قمة دبلن لمكافحة المد الأصولي تختتم أعمالها اليوم بتوصيات «العنف لا دين له»

ابن عثمان لـ «الشرق الأوسط»: دور أكبر لمؤسسات المجتمع المدني لتكون رأس حربة في مواجهة التطرف

TT

بحثت قمة العاصمة الآيرلندية دبلن، أمس، أسباب التطرف والعنف بشتى أشكاله، بما فيه التطرف الأصولي. ويختتم المؤتمر الذي يشارك فيه نحو 60 إسلاميا اليوم بمجموعة من التوصيات تؤكد أن العنف لا دين، بحسب الإسلامي نعمان ابن عثمان قيادي الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية السابق كبير محللي مركز «كويليام» البريطاني لمكافحة التطرف. وشارك في المؤتمر، التي تشرف عليها مؤسسة تابعة لمحرك البحث العملاق «غوغل»، أيضا عدد من النازيين الجدد وناجون من تبعات العنف الشديد، لبحث القواسم المشتركة فيما بينهم، والدور الذي قد تلعبه التكنولوجيا في محاربة الأفكار المتطرفة، بحلول ناجعة لكبح جماح التطرف الديني الذي اكتوى بنيرانه مختلف دول العالم الإسلامي والغربي. وقال ابن عثمان لـ«الشرق الأوسط» «لقد ركز أغلب الإسلاميين في كلماتهم على أهمية إعطاء دور أكبر لمؤسسات المجتمع المدني لتكون رأس حربة في مواجهة التطرف والعنف في المجتمع».

بينما ركز ماجد نواز، المسؤول الدولي السابق عن التجنيد بجماعة «حزب التحرير» الإسلامية الذي انشق عن التنظيم الأصولي بعد قضائه أربع سنوات في سجون مصر بتهمة الانتماء إلى الحزب، أنه من الضروري التصدي لأفكار الأصوليين وإظهار عدم انسجامهم مع الإسلام التعددي المتسامح. وفند آيديولوجيات حزب التحرير بوجه خاص واستخدام العنف للوصول إلى السلطة، وشن هجوما على الجماعات الإسلامية التي تستخدم العنف لتحقيق أفكارها. ونواز اليوم هو مدير مؤسسة «كويليام» البحثية لمكافحة التطرف الأصولي ببريطانيا. وتقول «مؤسسة كويليام» التي أطلق عليها اسم رجل إنجليزي اعتنق الإسلام في القرن التاسع عشر وأسس أول مسجد في بريطانيا، إنها «تهدف إلى فضح التشدد الأصولي كآيديولوجية زائفة، ومساعدة المسلمين على تطوير نموذج متسامح وحديث من الإسلام الغربي».

ويدعو ميثاق تأسيس «مؤسسة كويليام» المسلمين إلى اتخاذ موقف ضد الأصوليين، كما يقترح إنشاء «مراكز لاقتلاع التطرف» في المدن البريطانية الرئيسية يتولى أمرها علماء مسلمون قادرون على مواجهة الخطابات المتشددة. ويقول أيضا إن زعماء الجاليات المسلمة ينبغي أن يدينوا صراحة أعمال الإرهاب. من جهته، قال إريك شميت، رئيس محرك البحث العملاق «غوغل»، إن شركته لا تسعى لإحداث تغيير سياسي. وكان شميت قد أدلى بهذه التصريحات إلى وسائل الإعلام في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر «قمة دبلن ضد التطرف»، الذي نظمته المؤسسة البحثية الجديدة لـ«غوغل» وكذلك مجلس العلاقات الخارجية ومهرجان تريبيكا السينمائي. وتجمع القمة 60 شخصية من المتطرفين السابقين مع الناجين من أعمال التطرف، بالإضافة إلى العاملين في مجال منع التطرف. ووصف شميت الدور الذي تلعبه «غوغل» في تنظيم هذا المؤتمر بأنه دور تنظيمي.

وفي تعليقه على مسألة استخدام التكنولوجيا في الثورات التي اندلعت في الدول العربية في ما يعرف بالربيع العربي، قال الرئيس التنفيذي لشركة «غوغل» إن شركات مثل «غوغل» و«فيس بوك» و«تويتر» ليست هي السبب في اندلاع مثل هذه الثورات، ولا ينبغي أن يعزى لها شرف اندلاع هذه الثورات.

وأحيط «السابقون»، كما وصفتهم «غوغل»، بمائة وعشرين شخصية تضم مفكرين ونشطاء وأصحاب جمعيات خيرية وأصحاب شركات. ويحدو المجتمعين الأمل في التوصل إلى إجابة شافية للتساؤل الهام حول ما يدفع بعض الأفراد، خاصة الشباب، باتجاه الحركات المتطرفة، والسبب وراء ترك البعض لها. إلى ذلك قال جاريد كوهين، (29 عاما)، مسؤول وزارة الخارجية السابق الذي وافق على رئاسة «غوغل أيدياز»، واستضافة المؤتمر: «التكنولوجيا جزء من كل تحد في العالم، وجزء من كل حل». وأشار مسؤولو الشركة إلى أنهم في تشكيلهم لمؤسسة «غوغل أيدياز»، كانوا شغوفين بإنشاء مؤسسة تتخطى نطاق دور المؤسسات التقليدية، من إجراء الدراسات ونشر الكتب، مؤكدين أن مؤسستهم البحثية الفاعلة ستجعل التحرك جزءا رئيسيا من مهمتها.

لكن المؤسسة في قرارها الأول بدخول فضاء بين الفكر والقيام بخطوات فاعلة كان استفزازيا بعض الشيء، حيث تحاول «غوغل» الدخول إلى منطقة هي من صميم عمل الحكومات.

ويقول البروفسور جوزيف ناي، الأستاذ بجامعة هارفارد والخبير في نظريات وتطبيقات القوة: «ربما يكون ذلك مشكلا، خاصة إذا ما تبين أنه يتعارض مع السياسة الخارجية للولايات المتحدة»، وأشار إلى أن الطموح يمكن أن يعقد الأمور بشكل أكبر، نظرا لأن المكاسب ربما تكون ظاهرية فقط.