السلطات اليمنية تعلن إحباط «مخطط إرهابي» في عدن

الحرس الجمهوري يقصف أرحب ونهم بشمال صنعاء.. وأنباء عن سقوط قتلى وجرحى

فتيات يمنيات ينظفن أحد شوارع العاصمة صنعاء قبيل مظاهرة حاشدة للمطالبة بمجلس انتقالي أمس (إ.ب.أ)
TT

أعلنت السلطات اليمنية أمس عن إحباط ما وصفته بالمخطط الإرهابي الذي كانت عناصر من تنظيم القاعدة تسعى إلى تنفيذه في محافظة عدن، كبرى مدن جنوب البلاد، هذا في وقت دخلت فيه المواجهات بشمال صنعاء إلى مرحلة متقدمة بين الحرس الجمهوري ورجال القبائل المؤيدين للثورة الشبابية.

وقال مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية إن «أبطال القوات المسلحة»، تمكنوا من «إحباط مخطط لعمليات إرهابية كان عناصر من خلية تابعة لتنظيم القاعدة يعتزمون تنفيذه لاستهداف منشآت حيوية واقتصادية في محافظة عدن»، وأضاف المصدر المسؤول في المنطقة العسكرية الجنوبية أن «أفرادا من اللواء 31 و39 مدرع ألقوا القبض على 6 من أخطر عناصر التنظيم تخصصوا في صنع وتفجير العبوات الناسفة، وعثر بحوزتهم على بطاريات للتفجير وأجهزة لاسلكية، وكانوا يحاولون التسلل إلى محافظة عدن، من خلال التمويه على أفراد القوات المسلحة الذين يؤدون واجبهم في نقطة العلم للمرور عبر النقطة، غير أن يقظة أبطال القوات المسلحة حالت بينهم وبين ما خططوا لتنفيذه، وتم القبض عليهم».

إلى ذلك، تواصلت المواجهات التي تدور بين القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح والمسلحين الذي تقول السلطات اليمنية إنهم ينتمون لتنظيم القاعدة في محافظة أبين بجنوب البلاد، وذكر مصدر عسكري أن 5 من عناصر التنظيم «قتلوا وأصيب آخرون في مواجهات مع أبطال القوات المسلحة في وادي دوفس الذين أصيب منهم سبعة جنود بجروح مختلفة»، وأشار إلى أن «الضربات الموجعة التي سددها أبطال القوات المسلحة والأمن خلال الأيام الماضية وبمشاركة صقور الجو لجيوب الإرهاب ومخابئه أدت إلى كسر شوكة تلك العناصر وألحقت بهم خسائر فادحة».

وتعهد المصدر باستمرار «أبطال القوات المسلحة والأمن والمواطنين وبعزيمة واقتدار في ملاحقة من تبقى من تلك العناصر والقبض عليهم، ولن يسمحوا لهم بجعل أي منطقة في محافظة أبين أو غيرها من المناطق وكرا للإرهاب والتطرف أو منطلقا للعنف والتخريب وارتكاب الأعمال الإجرامية وإرهاب المواطنين وإقلاق السكينة العامة وسيتصدون لهم بكل قوة أينما كانوا وسيتعقبونهم إلى أي مكان يلجأون إليه أو يختبئون فيه «.

وقتل الجمعة الماضي 3 جنود وأصيب 10 آخرون في هجوم نفذه انتحاري بسيارة مفخخة في مديرية المنصورة بمحافظة عدن، بعد أنباء عن محاولات حثيثة لعناصر إسلامية متشددة للدخول إلى عدن وتكرار سيناريو الاستيلاء على المؤسسات والمقار الحكومية الذي وقع في زنجبار عاصمة محافظة أبين ولم تستطع القوات الموالية لصالح، حتى اللحظة، استعادة السيطرة على المدينة.

وكان أكثر من 60 عنصرا من عناصر تنظيم القاعدة تمكنوا، الأسبوع الماضي، من الفرار من السجن المركزي بمدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، وتحدثت مصادر محلية عن أن بعض هؤلاء الفارين من المحكوم عليهم بأحكام مختلفة، تمكنوا من الوصول إلى محافظة أبين والتحقوا بالعناصر التي تصفها السلطات بالإرهابية.

على صعيد آخر، تواصلت منذ فجر أمس، أعمال القصف الجوي والمدفعي لقوات الحرس الجمهوري على منطقتي أرحب ونهم بشمال صنعاء، وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن 6 منازل، على الأقل، دمرت جراء القصف، وتحدث شهود عيان عن قيام قوات برية من الحرس الجمهوري توغلت في قرى أرحب ونهم بملاحقة عناصر يعتقد أنها مسلحة ومؤيدة للثورة الشبابية.

وقتل عدد من الأشخاص في أعمال القصف التي تستهدف مناطق قبلية في ضواحي العاصمة صنعاء منذ أسابيع، وقالت المصادر إن شخصا واحد قتل في تجدد القصف على المنطقة التي دمرت فيها منازل مواطنين ونزح المئات منهم جراء ذلك.

في هذه الأثناء، بدأت أمس بعثة أممية في إجراء عملية تقصي حقائق بشأن أوضاع حقوق الإنسان في اليمن في ظل ترحيب رسمي ومطالبات من قبل شباب الثورة، ودعت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية البعثة الأممية بالتقصي والتحقيق الكامل والشامل في ما وصف بـ«الجرائم التي ارتكبت من قبل نظام صالح «.

وقتل العشرات من المحتجين في صنعاء وتعز وعدن والحديدة وباقي المحافظات برصاص قوات الأمن والمسلحين المدنيين المناصرين للنظام خلال الأشهر الخمسة الماضية التي تشهد احتجاجات تطالب بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبد الله صالح.

وكان عبده الجندي، نائب وزير الإعلام اليمني قال بهذا الخصوص إن «الجمهورية اليمنية حكومة وشعبا ترحب بهذه اللجنة وتضع كل إمكاناتها تحت تصرف اللجنة»، كما رحب المسؤول اليمني بالبيان الذي صدر، قبل أيام، عن مجلس الأمن «الذي طلب فيه الأطراف السياسية كافة في اليمن إلى الحوار الشامل والوصول إلى حلول للأزمة الحالية التي يعيشها اليمن».

وفي الوقت الذي يستمر فيه الجدل وتضارب الأنباء بشأن الحالة الصحية للرئيس علي عبد الله صالح الذي يتلقى العلاج في المملكة العربية السعودية، وبشأن عودته من عدمها إلى البلاد، قال الدكتور عبد الكريم الارياني، المستشار السياسي للرئيس اليمني أن صالح «تمتع بصحة جيدة وحضور ذهني قوي»، وأضاف عقب عودته من زيارة لصالح دامت عدة أيام أنه ناقش «مع فخامة الأخ الرئيس عددا من القضايا على الساحة الوطنية وتلقى التوجيهات اللازمة بشأنها».