ناشط لـ «الشرق الأوسط»: مستمرون بالتظاهر ولن ترهبنا الدبابات

الدبابات السورية على مشارف مدينة الكسوة.. والأهالي قلقون من تكرار سيناريو جسر الشغور

تجمع الطلاب من مختلف كليات الطب أمام مبنى محافظة حماة لمساندة الثورة السورية (صور من اليوتيوب)
TT

مع وصول الدبابات السورية إلى مشارف مدينة الكسوة، واستعداد الجيش ورجال الأمن لاقتحامها، يتخوف أهالي المدينة من تكرار سيناريوهات تلكلخ وتلبيسة وجسر الشغور؛ حيث لا تزال ماثلة في أذهانهم مشاهد تدمير البيوت وانتهاك الأعراض وسرقة المحلات والمؤسسات التجارية، فضلا عن التنكيل بقاطنيها وإهانتهم وإذلالهم.

ولا يحول القلق المتزايد دون إصرار أهالي المدينة على متابعة تحركاتهم الشعبية والتظاهر. «نحن مستمرون بالتظاهر ولن ترهبنا الدبابات والمجنزرات التي أخطأت الطريق، فبدلا من أن تتجه إلى الجولان جاءت إلى الكسوة».. يقول أحد الناشطين في المدينة لـ«الشرق الأوسط». ويؤكد أن «سكان المدينة جمعيهم يد واحدة، ومنذ بداية الاحتجاجات التي تعم سوريا ينزل سكان الكسوة بأعداد كبيرة للتظاهر ضد نظام الحكم والمطالبة بإسقاطه».

ويبلغ عدد سكان مدينة الكسوة، التي يرجح سبب تسميتها بهذا الاسم إلى اكتسائها بالأشجار الخضراء، نحو 145 ألف نسمة. وتقع المدينة في الغوطة الغربية لدمشق (محافظة ريف دمشق)، ويطلق عليها أهل سوريا «أم الغوطة الغربية»، وتبعد نحو 18 كم جنوبا عن العاصمة السورية دمشق. وقد أصبحت في الآونة الأخيرة منطقة إدارية للكثير من القرى والمناطق التي تحيط بها.

ويوضح الناشط أنه «في كل جمعة كانت تنتهي المظاهرة من دون تدخل أمني، لكن في جمعة (إسقاط الشرعية) - 24 يونيو (حزيران) - ولدى مرور المظاهرة الحاشدة أمام مفرزة الأمن العسكري في الكسوة فتح علينا رجال الأمن النار، فسقط 5 شهداء بينهم الطفل رضا رضوان، البالغ من العمر 13 عاما، فضلا عن عدد كبير من الجرحى». كانت مقاطع فيديو نشرت على صفحة «شبكة شام المعارضة» قد أظهرت سقوط الشهداء الخمسة، كما أظهر مقطع فيديو ثان الأم الثكلى بفقدان ولدها أحمد الحريري، وهي تصرخ أمام جثة ابنها المقتول برصاص رجال الأمن.

ويرجح الناشط أن يكون «جميع الذين استشهدوا سقطوا برصاص قناصين؛ لأن كل الإصابات كانت بالرأس أو القلب»، لافتا إلى ملاحظة المتظاهرين «تمركز بعض القناصين على سطح مفرزة الأمن العسكري».

وامتنعت القوى الأمنية، وفق الناشط عينه، عن تسليم الجثث التي نقلتها إلى المفرزة إلا بعد مفاوضات طويلة، متحدثا عن تعامل عناصر الأمن مع الجثث بطريقة تسيء إلى حرمة الموتى وتنتهك أدنى المبادئ الأخلاقية، على حد تعبيره.

ولا يستبعد شاهد العيان حدوث انشقاق وتبادل إطلاق نار بين عناصر الفرقة الأولى التي تتمركز قرب الكسوة وقوى الأمن والشبيحة، وهو ما سبق لبعض وسائل الإعلام أن كشفت عنه. ويقول الناشط في هذا الإطار: «لاحظ المتظاهرون وجود جنود من الفرقة الأولى، يضعهم رجال الأمن كدرع لحمايتهم أمام المفرزة ويأمرونهم بإطلاق النار على المتظاهرين، مما خلق حالة استياء لدى الجنود ودفع أحدهم لرفض هذا الوضع وأطلق النار على عناصر الأمن، محدثا بلبلة في صفوف الجنود الذين تم سحبهم فيما بعد، وتحدث البعض عن القيام بتصفيتهم».

ووفق ما رواه شهود عيان، فإن سكان مدينة الكسوة لم يفارقوا شوارعها وساحاتها طيلة الليل، مكررين المطالبة بإسقاط النظام، في محاولة لمنع القوى الأمنية من اقتحام المدينة، إلا أنه فور انتهاء التحركات الشعبية، صباحا، اقتحمت القوى الأمنية أنحاء المدينة، منفذة حملة اعتقالات واسعة شملت أحد خطباء المدينة الذي تم اعتقاله من منزله.