الإعلام الرسمي السوري يحاول اختراق مؤتمر المعارضة

TT

بينما كانت شخصيات سورية معارضة ومستقلة وحيادية تتوافد إلى فندق سميراميس في وسط دمشق للمشاركة في مؤتمر التشاور والحوار، الذي قررت المعارضة السورية عقده بدعوة من الكاتب والناشط لؤي حسين، تحت عنوان «سوريا للجميع في ظل دولة ديمقراطية مدنية»، بهدف تشخيص الأزمة التي تعيشها البلاد منذ 3 أشهر والخروج بخارطة طريق تضع أفكارا ورؤى للحل، شكا المجتمعون من قيام مراسلي الإعلام الرسمي وشبه الرسمي المتمثل بقناة «دنيا» و«الفضائية السورية» و«الإخبارية السورية» بـ«استخدام جميع الأساليب الممكنة للإظهار أن المؤتمر فاشل ولن يفضي إلى شيء مهم؛ حيث تجولت كاميرات القنوات الثلاث داخل أروقة المؤتمر بحرية تامة وتحدث مراسلوها مع المشاركين بهدف استدراجهم إلى كلام يخدم رواية النظام عن المؤامرة والعصابات المسلحة».

وقال معارضون: إن النظام «قام باختراق المؤتمر إعلاميا عن طريق إرسال أشخاص غير مدعوين أساسا لإثارة البلبلة داخل المؤتمر، ولتمرير وجهة النظر الرسمية في تواطؤ بين هذه الشخصيات ووسائل الإعلام الرسمية؛ حيث وقف سعيد البرغوثي من حركة القوميين العرب أمام وسائل الإعلام تلك ليصرح بأن المنظمين منعوه من المشاركة وأنه يؤمن بوجود عصابات مسلحة، موجها انتقادات لاذعة للناشط لؤي حسين، المسؤول عن التنظيم. أما الطبيب محمد قصاب، فقد عبر بدوره عن استيائه لعدم توجيه دعوة إليه بصفته شخصية مستقلة، مشيرا إلى أن ما يحصل في سوريا هو «مؤامرة كبيرة تدعمها قوى خارجية». وعندما انهال مراسلو هذه القنوات بالأسئلة على الناشط والكاتب المعارض فايز سارة، رد بالقول: «أتمنى منكم أن تذهبوا وتغطوا الأحداث في الشارع أفضل من توجيه الأسئلة إليَّ». ليرد عليه مراسل قناة «الدنيا»، قائلا: «ذهبنا لتغطية الأحداث فحاول أفراد العصابات المسلحة قتلنا».

وقال مصدر مقرب من المعارض منذر خدام، أحد المشاركين في المؤتمر: إن خدام استاء بشدة، وعبر عن غضبه حين رأى وجيه معروف، وهو ليس مشاركا فاعلا في المؤتمر، يصرح لقنوات النظام. وطالب بطرده إلى خارج الفندق، مشيرا إلى وجود لجنة إعلامية تصرح باسم المؤتمر، وقد كان معروف أكد لوسائل الإعلام تلك، في تبنٍّ واضح لرواية النظام السوري، أنه توجد بالفعل عصابات مسلحة، وقد شاهد بعض أفرادها في مدينة حمص، حيث يقطن. وأضاف أن حركة الشارع ليست جماهيرية والأشخاص الذين يتظاهرون ليس همهم الإصلاح ولا يفهمون بالسياسة.

كما نجح مراسل «الإخبارية السورية» باستفزاز المعارضة جورجيت عطية طائفيا؛ حيث سألها عن شعارات تردَّد ضد المسيحيين من قبل المتظاهرين وتدعوهم لترك البلاد وأقسم إنه سمعها بأذنيه، لترد عطية بتوتر: «إن المسيحيين هم أصل البلاد ولا يمكن لأحد إجبارهم على ترك أرضهم». وتمنت منه عدم تكرار هذا الكلام.