ناشطون سوريون ينشئون صفحة لدعم الثورة عبر «فيس بوك» باللغة الروسية

في إطار سعيهم للضغط على روسيا لدعم قرار يدين نظام الأسد في مجلس الأمن

TT

انطلاقا من سعيهم لتعديل الموقف الروسي الرافض لفرض عقوبات على النظام السوري من خلال مجلس الأمن، أنشأ مجموعة من الناشطين السوريين صفحة خاصة للثورة وتوأما للصفحة الرسمية (الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011) باللغة الروسية.

ويسعى القيمون على هذه الصفحة لتوسيع انتشارها بعد أن تم إنشاؤها حديثا. ويتولى العمل عليها الفريق نفسه الذي يعمل على الصفحة العربية بالإضافة لعناصر تتقن اللغة الروسية مقيمة في سوريا وروسيا ودول أوروبية.

وقد بلغ عدد المنتسبين للصفحة نحو الـ4000 بمقابل 217000 منتسب للصفحة العربية التي باتت تشكل مصدر المعلومات والصور والفيديو الأول للثورة السورية والناشطين.

وتعاني الصفحة من بعض النقص فيتم تحميل الأخبار العاجلة وعدد من الفيديوهات بالعربية عوضا عن الروسية على الرغم من السرعة في مواكبة التطورات الميدانية. وينكب القيمون على الصفحة حاليا على حملة واسعة للرفع من عدد المنتسبين وجذب أكبر عدد من الروس إليها والذين تبقى أعدادهم ضئيلة ومشاركتهم في النقاشات محدودة جدا. وينشط على هذه الصفحة بالتحديد السوريون المقيمون في روسيا. وتقول دارين المقيمة هناك: «لن نسكت يا روسيا ولن ننسى مواقفك ومواقف الصين المخزية تجاه ثورة شعبنا».

ويرد خالد تابت: «لا تهتموا بالروس ولا تصرفوا أي مجهود عليهم فهم من دون لون أو طعم. كل الاتكال على الشعب السوري ثم على رب العالمين».

ويشدد القيمون على الصفحة على ضرورة أن يصبح عدد مؤيدي الصفحات والتنسيقيات الداعمة للثورة نفس عدد الصفحة الأم.

وقد حذف القيمون على الصفحة عددا من التعليقات المسيئة والداعية للعنف في روسيا، وتم تعميم البيان التالي: «ثورتنا سلمية لإسقاط النظام في سوريا وليس في روسيا.. وكل تعليق مهين للسلطات الروسية أو يحمل صفات طائفية أو دينية سيحذف. هدفنا استعطافهم وليس استفزازهم نحن لسنا متطرفين أو مأجورين كما يدعي النظام».

وتتعرض الصفحة، وكما يدعي القيمون عليها، لحملة قرصنة من قبل مؤيدي النظام لإغلاقها بعد فشلهم في ضرب الصفحة العربية للثورة، ويسعى الناشطون من خلال الصفحة الروسية لتعميم بعض دعوات التجمع والتظاهر في المدن الروسية.

ويسعى عدد من المعارضين السوريين الموجودين حاليا في روسيا لنقل أفكارهم وطروحاتهم للمسؤولين الروس في مسعى للضغط على روسيا لفك ارتباطها بنظام الرئيس الأسد.

وأعلن مؤسس مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان رياض زيادة أن «وفدا من معارضين سوريين طلب من روسيا الضغط على دمشق لوقف أعمال القمع»، وذلك خلال لقاء في موسكو مع موفد الكرملين إلى أفريقيا ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد ميخائيل مارغيلوف.

وقال إن «روسيا يمكنها اللجوء إلى سبل ضغط على النظام السوري لكي توصل إليه الرسالة بوضوح بأن هذا النوع من السلوك (القمع) غير مقبول». من جهته، شدد مارغيلوف على أن «روسيا ليس لديها صديق آخر في سوريا غير الشعب السوري»، داعيا إلى «وقف كل أشكال العنف وإلى إجراء مفاوضات سياسية».

وكانت الخارجية الروسية في وقت سابق أوضحت أن موسكو لا تفضل حل الأزمة السورية عن طريق فرض عقوبات على دمشق، وأنها تعطي الأولوية للحلول الدبلوماسية والسياسية، مشددة على أن استقرار سوريا سيساعد على استقرار المنطقة برمتها، وطالبت مجلس الأمن الدولي بأن يتصرف بحذر حيال الوضع السوري.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن إدانة سوريا دوليا ستأتي بنتائج عكسية، مشيرا إلى أن الوضع في سوريا يختلف عن ليبيا. ولفت إلى أن سقوط ضحايا من أفراد الأمن والمتظاهرين على حد سواء يشير إلى أن معارضي النظام مسلحون.