الحرس الثوري الإيراني يبدأ تدريبات صاروخية ضخمة تأهبا لـ«هجمات الأعداء»

روسيا تعلن انتهاء العمل في بوشهر وتؤكد جهوزيتها للتشغيل في أغسطس

صورة أرشيفية نشرتها وزارة الدفاع الإيرانية لإطلاق صاروخ سفير القادر على حمل أقمار صناعية (أ.ب)
TT

بدأت قوات الحرس الثوري الإيرانية أمس مناورات صاروخية ضخمة تستمر عشرة أيام «تأهبا لهجمات الأعداء»، في إشارة مستترة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل اللتين رفضتا استبعاد التحرك العسكري لمنع طهران من تطوير أسلحة نووية، وجاء ذلك بينما أعلنت روسيا أنه تم إنجاز محطة بوشهر النووية الإيرانية وأنها ستكون جاهزة للتشغيل في أغسطس (آب) المقبل.

ونقلت صحيفة «الشرق» الإيرانية عن القائد أمير علي حاجي زادة رئيس وحدة الطيران والفضاء التابعة للقوات الخاصة قوله إن «المناورات التي أطلق عليها اسم الرسول العظيم 6 تتضمن اختبار صواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى»، حسبما أوردته وكالة رويترز.

وتحرص الجمهورية الإسلامية المنخرطة في مواجهة مع الغرب بسبب أنشطتها النووية على أن تعلن بانتظام ما تحققه من تقدم في قدراتها العسكرية لإظهار استعدادها للتصدي لأي هجوم من الولايات المتحدة أو إسرائيل، وتقول إيران إنها تملك مجموعة كبيرة من الصواريخ بعضها قادر على ضرب إسرائيل والقواعد الأميركية في الشرق الأوسط. وقال حاجي زادة إن المناورات التي تجري برا وبحرا هي «رسالة سلام لدول المنطقة»، مضيفا أن المناورات العسكرية لا تشكل تهديدا لأحد، وأن الهدف الرئيسي من إجراء هذه المناورات هو «الحفاظ على الجهوزية الدفاعية في مواجهة الأعداء».

وقالت إيران من قبل إنها سترد على أي هجوم تتعرض له باستهداف المصالح الأميركية في المنطقة واستهداف إسرائيل ويمكن أن تغلق مضيق هرمز الذي يمر منه نحو 40 في المائة من صادرات دول المنطقة من النفط.

كما نقلت قناة «العالم» الإيرانية عن أمير علي حاجي زادة القول إن المناورات تتضمن تجارب إطلاق صواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، وخصوصا صواريخ «سجيل» و«فاتح» و«قيام» و«خليج فارس» و«شهاب 1 و2»، إضافة إلى أحدث المعدات والإمكانيات.

ولفت إلى أنه سيتم الكشف خلال هذه المناورات عن «التقنيات التي توصل إليها الحرس الثوري خلال الخمسة عشر عاما الماضية»، موضحا أنها ستجري على مرحلتين برية وبحرية، وأضاف «بالنظر إلى الصحوة الإسلامية الحالية في المنطقة فإن الشعوب المظلومة فيها تنظر دائما إلى الشعب الإيراني وقائد الثورة الإسلامية بأنه الناصر والداعم لها». وفي غضون ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أمس أن محطة بوشهر النووية التي بنتها روسيا في إيران «أنجزت» وسيبدأ تشغيلها في أغسطس المقبل.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن ريابكوف قوله إن «المشروع قد أنجز، وكل شيء تمت تسويته، وبات يتوجب الآن الطلب إلى التقنيين الكبس على زر التشغيل عندما يستطيعون. وإذا تم ذلك في الأيام الأولى من أغسطس فسيكون ذلك متوافقا مع التوقعات وتطلعات الطرفين الروسي والإيراني»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف المسؤول الروسي «إذا تم ذلك بعد بضعة أيام (من الموعد المعلن) لن يكون بالأمر الخطير أيضا. في مجمل الأحوال فإن هذا المشروع قد أنجز».

وقد تأخر برنامج تشغيل محطة بوشهر مرات عدة بسبب مشكلات تقنية. ولم يعلن حتى الآن أي موعد دقيق لربطها بالشبكة الكهربائية الإيرانية.

وكان موقع بوشهر الذي يعتبر رمزا لحصول إيران على الطاقة النووية، دشن وسط ضجة إعلامية في أغسطس 2010 بعد 35 عاما من التقلبات: فقد أطلقت المشروع الشركة الألمانية «سيمنس» في 1975 وتوقف مع الثورة الإسلامية في 1979 ثم بسبب الحرب مع العراق (1980 - 1988) قبل أن تستأنف روسيا العمل لإنجازه في 1995.

ثم أدت صعوبات تقنية ومالية وسياسية مختلفة إلى تأخيره لنحو عشر سنوات عن الجدول الزمني الأساسي الذي كان يقضي ببدء تشغيل المحطة في عام 1999. وبسبب مشكلات فنية قرر مشغلو المحطة في فبراير (شباط) الماضي تفريغ جميع الوقود من قلب المنشأة وانتهوا من إعادته في مايو (أيار) الماضي. وأثارت عمليات تأجيل تشغيل المحطة التكهنات حول سبب المشكلات التي تراوحت ما بين فيروس ستوكسنت إلى مزاعم بعمليات تخريب من جانب روسيا.

وقال المنتقدون في إيران إن بناء محطة طاقة نووية جديدة كان سيستغرق وقتا أقل من فترة انتظار الروس لاستكمال العمل في محطة بوشهر.