي عسكري يثيرون القلق في أفغانستان

مخاوف من خلايا نائمة وعمليات اختراق لصفوف الجيش الأفغاني

نقطة تفتيش في ولاية هيرات بحثا عن متمردي طالبان (رويترز)
TT

قالت قوات أجنبية عاملة في أفغانستان، إن مخاوفهم تتزايد إزاء «أعداء الداخل»، حيث أصبحت الهجمات القاتلة التي ينفذها رجال يرتدون زي الشرطة أو الجيش الأفغاني أمرا شائعا، وفقا لما ذكرته صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأميركية، أمس.

ونقلت الصحيفة عن قوات عاملة في أفغانستان قولها، إنها تشعر بقلق متزايد إزاء «أعداء الداخل»، إلا أن الجنود أكدوا على أهمية كبح جماح القلق وسط مناخ من ارتياب متبادل ومتعمق.

وقالت ساشا نافارو، رقيب في القوات الجوية في معسكر «مايك سبان» في إقليم بالكة شمال البلاد، إنه «لا يمكن الشعور بالرعب كل يوم.. يجب أن يكون هناك شعور بالثقة في تدريبك، وتبقى حذرا».

ومنذ عام 2009، لقي ما لا يقل عن 57 جنديا أجنبيا، بينهم 32 أميركيا، حتفهم في 19 هجوما لجنود في الجيش الأفغاني. نصف تلك الحوادث وقعت هذا العام.

وقال الميجور جنرال جيمس مالوري، نائب قائد تدريب حلف شمال الأطلسي (ناتو)، إن «التهديدات ربما تشمل المجندين (النائمين) لحركة طالبان، والذين تسللوا لصفوف الجيش الأفغاني، والمسلحين الذين يستخدمون الملابس الرسمية التي يحصلون عليها للتسلل إلى القواعد، والجنود الأفغان الذين تحولوا نتيجة الابتزاز أو المذهبية الفكرية أو العجز المالي، إلى جانب الحالات التي تتعلق بالتوتر، والتي تعتبر إهانة أو سوء فهم تتحول لحدث مميت».

وعلى الرغم من أن طالبان تتباهى بمسؤوليتها عن العمليات، فإن قادة في الحلف العسكري يقولون إن هناك أدلة مباشرة ضئيلة تشير إلى وجود خلايا نائمة أو ربما مزيد من عمليات الاختراق لصفوف الجيش الأفغاني. إلى ذلك تفاقمت الأزمة السياسية في أفغانستان أول من أمس بعدما صوت أعضاء البرلمان على فصل أبرز خمسة مسؤولين في السلطة القضائية في البلاد وتنامي الاستياء الدولي بعد أن أصدرت محكمة خاصة حكما بإبعاد ربع أعضاء البرلمان. وأول من أمس قضت المحكمة التي شكلت بمرسوم من الرئيس حميد كرزاي عقب الانتخابات البرلمانية التي شابها تزوير بتغيير 62 من أعضاء البرلمان بدعوى تزوير الانتخابات.

وكان منتقدون أفغان وغربيون لكرزاي قالوا، إن المحكمة شكلت بعد انتخابات 18 سبتمبر (أيلول)، والتي حقق فيها منافسو كرزاي مكاسب كبيرة من أجل تعزيز أهدافه السياسية وليس لتحقيق العدل.

ومع تنامي الغضب إزاء القرار صوت الأعضاء لفصل أبرز خمسة أعضاء في المحكمة العليا ومن بينهم رئيس السلطة القضائية عبد السلام عظيمي ونائبه بهاء الدين بهاء لفشلهما في وقف قرار المحكمة الخاصة. وقالت فاطمة عزيز، عضو البرلمان عن إقليم قندوز، إن 183 نائبا من بين 190 نائبا شاركوا في الجلسة وافقوا على قرار العزل. وقال أحمد همايون من إقليم خوست الشرقي، إن القرار اتخذ لأن الخمسة أشاروا على كرزاي بتشكيل المحكمة الخاصة لإنهاء أسابيع من الاحتجاجات والاقتتال عقب الانتخابات.

ولم يتضح إذا كان سيتم فصل الخمسة بالفعل إذ لم يصدر تعليق من القصر الرئاسي. ويشارك كرزاي في مؤتمر أمني في إيران المجاورة.

وتأتي حالة عدم اليقين السياسي في وقت مقلق لأفغانستان، إذ بلغت أعمال العنف مستويات قياسية، بينما تستعد القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي لتسليم المهام الأمنية للأفغان في عدة مناطق في بداية عملية تدريجية تنتهي بمغادرة جميع القوات القتالية بحلول نهاية 2014. واجتمع سفير الاتحاد الأوروبي فيجوداس أوساكاس مع وفد برلماني أول من أمس يضم رئيس البرلمان عبد الرؤوف إبراهيمي و35 من أعضاء البرلمان لبحث أزمة. وقال إن مستقبل أفغانستان السلمي «يكمن في بناء مؤسسات ديمقراطية قوية على أساس حكم القانون واحترام واضح للفصل بين السلطات».

وقال في بيان إن الاتحاد الأوروبي يؤكد التزامه بالعمل مع شعب وحكومة أفغانستان لتعزيز مبادئ دولة ديمقراطية.

وفي حوارات خاصة أبدى مسؤولون غربيون آخرون في كابل صدمتهم وغضبهم إزاء حكم المحكمة.