طائرة البشير تختفي لساعات في طريقها إلى بكين.. وجينتاو سيلتقي به الأربعاء

الخارجية السودانية لـ «الشرق الأوسط» : ظروف الطيران أدت للتأخير.. ولا أسباب سياسية وراء تعديل مسارها

الرئيس عمر البشير (رويترز)
TT

أثار تأخير زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى الصين أمس كثيرا من الجدل بعد أن تأخرت الزيارة لأكثر من 18 ساعة، وإعلان بكين تأجيل اللقاء الذي كان سيجمع رئيسها جينتاو مع البشير، إلى يوم الأربعاء المقبل.

وكان من المفترض أن يصل الرئيس البشير، الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه لاتهامه بارتكاب جرائم إبادة وأخرى ضد الإنسانية في إقليم دارفور، إلى بكين صباح أمس، قادما من طهران حيث كان يحضر مؤتمرا حول الإرهاب، لكن طائرته عادت أدراجها إلى طهران بعد وصولها إلى تركمانستان، في طريقها إلى الصين بعد تعديل مسارها.

وحبس السودانيون أنفاسهم لعدة ساعات وهم يترقبون أخبار الطائرة الرئاسية. وزاد من الغموض ورود أنباء أفادت بانقطاع الاتصال مع الطائرة التي تحركت من العاصمة الإيرانية طهران، لكن الخارجية السودانية سارعت وأعلنت أن تأخير الزيارة يعود إلى تغيير مسار الرحلة لأسباب فنية تتعلق بظروف الطيران.

وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية العبيد أحمد مروح لـ«الشرق الأوسط» إن تأخر وصول البشير إلى بكين يعود لتعديل جرى على مسار عبور الطائرة الرئاسية فوق أراضي تركمانستان. وقال إن السلطات التركمانية غيرت مسار الطائرة، الذي حددته مسبقا، وأمرت قائد الطائرة بسلوك مسار جديد، لكن قائد الطائرة، فضل العودة إلى طهران بعد أن حلق فوق الأراضي التركمانستانية، مشيرا إلى أن سفارتي السودان والصين في طهران شكلتا غرفة متابعة للتطورات حول سفر البشير إلى بكين. يذكر أن دولة تركمانستان من الدول المنتسبة إلى المحكمة الجنائية الدولية التي تلاحق البشير، ولم توقع بعد على ميثاقها.

وتناقل السودانيون أمس لساعات عبر الهواتف الجوالة والمواقع الإلكترونية أنباء عن اختفاء طائرة الرئيس عمر البشير وسط مخاوف من اعتقاله. وأكد مسؤول صيني تأجيل مقابلة البشير مع نظيره الصيني لعدم وضوح الرؤية حول وقت وصول الرئيس السوداني. وقال مسؤولون في وزارة الخارجية الصينية إنهم غير متأكدين من أسباب تأخر وصول البشير من طهران حيث كان يحضر مؤتمرا بشأن الإرهاب، إلى بكين. وقال أحد الصينيين العاملين في السفارة السودانية ببكين عندما سئل عن التأجيل: «ليس لدينا علم». ونفى مروح أن يكون اعتراض تركمانستان على مسار الطائرة الرئاسية لأسباب سياسية، وقال: «ليس لدينا ما يدعونا للاعتقاد بأن تعديل مسار الطائرة كان لأسباب سياسية»، وأضاف أن المسار لم يتم إلغاؤه، وإنما تم تعديله، وأن حكومته قبلت هذه الأعذار الفنية، وشدد على عدم تغيير الطائرة الرئاسية وعدم استبدال أخرى من الصين أو إيران بها، وقال: «البشير واصل رحلته بالطائرة الرئاسية السودانية، وليس هناك ما يدعو إلى تغيير طائرته».