المجلس الثوري لـ«الشرق الأوسط»: المؤتمر انعقد بغطاء من النظام ليدوس على شرعية الشعب

المؤتمر الأول في الداخل السوري ينتهي بوثيقة «عهد»

TT

تعهد معارضون سوريون اجتمعوا في دمشق يوم أمس لبحث سبل الخروج من الأزمة «البقاء جزءا من الانتفاضة السلمية في سوريا في سبيل الحرية والديمقراطية والتعددية التي تؤسس لدولة ديمقراطية مدنية بصورة سلمية».

وفي أول اجتماع من نوعه في دمشق أطلق نحو مائتين من المثقفين والشخصيات المستقلة في سوريا وثيقة أطلقوا عليها اسم «عهد»، أعربوا فيها عن رفضهم «اللجوء إلى الخيار الأمني لحل الأزمة السياسية البنيوية العميقة التي تعاني منها سوريا»، معلنين إدانتهم لأي «خطاب وسلوك يفرق بين السوريين على أساس طائفي أو مذهبي أو عرقي». كما رفضوا «أي دعوة للتدويل أو التدخل الخارجي في شؤون سوريا»، داعين إلى تغليب «مصلحة الوطن وحرية المواطن على كل مصلحة أخرى كي نتركه لنا وللأجيال المقبلة وطنا حرا وديمقراطيا وآمنا وموحدا شعبا وأرضا».

وقال المعارض منذر خدام الذي ترأس الاجتماع: «يرتسم أمامنا اليوم طريقان: مسار واضح غير قابل للتفاوض نحو تحول سلمي آمن لنظامنا السياسي نحو نظام ديمقراطي وفي ذلك إنقاذ لشعبنا ولبلدنا، وأما المسار الثاني فنحو المجهول وفيه خراب ودمار للجميع». وأضاف: «نحن كجزء من هذا الشعب حسمنا خيارنا بأن نسير مع شعبنا في الطريق الأول ومن لا يريد أن يسير معنا فليسلك طريقه إلى الجحيم».

من جهته حذر المعارض السوري ميشال كيلو خلال افتتاح الاجتماع من أن الحل الأمني للأزمة «يؤدي إلى تدمير سوريا»، وقال كيلو: «يجب إيقاف الحل الأمني الذي يعبر عن عقلية ستأخذ البلد إلى أزمة لن يخرج منها»، وأضاف «الأزمة تواجه بالعقل والتدابير والقوانين. الأزمة في سوريا أزمة طويلة وعميقة ولا تحل بالأمن والقمع لأنها ليست ذات طبيعة أمنية».

بالمقابل، ندد «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» بالمؤتمر ووصفه بأنه «محاولة لإضفاء الشرعية على النظام». وقال محمد رحال رئيس المجلس الثوري للتنسيقيات السورية لـ«الشرق الأوسط»: «المؤتمر انعقد بغطاء من نظام الأسد ليدوس على شرعية الشعب. فهل يعقل أن تكون الديمقراطية هبطت فجأة في الداخل السوري؟» لافتا إلى أن «أي مؤتمر ينعقد في ظل شرعية النظام السوري الحالي سيكون هدفه الدوس على شرعية الشعب لإنقاذ النظام».

وعن هدف النظام من تغطية مؤتمر مماثل، قال رحال: «نظام الأسد يبرع بإدارة الأزمات وبالقفز فوق الحلول والمشاريع الإصلاحية وهذا المؤتمر جزء من السياسة التي يتبعها في هذا الإطار» مشيرا إلى أنه «مهما كانت أسماء المجتمعين ذات أهمية وكبيرة فإنها لن تكون أكبر من الشعب السوري»، وأضاف: «المؤتمر الذي انعقد هو ضد مسيرة الشعب السوري الذي لن يقبل بأقل من إسقاط النظام وتحرير سوريا من الوصاية الإيرانية».

بدوره، أكد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن «المعارضين الذين اجتمعوا في دمشق لا يمثلون الثوار أو لجان التنسيق»، واصفا كلامهم بـ«الجميل جدا» معتبرا أن الأهم هو القرارات وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحترم من اجتمع في سميراميس لكنهم لا يمثلوننا.. الشعب وحده يمثلنا».

وواكب الناشطون عبر صفحات الـ«فيس بوك» مجريات مؤتمر المعارضة في دمشق، فاعتبر المواطن السوري محمود حميد أن «المؤتمر انعقد بضوء أخضر من النظام وبالتالي هو ميت قبل ولادته». وقال: «ميشال كيلو وعارف دليله وغيرهما لا يمثلون الثوار الشباب ونحن نعتبر أن هدف المؤتمر هو إطالة عمر النظام وتحسين وجهه القبيح المجرم وهذا ما لن نقبل به لأن هدفنا الأول والأخير هو إسقاط النظام».