بارزاني يوجه بإمداد كركوك بالكهرباء من كردستان.. ويؤكد: أسعى لنجاة السكان

مسؤول في المحافظة: الكهرباء مدفوعة الثمن ضمن مشروع البترودولار

TT

في إطار اهتمام القيادة الكردية بالمناطق المتنازع عليها والسعي لإلحاقها بإقليم كردستان، وجه الزعيم الكردي مسعود بارزاني بتجهيز محافظة كركوك بـ200 ميغاواط من الطاقة الكهربائية المنتجة من محطات إقليم كردستان، حيث تعاني المحافظة نقصا شديدا في الطاقة خلال هذا الفصل الحار من السنة.

ووجه بارزاني رسالة إلى سكان المحافظة تعهد خلالها برفع مستوى مساهمة حكومة الإقليم في المشاريع الخدمية بالمحافظة إلى حين إلحاقها بإقليم كردستان. ولم يكن واضحا من خطاب بارزاني إن كانت تلك الكهرباء مدفوعة الثمن أم أن الإقليم سيتحمل تكاليفها. لكن مسؤولا حكوميا في كركوك أكد أن الكهرباء التي ستتزود بها كركوك من إقليم كردستان مدفوعة الثمن ضمن مشروع البترودولار.

وقال بارزاني في رسالته: «أتفهم جيدا آلام ومعاناة أحبائنا في محافظة كركوك، سواء من ناحية النقص في الكهرباء، أو الحرمان من المشاريع الخدمية، ولذلك أصررنا خلال الفترة الأخيرة على ضرورة تجهيز كركوك بالطاقة الكهربائية اللازمة من محطات الإقليم، ووجهنا حكومة الإقليم بالإسراع في توفير حاجة المحافظة وبقية المناطق المستقطعة من حدود إقليم كردستان بالطاقة الكهربائية، لتخفيف معاناة سكانها إلى حين عودة تلك المناطق إلى إقليم كردستان، وفقا للمادة 140 من الدستور العراقي»، وأضاف أنه «في الاجتماع الذي عقدناه الأسبوع الماضي مع رئيس الحكومة ونائبه ووزير الكهرباء، قررنا تجهيز المحافظة بـ100 ميغاواط من الطاقة الكهربائية كمرحلة أولى، على أن تزداد النسبة إلى الضعف بتجهيز 100 ميغاواط أخرى ابتداء من بداية الشهر المقبل، بهدف تحسين وضع الكهرباء في كركوك».

وأشار بارزاني إلى أن «قيادة الإقليم مصرة على الاهتمام بمحافظة كركوك ونجدة سكانها في هذا الفصل الحار، وأؤكد أن انعكاسات عملية الإصلاح التي شرعنا فيها قد بدا واضحا على قطاع الكهرباء، حيث إن إنتاجية محطات التوليد بالإقليم قد فاقت حدود التجهيز لأكثر من 20 ساعة يوميا، وعليه فإننا نشيد بجهود الحكومة، وخصوصا وزارة الكهرباء، لتحسين وضع الكهرباء، وسوف نستمر في زيادة الاهتمام بالمشاريع الخدمية الأخرى بمحافظة كركوك وجميع المناطق المتنازع عليها».

وكانت كركوك، الغنية بالنفط والتي يتنازع العرب والأكراد والتركمان عليها، قد أبرمت مع وزارة الكهرباء العراقية في بغداد اتفاقا يضمن تزويدها بـ250 ميغاواط يوميا من إنتاج محطاتها الثلاث، البالغ إنتاجها ما بين 425 و500 ميغاواط يوميا، بعد موجة احتجاجات مطلع العام. ومحافظة كركوك بحاجة إلى 882 ميغاواط لتغطية الطلب اليومي.

لكن راكان سعيد الجبوري، مدير عام كهرباء كركوك، أكد أن الكهرباء التي ستتزود بها كركوك من إقليم كردستان مدفوعة الثمن ضمن مشروع البترودولار.

وقال: «إن هناك عقدا مبرما لحل مشكلة الكهرباء في كركوك خلال فصل الصيف من خلال شراء 200 ميغاواط من أحد المستثمرين في إقليم كردستان العراق»، أضاف أن «المستثمر هو أبرز مجهزي الطاقة بالإقليم، وهو أحمد إسماعيل، وبدأ تجهيز كركوك تجريبيا بـ100 ميغاواط خلال الشهر الحالي، ليصل التجهيز نهاية شهر يوليو (تموز) المقبل إلى 200 ميغاواط».

وقال الجبوري: «إنها خطوة مهمة لحل مشكلة كهرباء كركوك وتأمين الطاقة لها، حيث ستخصص مبالغ من مشروع البتردولار لدفع المستحقات إلى المجهز سنويا من عائدات البتردولار».

وكانت الحكومة العراقية قد أقرت مشروع دفع دولار واحد عن كل برميل مستخرج للمحافظة المنتجة للنفط.

وقال: «ربما يصل المبلغ إلى 100 مليار دينار سنويا»، مؤكدا أن «حصة كركوك السنوية من تخصيصات البتردولار تصل إلى حدود 350 مليار دينار».

بدوره، أكد نائب محافظ كركوك أن «جهود حكومة الإقليم مميزة في إتمام العقد وإنجاحه، عبر مد خط للطاقة بطول 12 كلم، لإكمال التوصيل عبر الخط الرابط بين كركوك ومدن الإقليم ضمن الشبكة الوطنية، وبعد استحصال موافقات وزارتي الكهرباء ببغداد والإقليم».

يشار إلى أن إقليم كردستان يجهز مدنه بـ20 ساعة من الكهرباء يوميا، في حين يعتمد المواطنون على المولدات الأهلية لتغطية الساعات الأربع المتبقية. ونجح الإقليم في السنوات القليلة الماضية في بناء محطات توليد في محافظات السليمانية وأربيل ودهوك، وفصلها عن الشبكة الوطنية العراقية.

ومن جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء العراقية، مصعب المدرس، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «تزويد محافظة كركوك بالكهرباء من إقليم كردستان تم بناء على تنسيق سابق مع وزارة الكهرباء الاتحادية»، مشيرا إلى أنه «من المعروف أن وزارة الكهرباء الاتحادية التزمت هذا الصيف بتزويد المواطن بـ8 ساعات من الكهرباء من المنظومة الوطنية، وهي كمية لا تكفي، ولكن هناك مجموعة من البدائل، منها توزيع الكاز مجانا على أصحاب المولدات لإضافة ساعات تجهيز، أو الاستفادة من نظام البترودولار للمحافظات المشمولة به».