إسرائيل تزعم اكتشاف حامض الكبريتيك على متن إحدى سفن أسطول الحرية

أحد مواطنيها وهو من منظمي الأسطول ينفي المزاعم ويتهم حكومته بالوقوف وراء عملية تخريب

أليس ووكر ناشطة حقوق الإنسان في أميركا (أ.ب)
TT

في وقت أعلن فيه منظمو أسطول الحرية الثاني عن اكتشاف عمل تخريبي في إحدى السفن وهي راسية في ميناء يوناني، زعم التلفزيون الإسرائيلي الرسمي نقلا عن مصدر عسكري كبير في الجيش، أن كمية كبيرة من حامض الكبريتيك اكتشفت على متن سفينة معدة للإبحار ضمن الأسطول، بهدف سكبها على الجنود عندما يحاولون السيطرة عليها لمنعها من الوصول إلى ميناء غزة.

وقال المصدر إن الانطباع الذي تولد مؤخرا من أن خطر الصدام العنيف مع أسطول الحرية الثاني ضعيف جدا، بدا خاطئا، وتوافرت لدى الجيش معلومات تدل على أن هنالك مجموعة من أنصار العنف تخطط للاعتداء على الجنود الإسرائيليين والتسبب في إلحاق الأذى بهم. وادعى أن معلوماته مستقاة من مصادر موثوقة جدا، آخرها تصريحات أدلى بها قادة هذا الأسطول الذين اجتمعوا الليلة قبل الماضية في أثينا. وادعى أن أحد المتحدثين في الاجتماع كشف عن النية «لقتل جنود إسرائيليين كثيرين» وآخر قال: «سيسفك دم إسرائيلي غزير».

وربط المسؤول الإسرائيلي بين هذه التصريحات والعثور على أوعية تحتوي على حامض الكبريتيك ومواد حارقة أخرى ينوي نشطاء الأسطول إلقاءها على الجنود في حال اعتلائهم السفن للسيطرة عليها وإجبارها على التوجه لميناء أسدود. كما ادعى أنه على عكس ما نشر سابقا حول أن منظمة «آي إتش إتش» التركية التي نظمت الأسطول الأول، لن تشارك. وحسب المزاعم الإسرائيلية، فإن عددا من نشطائها سيشاركون تحت أسماء أخرى وإن «إسلاميين متطرفين مرتبطين بتنظيم القاعدة وبحركة حماس تمكنوا من إيجاد مكان لهم على متن الأسطول، ذكر منهم أحمد حنون وأمين أبو راشد.

وكانت صحيفة «هآرتس» قد ذكرت، الليلة قبل الماضية أن القائمين على إحدى سفن أسطول الحرية في اليونان، اكتشفوا عملية تخريب متعمدة على ما يبدو، طالت ذراع مروحة الدفع في إحدى السفن. وقالت إن القائمين على الأسطول يتأكدون يوميا من سلامة السفن، وأكدوا أن الخلل في ذراع المروحة ليس تقنيا بل ناجم عن عملية مدبرة. ولم يحدد القائمون على الأسطول الفترة اللازمة التي يحتاجونها لتصليح الخلل، خصوصا أن اليونان يشهد إضرابا شاملا أمس واليوم.

وقال المواطن الإسرائيلي، درور فايلر، أحد منظمي الأسطول والناطق بلسانه، إن السفن ستبحر على الرغم من كل أعمال التخريب. وأضاف في تلميح إلى إسرائيل كمصدر لهذا التخريب: «إنهم لا يكتفون بالتحريض الدولي علينا ولا بممارسة الضغوط على الحكومات الأوروبية حتى تتجند لمنع وصولنا إلى قطاع غزة، فيلجأون الآن إلى التخريب في سفننا ونحن ما زلنا بعيدين آلاف الكيلومترات عن شواطئ إسرائيل وغزة. ولكن هذا لن يثنينا عن عزمنا. وصرختنا ضد الحصار اللاأخلاقي واللاإنساني المفروض ظلما على أطفال غزة، ستدوي في العالم كله». ونفى فايلر الاتهامات الإسرائيلية حول النوايا للاعتداء على الجنود الإسرائيليين وقال إن كل مشارك في الأسطول وقع على تعهد بالامتناع التام عن استخدام العنف.

واتهم فايلر حكومة اليونان بالتواطؤ مع إسرائيل عبر عرقلة مسار الأسطول بمختلف الطرق البيروقراطية، فهم «تارة يطلبون وثائق وتارة فحوصات وتفتيشات ويؤخرون المصادقات». ورد فايلر على تصريحات الناطقة بلسان وزارة الخارجية الأميركية، فكتوريا نولاند، التي قالت فيها إن من حق إسرائيل أن تدافع عن أمنها، بقوله: «نحن لا نعتدي على أمن إسرائيل. كل ما نريده أن نوقف الحصار. والاعتداءات التي تهددنا إسرائيل بها تؤكد أنها لا تدافع عن نفسها، بل هي معتدية على أهل غزة وعلى من يجرؤ على التضامن معهم».