أذربيجان تستعرض قوتها وتتعهد باستعادة الإقليم المتنازع عليه مع أرمينيا

البلدان يتبادلان الاتهامات بعد فشل المباحثات حول ناغورنو كاراباخ لكنهما يبقيان على الجهود الدبلوماسية

جانب من العرض العسكري في العاصمة الأذربيجانية باكو (رويترز)
TT

تعهد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في كلمة ألقاها خلال عرض عسكري هو الأكبر في باكو منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، بتعزيز الإنفاق العسكري واستعادة السيطرة على إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه مع أرمينيا. جاء هذا، فيما تبادلت أذربيجان وأرمينيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الإخفاق في التوصل لاتفاق بشأن الإقليم.

وظهر علييف على شاشة التلفزيون الرسمي يقول في العرض العسكري الذي أقيم بمناسبة عيد الجيش: «أطمئنكم تماما إلى أننا سنعيد وحدة أراضينا بأي وسيلة ممكنة، ولذا يتعين علينا أن نكون أكثر قوة». وأضاف علييف أن بلاده سترفع حجم الإنفاق العسكري هذا العام إلى 3.3 مليار دولار بزيادة عن 2.15 مليار في العام الماضي وبزيادة عن 160 مليون دولار فقط في عام 2003. وأكد علييف أن «ناغورنو كاراباخ أرض أذربيجانية بطبيعتها، وهكذا كانت دوما، ولكنها تحت الاحتلال مؤقتا، وهو أمر لا يمكن أن يستمر للأبد»، مضيفا أن باكو ستواصل الجهود الدبلوماسية. وخلال العرض، سارت قوات عبر ميدان الحرية بوسط باكو بمرافقة عربات مشاة قتالية ومنصات إطلاق صواريخ «إس - 300» روسية الصنع ذاتية الدفع ومضادة للطائرات. وفي حين عرض التلفزيون صور سفن حربية في مهمة قبالة سواحل العاصمة الأذربيجانية، جابت طائرات حربية وهليكوبتر وطائرات من دون طيار سماء المدينة».

وتبادلت أرمينيا وأذربيجان الاتهامات بشأن المسؤولية عن الإخفاق في التوصل لاتفاق على وثيقة إطار ستمهد الطريق أمام إنهاء صراعهما الدائر منذ 20 عاما بشأن إقليم ناغورنو كاراباخ. وكان الرئيسان الأذربيجاني علييف والأرميني سيرج سركسيان قد عقدا محادثات في مدينة كازان الروسية (720 كلم شرقي موسكو) يوم الجمعة الماضي بشأن ناغورنو كاراباخ الذي انتزعته قوات تدعمها أرمينيا من قبضة أذربيجان في الحرب الدامية للانفصال خلال سقوط الاتحاد السوفياتي قبل 20 عاما. وقال وزير الخارجية الأرميني في بيان إن «قمة كازان لم تحقق انفراجا لأن أذربيجان غير مستعدة لقبول آخر نسخة من المبادئ الأساسية». وبدورها، سارعت باكو بالرد على الاتهامات الأرمينية بأن الجانب الأذربيجاني هو المسؤول عن الفشل، وقال رئيس إدارة العلاقات الخارجية بالرئاسة الأذربيجانية إن «بيان وزارة الخارجية الأرمينية يثبت من جديد أن الزعامة الأرمينية ليس لديها النية للتخلي عن أساليب الدعاية القذرة. اللوم يقع على الموقف غير البناء للجانب الأرميني في عدم تحقيق تقدم جاد».

لكن رغم ذلك، فإن البلدين تعهدا بمواصلة المحادثات. ويواجه الجانبان ضغوطا من القوى العالمية للاتفاق على المبادئ الأساسية وهي عبارة عن وثيقة إطار مؤلفة من 14 نقطة ستمهد الطريق أمام إجراء محادثات للتوصل لتسوية سلمية.

وستحدد الوثيقة الخطوط العريضة بشأن كيفية تحديد الوضع النهائي لإقليم ناغورنو كاراباخ الذي يدير شؤونه الخاصة بمساعدة أرمينيا منذ الحرب. وستشمل الوثيقة أيضا عودة العديد من الأراضي المحيطة بالإقليم والتي تشكل أيضا ممرا لأرمينيا إلى السيادة الأذربيجانية. وتشمل نقاط أخرى حق اللاجئين من الجانبين في العودة ووضعا مؤقتا يوفر الأمن والحكم الذاتي لإقليم ناغورنو كاراباخ وضمانات أمنية دولية للحافظ على الاتفاقية الهشة من الانهيار.

وفي الشهر الماضي أصدرت الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا بيانا مشتركا خلال قمة الدول الثماني الصناعية الكبرى في مدينة دوفيل الفرنسية حثت فيه أذربيجان وأرمينيا على تمهيد الطريق أمام السلام. وتحول قتال متقطع بين أرمينيين مسيحيين ومسلمين من أذربيجان إلى حرب شاملة في عام 1991 متزامنا مع تفكك الاتحاد السوفياتي. وتوقف القتال في عام 1994 عندما اتفق الطرفان المتحاربان على وقف إطلاق النار. لكن جنودا من الجانبين يقتلون بين الحين الآخر جراء إطلاق النار والألغام. وخلف النزاع أكثر من 30 ألف قتيل من الجانبين.