ميليشيا تابعة للصدر تتبنى هجمات ضد القوات الأميركية.. وامتعاض أميركي من «تردد» حكومة المالكي

قيادي صدري لـ «الشرق الأوسط» : ليست حرب شوارع بل عمليات مدروسة.. وسنرفع التجميد عن «الممهدين» و«المناصرين»

TT

أعلن «لواء اليوم الموعود»، الجناح العسكري لميليشيا جيش المهدي، الذي يقوده رجل الدين مقتدى الصدر، عن تبنيه تنفيذ 10 عمليات قصف بقذائف «هاون» وصواريخ «كاتيوشا» استهدفت قواعد أميركية في عدد من المحافظات العراقية. وقال بيان صدر عن «لواء اليوم الموعود» وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنه «نفذ خلال الفترة من 21 وحتى 26 من يونيو (حزيران) الحالي 10 عمليات قصف بقذائف (هاون) وصواريخ (كاتيوشا) استهدفت قواعد للجيش الأميركي في بغداد والموصل وديالى وكركوك والبصرة وميسان والناصرية والسماوة، فضلا عن استهداف أرتال أميركية بعبوات ناسفة». وأضاف البيان أن «تلك العمليات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجنود الأميركيين».

وفي وقت لا يزال يدور فيه جدل سياسي بين القوى والكتل والأحزاب المشاركة في العملية السياسية والحكومة حول الموقف النهائي من الوجود الأميركي الذي ينتهي عسكريا أواخر هذا العام، فقد توعد اللواء المذكور بأنه سوف يستمر في توجيه «الضربات المؤلمة ضد القوات الأميركية ليبقى أبناء العراق على عهدهم حماة لدينهم ووطنهم»، على حد قول البيان.

وفي السياق نفسه أكد قيادي في التيار الصدري استمرار ما سماه «المقاومة المسلحة وبكافة أشكالها ضد الاحتلال الأميركي التي لم تتوقف، على الرغم من إعلان تجميد جيش المهدي» من قبل زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر. وقال النائب في البرلمان العراقي عن كتلة الأحرار الصدرية، عدي عواد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «البيان الذي أصدره (لواء اليوم الموعود) جاء ليؤكد للجميع أن المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الأميركي وقواته العاملة في العراق مستمرة، ولن تتوقف»، مشيرا إلى أنها «ليست حرب شوارع أو عمليات تخريب وإنما هي عمليات نوعية ومدروسة بعناية وموجعة بالنسبة للأميركان، وهم يعرفون ذلك». وأشار إلى أن «ما يقوم به (لواء اليوم الموعود) الذي هو الجناح العسكري لجيش المهدي إنما هو ترجمة للواقع الموجود، حيث استمرار المقاومة حتى انسحاب الاحتلال الأميركي من الأراضي العراقية مع رفض أي محاولة للتمديد له تحت أي ذريعة كانت». وردا على سؤال بشأن ما إذا كان إصدار هذا البيان الذي يجمل العمليات العسكرية إنما هو بمثابة تصعيد لموقف التيار الصدري، لا سيما في ظل عدم حسم الجدل حول انسحاب القوات الأميركية من العراق، قال عواد إن «العملية لا تمثل تصعيدا بقدر ما هي تقرير واقع، حيث قلنا أكثر من مرة إن عدم خروج المحتل أو نيته للبقاء إنما تقابلها مقاومة مسلحة من قبلنا، وهو موقف معلن ومعروف». وحول احتمالية رفع التجميد عن ميليشيا جيش المهدي لا سيما في ظل وجود جناح عسكري يعمل، قال عواد إن «جيش المهدي مقسم إلى (الممهدين) و(المناصرين) و(لواء اليوم الموعود).. وما دام أن (لواء اليوم الموعود)، وهو الجناح العسكري، يعمل فإن رفع التجميد يعني السماح للممهدين والمناصرين بالعمل، وبالتالي عودة جميع تشكيلات جيش المهدي للعمل». وحول رؤيتهم لمواقف الكتل السياسية من بقاء القوات الأميركية في العراق أم انسحابها قال القيادي الصدري إن «جميع الكتل، باستثناء التحالف الكردستاني، أعلنت أنها مع الانسحاب الأميركي وعدم تمديده، ولذلك نحن نطالب من يريد بقاء الأميركان أن يعطينا المبرر لذلك». وكان «لواء اليوم الموعود» قد نظم في العشرين من شهر مايو (أيار) الماضي استعراضا سلميا أشرف عليه زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، شخصيا. وفي وقت هدد فيه الصدر برفع التجميد عن جيش المهدي فإنه شكر مؤخرا مجموعة من أنصاره طالبوه بالسماح لهم بتنفيذ عمليات انتحارية ضد القوات الأميركية الموجودة في العراق دون أن يمنحهم الضوء الأخضر للقيام بذلك.

ويعتبر شهر يونيو (حزيران) الحالي الأسوأ بالنسبة للجيش الأميركي في العراق منذ عامين، إذ قتل 11 جنديا أميركيا، وهو الرقم الأعلى منذ مايو 2009 عندما قتل 12 جنديا. وتلعب القوات الأميركية دورا استشاريا في العراق، حسب الاتفاقية الأمنية المبرمة بين البلدين، مما يعني أن تحركات تلك القوات تعتبر «محدودة» على الأرض، وحسب تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» فإن هناك امتعاضا في أوساط القيادة العسكرية الأميركية التي تعتقد أن الحكومة العراقية «مترددة» في مهاجمة الميليشيات الشيعية، التي تستهدف الأميركيين.

وتقول الصحيفة إن الصدر كان قد هدد بالعودة إلى العنف ومهاجمة الأميركيين في حال تم التمديد لوجود تلك القوات، لكن رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، لم يحرك ساكنا، فالصدر هو من يدعمه سياسيا، ولولاه لما تم التمديد للمالكي لولاية ثانية.