إيران تكشف النقاب عن منصات إطلاق صواريخ تحت الأرض

في أحدث عرض للقوة خلال المواجهة مع الغرب حول برنامجها النووي

TT

كشفت إيران النقاب عن منصات إطلاق صواريخ تحت الأرض تجعل من صواريخها أقل عرضة للهجوم، في أحدث عرض للقوة خلال المواجهة الطويلة مع الغرب حول البرنامج النووي.

وقد عرض التلفزيون الإيراني الرسمي التابع للدولة صورة لعدد غير محدد من منصات إطلاق الصواريخ تحت الأرض، مؤكدا على أنها مجهزة لإطلاق صواريخ متوسطة وبعيدة المدى القادرة على قصف أهداف بعيدة. وتعتبر هذه المنصات أكثر صعوبة في التدمير عن المنصات الأرضية. وقد أثنت إيران على هذه المنشآت معتبرة إياها قيمة دفاعية تعمل على ردع المهاجمين.

ونقل تلفزيون الدولة الرسمي عن العقيد أصغر قليج خاني قوله «إن المنصات ستعمل كوحدة رد فعل سريع. وإن الصواريخ تقف مشرعة ومستعدة لإصابة أهداف تم تحديدها مسبقا».

تم عرض منصات إطلاق الصواريخ خلال المناورات العسكرية التي بدأتها قوات الحرس الثوري وتستمر لمدة عشرة أيام.

وكانت القوى الغربية تسعى منذ فترة طويلة إلى تقديم أدلة على سعي إيران لتصميم رؤوس نووية لصواريخها، وهي التهمة التي نفتها إيران، مصرة على أن برنامجها النووي مصمم لأهداف سلمية.

وفي السياق ذاته أوردت وكالات الأنباء الغربية أدلة محدودة عن وجود منصات إطلاق صواريخ إيرانية بالقرب من مدينة تبريز وخورام آباد في شمال غربي إيران. وهو ما أكده عرض أول من أمس، لكنه لم يحدد مكان وجود هذه المنصات.

وكان المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، مؤسسة تحليل السلاح في لندن، قد قدم العام الماضي أدلة تؤكد على أن منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية قادرة على إطلاق صواريخ على العراق وإسرائيل وتركيا ودول الخليج العربي. وأشارت إلى أن أكثر الأسباب منطقية وراء إنشاء هذه المنصات يتمثل في «الاستعداد لنصب صواريخ أكبر حجما، بدلا من إنشاء مخابئ صخرية للقوات تحت الأرض».

وتتطلب الصواريخ الأكبر حجما نشر قوات محددة في صورة منصات إطلاق أو منصات تحت الأرض فيما يمكن إطلاق الصواريخ الأصغر حجما من منصات متحركة.

وعرض التلفزيون الرسمي الإيراني مقاطع لمنصات إطلاق تحت الأرض لصواريخ «شهاب 3» التي يصل مداها إلى 1,250 كيلومترا، وقد أظهر التقرير أيضا فتحة واسعة في السقف المعدني أعلى الصومعة ليخرج منها الصاروخ.

عادة ما كان الحرس الثوري يعرض الصاروخ «شهاب 3» خلال المناورات السابقة على ناقلات متحركة ضخمة ومنصات إطلاق بها أكثر من 12 إطارا.

وأشار التقرير الذي أذيع أول من أمس إلى أن منصة الإطلاق مرتبطة بمركز التحكم في الصاروخ. وقد امتدح أمير علي حاجيزادة قائد القوات الجوية في الحرس الثوري منصات إطلاق الصواريخ، معتبرا إياها بالأصول الحاسمة في مواجهة إيران مع الغرب. وقال «إننا من خلال هذه المنصات نرى أننا على يقين من أننا قادرون على مواجهة أي عدو يفوقنا قوة والدفاع عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية».

وقال ضابط آخر بسلاح الحرس الثوري لم يكشف عن نفسه للتلفزيون الإيراني: «هناك عدد قليل من الدول التي تمتلك تقنية إنتاج بناء منصات إطلاق صواريخ تحت الأرض. فهذه التقنية ليست أقل تعقيدا من الصاروخ ذاته».

من جانبها اتهمت إسرائيل، التي تعتبر البرنامج النووي الإيراني تهديدا وجوديا، طهران بتلقي مساعدات من كوريا الشمالية في بناء مواقع للصواريخ تحت الأرض.

لكن العقيد قليج خاني، المتحدث باسم المناورات العسكرية الإيرانية أكد على أن المنصات أنتجت بتكنولوجيا إيرانية.

وأطلقت طهران على المناورات اسم «الرسول الأعظم 6»، وأكدت أنها ستجري اختبارات على الصواريخ بعيدة المدى، مثل «سجيل» القادر على الوصول إلى مدى أبعد من الصاروخ «شهاب 3».

* خدمة «نيويورك تايمز»