نظام القذافي يسخر من مذكرة توقيفه ويعتبر تنفيذها عملا انتحاريا ومستحيلا

مسؤول ليبي لـ«الشرق الأوسط»: العقيد يعتزم معاودة الظهور مجددا لمخاطبة مؤيديه

TT

بينما سخر نظام العقيد معمر القذافي من إصدار المحكمة الجنائية الدولية أمس مذكرة توقيف بحق القذافي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، تحدث مسؤول ليبي عن اعتزام القذافي معاودة الظهور مجددا لمخاطبة مؤيديه بعد صدور هذه المذكرة، بينما لم يصدر تعليق فوري سواء من الحكومة أو وزارة الخارجية الليبية.

وفى أول رد فعل رسمي على المذكرة، قال مسؤول ليبي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» إنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به، على حد تعبيره، معتبرا أن التفكير في محاولة إلقاء القبض على القذافي يعني التضحية بملايين الليبيين الذين زعم أنهم على أتم استعداد لمنع أي محاولة للمساس بالقذافي.

وأوضح المسؤول الذي طلب في اتصال هاتفي عدم تعريفه، أن المذكرة لن تغير شيئا من المشهد السياسي والعسكري الراهن في ليبيا، مؤكدا على أن القذافي باق في العاصمة طرابلس، ولن يغادرها أو يتخلى عن السلطة تحت أي مسمى.

وكان الناطق باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم القذافي قد تراجع مساء أمس عن تصريحات سابقة بإمكانية مناقشة مستقبل القذافي خلال انتخابات تحظى برقابة دولية، وأعلن أن القذافي هو الخيار التاريخي للشعب الليبي ولا يمكن تنحيته.

وقال موسى في بيان إن القذافي هو الرمز التاريخي لليبيا وهو فوق كل الأعمال السياسية وفوق كل الألعاب السياسية والتكتيكية، معتبرا أن القذافي في هذه المرحلة الحالية وفي المستقبل هو الخيار التاريخي الذي لا يمكن استبعاده.

وأضاف بالنسبة لليبيا حاليا وفي المستقبل الأمر يعود للشعب وللقيادة لتقرير ذلك ولا يعود الأمر للجماعات المسلحة ولا لحلف شمال الأطلسي كي يقرروا ذلك.

وبعدما أكد أن الحديث عن اتفاق لوقف إطلاق النار في ليبيا سابق لأوانه، شدد على أنه لا يمكن بدء مرحلة جديدة قبل أن يوقف حلف شمال الأطلسي عدوانه على ليبيا، معتبرا أنه بالنسبة للجماعات المسلحة فليس لها قوة على الأرض ولا تمثيل شعبي.

إلى ذلك، قال جلال القلال، المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي، إن هذا الأخير سعيد للغاية لأن العالم بأكمله توحد في مقاضاة القذافي عن الجرائم التي ارتكبها، وإن مثل هذه الخطوة جعلت الناس يشعرون أن هناك من يدافع عن حقهم.

وعندما سئل القلال ما إذا كان أمر الاعتقال الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية سيجعل من غير المرجح أن يتنحى القذافي ويغادر البلاد، أجاب بأن القذافي لم يمل قط إلى ترك ليبيا، وأنه يشتري الوقت ويتمسك بالسلطة لأكبر وقت ممكن. وتابع أن هذا الوضع سيسرع من رحيل القذافي ونظامه.

وأضاف أن الكلام عن التفاوض لم تعد له أهمية الآن بعد أمر الاعتقال، مشيرا إلى أنه لا يمكن التفاوض مع مجرمي حرب، وأن العالم أكد ما كان يقوله طول الوقت. وأضاف أن القذافي مجرم حرب ولا بد أن يحاكم على هذا.