صالحي: لو كنا نلتقي بالسعوديين لما حدث «سوء الفهم»

وزير الخارجية الإيراني لـ«الشرق الأوسط»: طهران تقف مع الثورات.. ولكنها ترفض استغلالها لإحداث التوترات

مسؤول إيراني في حديث جانبي مع وزير خارجية مملكة البحرين على هامش الاجتماع الوزاري لمنظمة المؤتمر الإسلامي في أستانة («الشرق الأوسط»)
TT

أوضح علي أكبر صالحي وزير الخارجية الإيراني، أن طهران تتطلع لعودة العلاقات مع السعودية، على نحو أكثر متانة من السابق، مشيرا إلى أنه لا توجد أي مشكلات فعلية في العلاقات الثنائية بين الجانبين.

وأشار صالحي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» على هامش مشاركته في اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية في كازاخستان، إلى أن سوء الفهم بين بلاده والرياض، ناتج عن عدم وجود لقاءات مباشرة بين مسؤولي البلدين، موضحا أن تطورات المنطقة الأخيرة، كانت أحد الأسباب التي عززت من عدم طبيعية العلاقة مع السعوديين.

ونفى وزير الخارجية الإيراني أن تكون المناورات العسكرية التي تنفذها بلاده هذه الأيام موجهة ضد أي من دول المنطقة، لافتا إلى أنها تدريبات اعتيادية تجرى من 3 إلى 4 مرات سنويا.

ورد علي أكبر صالحي على تساؤل حول ما إذا كان هناك تصور لدى إيران لإنهاء القطيعة مع السعودية، بالقول إن «إيران والسعودية بلدان كبيران ومهمان في المجتمع الدولي والعالم الإسلامي، وليس هناك أي مشكلات بينهما في العلاقات الثنائية، ولكن هناك اختلاف في بعض وجهات النظر في أمور أخرى لا تختص بالبلدين، وتحديدا في تطورات المنطقة».

وقال وزير خارجية إيران: «نحن نتمنى متى ما أصبحت الظروف مواتية أن نجلس معا ونحل المشكلات، وندخل في حديث صريح، لأنني أتصور أن سوء التفاهم حدث من عدم حدوث اللقاءات الثنائية، فلو كانت هناك لقاءات ثنائية مستمرة ما كان سوء الفهم قد حدث بالأساس. وأنا متفائل جدا لأن هناك علاقات طيبة تربطنا مع السعودية منذ أمد بعيد، ونتمنى استمرارها في المستقبل، وتكون أكثر متانة».

وعن موقف طهران من الثورات العربية، قال صالحي: «إيران تقف مع الحقوق المشروعة لأي شعب يطالب بحقوقه المدنية، ولكنها ترفض استغلال البعض لهذه المطالب لإحداث التوتر».

واختتم وزير الخارجية الإيراني تصريحاته بالرد على سؤال حول ما إذا كانت المناورات رسالة لدول المنطقة: «ليست موجهة ضد أحد، فنحن في السنة الواحدة لدينا 3 إلى 4 مناورات، طيلة العقود الثلاثة الماضية».

من جهة أخرى، تقدمت إيران بمشروع قرار إلى الاجتماع الوزاري لمنظمة المؤتمر الإسلامي للمصادقة عليه بشأن القضاء على الأسلحة النووية في العالم، حسب ما ذكرت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء أمس.

وقال صالحي في كلمة ألقاها أمس في الاجتماع الثامن والثلاثين لوزراء خارجية الدول الإسلامية الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد حاليا في أستانة عاصمة كازاخستان، إنه يعتبر أن الاجتماع الحالي يوفر فرصة جديدة للسعي لتحقيق مبادئ وأهداف المنظمة.

وأضاف صالحي أن «سمعة منظمة المؤتمر الإسلامي المبنية على الاتحاد والتضامن بين الدول الإسلامية تكمن في تناول القضايا والتحديات والمصالح المشتركة». وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى حاجة منظمة المؤتمر الإسلامي إلى تضافر الجهود لتحقيق أهدافها.

وأكد صالحي على أن الاجتماع الوزاري للمنظمة في ضوء هذه الجهود من شأنه أن يبعث على الأمل بالنسبة للأمة الإسلامية، مضيفا: «هذا الاجتماع يعقد في وقت تقع فيه تطورات مهمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهذه التطورات تدل على الحاجة الجادة للتغيير». وقال وزير الخارجية الإيراني إن «التطلعات الأصيلة للشعوب في إرساء سيادة الشعب وسيادة القانون والاستقلال ومحاربة الظلم، وكذلك حرص الشعوب على القيم الإسلامية، أمور لا يمكن تجاهلها». وأضاف صالحي: «في ظل هذه الظروف، فإن التدخل الخارجي سيؤدي فقط إلى تدهور الأوضاع، كما أن التعرف على المطالب المشروعة وكذلك دعم حقوق شعوب المنطقة هي مسؤولية تقع على عاتق جميع أعضاء المنظمة».