العالم يتنفس فنا.. وكذلك أزياؤك

معارض العالم ومصممو الأزياء يحتفلون بالرسم المائي

TT

هناك رائحة غريبة في الهواء، ليست رائحة الأزهار المتفتحة أو الفواكه الطازجة، بل رائحة الفن. فسواء كنا من عشاقه أم لا، فإننا نتنفسه بشكل أو بآخر. فهو في المحلات، في ديكورات بيوتنا، في أزيائنا، وفي المتاحف والمعارض، لأنه بكل بساطة أصبح موضة العصر. وليس أدل على هذا من انتعاش المزادات بفضل إقبال الأثرياء على اقتناء لوحات وتحف لتزيين بيوتهم من جهة، وللاستثمار فيها من جهة ثانية، من دون أن ننسى الأزياء التي تحولت منذ بضع سنوات إلى تحف فنية متحركة، والمقصود هنا ليس الـ«هوت كوتير» فحسب، بل أيضا جانب الأزياء الجاهزة. فالمصممون يغرفون من دون هوادة من الفنون بكل أشكالها، الانطباعية والسريالية والعصرية والبوب آرت وغيرها.

لهذا استعدي لمعانقته في موضة «ربيع وصيف 2011» بعد أن قدمه لك الكثير من المصممين بألوان باستيلية وأخرى صارخة، لكن كلها بنقشات ناعمة ورقيقة، تبدو كأنها لوحات من «مونيه» أو «جي إم دبليو تيرنر» أو «أنيش كابور» وغيرهم. وهذا يعني بلغة الفن تقنية الرسم بالألوان المائية، وهي أقدم تقنية استعملها الإنسان، منذ أن كان يخلط الفوة، وهي نبات صبغي، مع الماء لطلي جدران كونه. كما أن هذه التقنية تعتبر أول وآخر ما يقوم به الرسام. لكن على الرغم من سذاجته وعفويته أو بساطته، فإنه جذب اهتمام مصممين من أمثال بول سميث، إيلي صعب، بيتر بيلوتو وكريستوفر دي فوس، الثنائي وراء ماركة «بيتر بيلوتو»، دار «نينا ريتشي»، «شانيل»، «دريز فان نوتن» وهلم جرا، ممن رأوا أن يرسموا لوحات فنية على فساتين تسر العين والقلب. وعلى الرغم من أن الأوروبيين أكثر من غرف من هذا النبع وأسهب فيه، فإن تأثيره من رادارات عواصم عالمية أخرى، بما في ذلك نيودلهي. فخلال أسبوعها المعروف بلاكمي، كانت لمصمميها جولات في المتاحف ورغبة في الجنوح إلى الفنية، مثل مانيش أرورا ونانديتا باسو اللذين استلهما من فن البوب آرت الكثير، في حين استقت ساتيا بول تشكيلتها من لوحات بابلو بيكاسو والبلجيكي رينيه ماغريت. وهذا يشير إلى أنه بغض النظر عن العاصمة والبيئة، فإن فن الرسم يلهم العالم حاليا ويدفعه لمعانقة تقنياته وألوانه مع اختلاف الأسلوب ودرجات الألوان، بما في ذلك الرسم بالألوان المائية، التي كان ينظر إليه في فترة من الفترات على أنه فن للمبتدئين. فهذا الأسلوب يعرف نهضة قوية سواء في المتاحف أو على منصات عروض الأزياء وفي المحلات.