باكستان تطلب من بريطانيا سحب المدربين العسكريين

«مخاوف أمنية» بسبب عملية مقتل بن لادن في أبوت آباد

TT

ما زالت تداعيات الغارة الأميركية على باكستان التي قتل خلالها زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، تلقي بظلالها على العلاقات بين باكستان والغرب بصفة عامة، وكان أحدثها طرد إسلام آباد لمستشارين عسكريين بريطانيين كانوا يساعدون الجيش في قتال طالبان و«القاعدة».

وأكدت باكستان، أمس، أنها طلبت من بريطانيا سحب فريق المستشارين العسكريين الذين أرسلتهم لتدريب القوات الباكستانية شبه النظامية. وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني، الجنرال أطهر عباس، إنه طلب من 18 مدربا مغادرة البلاد بسبب «مخاوف أمنية»، ولكنه رفض المزيد من التوضيح. وكانت صحيفة «الغارديان» البريطانية قد نقلت في عددها الصادر، أمس، عن وزارة الدفاع البريطانية التأكيد أنه تم سحب 18 مستشارا كان قد تم إرسالهم إلى إقليم بلوشستان في جنوب البلاد كان قد تم إرسالهم لتدريب قوات الحدود.

وتقود هذه القوات عمليات ضد «القاعدة» وطالبان في شمال غربي باكستان. وجاءت هذه الخطوة بعد العملية التي نفذتها القوات الخاصة الأميركية وأسفرت عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، في مدينة أبوت آباد في الثاني من مايو (أيار) الماضي. وأدت هذه الحادثة إلى توتر العلاقات بين باكستان وحلفائها الغربيين في الحرب ضد الإرهاب.

يذكر أن أميركا قد سحبت بالفعل أكثر من 100 مدرب عسكري من باكستان في أعقاب هذه العملية.

ويواجه الجيش الباكستاني أخطر أزمة منذ عقود في أعقاب الغارة التي وقعت في الثاني من مايو وأسفرت عن مقتل زعيم «القاعدة» على أرض باكستانية بأيدي قوات أجنبية.

وقال جورج شريف، المتحدث باسم المفوضية العليا البريطانية في إسلام آباد، لـ«رويترز»، أمس، طلبت الحكومة الباكستانية من بريطانيا سحب بعض فرق المعاونة في التدريب بصفة مؤقتة نتيجة مخاوف أمنية. وأضاف أن السلطات الباكستانية حذرت من مخاوف أمنية، ولكن دون ذكر تفاصيل.

ونقل مكتب الصحافة الاستقصائية، ومقره لندن، عن وزارة الدفاع البريطانية تأكيدها سحب 18 مستشارا عسكريا على الأقل يساعدون في تدريب قوات أمنية ضعيفة التجهيز تعرف باسم فيلق الحدود على مكافحة الإرهاب.

ومنذ غارة الثاني من مايو حرصت باكستان على الاستقلال عن رعاتها الغربيين وخفضت بشكل كبير عدد المدربين العسكريين من الولايات المتحدة الدولة الرئيسية الداعمة لها.

وقال مسؤولون باكستانيون وأميركيون إن عدد المدربين الأميركيين خفض إلى أقل من 50 من نحو 120.

وتخفيض أعداد المدربين مؤشر على التوتر الذي يسود التحالف الذي ما زالت واشنطن تراه ضروريا لنجاح الحرب في أفغانستان المجاورة، فضلا عن الحرب ضد «القاعدة» وأتباعها.

وزادت الغارة على مجمع بن لادن في أبوت آباد على بعد 50 كيلومترا من العاصمة إسلام آباد الشكوك الأميركية بشأن دور محتمل لباكستان في إيواء متشددين.