الصدر يحذر أتباعه الطلبة من «ديكتاتورية جديدة» في الجامعات

قيادي صدري لـ «الشرق الأوسط»: لا نريد «قائد ضرورة» جديدا

عربة شرطة تقل العشرات من الزوار الشيعة بعد انتهاء مراسم ذكرى وفاة الامام الكاظم في حي الكاظمية ببغداد أمس (رويترز)
TT

تشهد الجامعات العراقية صراعا بين قوى وأحزاب سياسية شيعية منذ الإطاحة بالنظام العراقي السابق في مسعى إلى تسييسها، ناهيك عن لفها بعباءة الدين وإغراقها بصور رجال الدين والشعارات الدينية، ومنذ ذلك الحين شملت الاتهامات بشكل رئيسي المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم، والتيار الصدري بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر، وحزب الدعوة بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي. ومع تسمية علي الأديب، القيادي في حزب الدعوة وأحد المقربين من المالكي، وزيرا للتعليم العالي في الحكومة الحالية، اشتعل الصراع مرة ثانية، حيث أرسل مجموعة من طلبة الجامعات من أتباع الصدر رسالة إليه يطلبون رأيه حول منعهم من إقامة شعائرهم الدينية داخل الجامعات.

ومن جانبه، حذر الصدر أتباعه من الطلاب مما سماه نشوء «ديكتاتورية جديدة تمارسها أحزاب شيعية في الجامعات» العراقية، ورد عليهم في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه «احذروا من ديكتاتورية جديدة»، داعيا في الوقت نفسه إلى «التوحد من أجل الدين والوطن»، بحسب ما ورد في البيان.

وكان الطلبة من أتباع الصدر قد شكوا من تدخل «الأحزاب الشيعية» في أمور الجامعات، واتهموا تلك الأحزاب بأنها تحاول الاستحواذ على الجامعات بالدعاية السياسية، «التي لا تخلو من الكذب والنفاق»، مؤكدين أن تلك الأحزاب «تمنع أتباع التيار من إقامة شعائرهم».

وفي الوقت الذي اعتبر فيه قيادي صدري أن دعوة الصدر التحذيرية تأتي في سياق محاربة «الفكر الواحد والقائد الضرورة الواحد»، في إشارة إلى الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، الذي كان يطلق على نفسه اسم «القائد الضرورة»، فقد نفى قيادي في حزب الدعوة وجود مثل هذه الممارسات.

وقال عضو البرلمان العراقي عن التيار الصدري، مشرق ناجي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «تحذير الصدر يأتي في سياق حرص التيار الصدري على أن تكون الجامعات العراقية لكل العراق والعراقيين لا لحزب أو فئة أو تيار لأن استقلال الجامعات هو الضمانة الوحيدة للتطور العلمي في البلد». وأضاف أن «الشكاوى من هذا النوع تعني أن هناك من الأحزاب والقوى والكتل من يريد حرف مسار التعليم العالي وجعل الجامعات جزءا من نفوذها وهو أمر خطير وغير سليم، وهذا الأمر لا يقتصر على الأحزاب الشيعية، بل تمارسه كل الكتل والقوى والأحزاب وهو ما يضع العصي في عجلة التعليم العالي»، وقال: «إننا لا نريد قائدا أوحد أو قائد ضرورة جديدا، بل نريد من الجميع أن ينظروا إلى مصلحة البلاد بوصفها هي المصلحة العليا وأن تكون القناعات هي قناعات الشعب لا قناعات أفراد يتم فرضها بهذه الطريقة أو تلك».

من جهته، نفى القيادي في حزب الدعوة، خالد الأسدي، عضو في البرلمان عن ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي، أن «تكون هناك سياسة مسبقة للدعوة أو لائتلاف دولة القانون أو لعموم التحالف الوطني تهدف إلى تسييس الجامعات أو جعلها منطلقا للصراع الحزبي أو الفئوي وإنما هناك حرص من قبلنا لكي تكون الجامعات مستقلة تماما بحيث تكون ميدانا للتنافس على صعيد التحصيل العلمي وليس لأي شيء آخر». وقال إن «هناك محاولات، بالتأكيد، من قبل الكثير من الأطراف لكي تتدخل في الجامعات، ولكن هذا الأمر مرفوض تماما من أي جهة أو طرف لأنه في النهاية سوف ينعكس سلبا على أداء الطلبة ويبعدهم عن مجالهم الحيوي، وهو العلم، وبالتالي تكون الخسارة مضاعفة لهم وللبلد».

وأشار الأسدي إلى أن «وزير التعليم العالي والبحث العلمي أعلن، وبشكل صارم، أنه لن يسمح بأن تتحول الجامعات ساحة للعمل الحزبي ولكل الأحزاب والفئات، لأن التنافس داخل الجامعات يحول الجامعة إلى ساحة للتنافس والصراع الحزبي وهو أمر له مخاطره التي يعرفها الجميع».

ويأتي تحذير الصدر من قيام ديكتاتورية جديدة في الجامعات العراقية بعد أقل من أسبوعين على تحذيره من بناء ديكتاتورية جديدة ودولة مبنية على التقارير السرية. وكان الصدر قد حذر مؤخرا في معرض رده على استفتاء مقدم من أحد أتباعه حول إجبار بعض الموظفين على الخروج بمظاهرات مؤيدة للحكومات المحلية والحكومة الاتحادية وتهديدات بالعقوبة للأشخاص الرافضين الخروج قائلا: «احذروا من بناء ديكتاتورية جديدة ودولة مبنية على الخلاف والتقارير السرية»، وأضاف: «ذهب الهدام (في إشارة إلى صدام) ومن شاء بناء هدام فهو عدو العراق»، على حد وصفه.