الآلاف يخرجون في مظاهرات ليلية ضد النظام.. واعتقال 1000 شخص خلال أسبوع

ناشطون: من بين المعتقلين 400 طالب تم اعتقالهم في مساكن الجامعة بمدينة حلب

جندي تركي يراقب عملية توزيع الأطعمة من قبل الهلال الأحمر التركي على سوريين عالقين على الحدود السورية - التركية أمس في انتظار التصريح بدخولهم إقليم هاتاي في الأراضي التركية (أ.ب)
TT

تستمر المظاهرات الليلية بالخروج في عدة مدن سورية، إذ نظم الناشطون من أجل الديمقراطية في سوريا عدة مظاهرات ليل أول من أمس، ودعوا إلى إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد الذي تابع من جهته عمليات اعتقال المتظاهرين، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأكد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في لندن أن مظاهرات ليلية «نظمت في أماكن عدة ودعت إلى إسقاط النظام وانتقدت اجتماعا للمعارضين» عقد الاثنين في دمشق. وأوضح عبد الرحمن أن «آلاف المحتجين قد تظاهروا في حمص (وسط)، وما بين 7 إلى 10 آلاف في حماه (شمال) وما بين 5 و7 آلاف في دير الزور (شمال شرق)، وفاق عددهم 2000 في إدلب (شمال غرب)». كما سار المتظاهرون الذين رفعوا شعارات مناهضة للنظام، في مدينتي جبلة واللاذقية الساحليتين، وفي حيي القابون وبرزة في دمشق. وأكد الناشط «رفض أي حوار مع السلطة».

وأظهرت تسجيلات مصورة نشرت على موقع للتواصل اجتماعي على الإنترنت أعدادا كبيرة من المحتجين يعتقد أنهم سوريون في بلدات مختلفة في أنحاء سوريا يطالبون بسقوط نظام الأسد. وظهر المحتجون في التسجيلات المصورة التي قيل إنها التقطت في قرى مختلفة في حماه بسوريا وهم يهتفون بشعارات مناهضة للنظام. وسارت مئات من النساء في مظاهرة منفصلة وهتفن ضد البلطجة وممارسيها. ورفع محتجون في مظاهرة أخرى أعلاما لتركيا التي لجأ إليها آلاف السوريين الفارين من الحملة العسكرية في قرى حدودية، وردا على دعوة للحوار أطلقتها الحكومة، هتف المتظاهرون أن دستورهم «هو القرآن بينما دستور الحكومة هو حزب الله وإيران». وفي حمص شارك الآلاف في جنازة المحتج عبيدة أكرم. وورد في التسجيل المصور أن الشرطة اعتقلت أكرم خلال مظاهرة وأرسل جثمانه إلى عائلته بعدها بعشرة أيام. وطبقا للتسجيل تعرض أكرم للتعذيب في محبسه. وكانت الحكومة أعلنت أنها ستدعو شخصيات معارضة إلى محادثات في العاشر من يوليو (تموز) لوضع إطار لحوار وطني وعد به الأسد سيكون من بين بنوده إجراء تعديلات دستورية.

من جهة ثانية، تحدث عبد الرحمن عن اعتقال قوات الأمن متظاهرين في ركن الدين وبرزة في دمشق وإدلب وفي قرية الناجية القريبة من الحدود التركية. وقال نشطاء آخرون أمس إن أكثر من ألف شخص اعتقلوا في سوريا خلال الأسبوع الماضي بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات المعارضة للحكومة. وذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا، وهي إحدى المجموعات المعنية بتوثيق الاحتجاجات المعارضة للحكومة على الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت)، أن من بين المعتقلين 400 طالب تم اعتقالهم في مساكن الجامعة بمدينة حلب. كما اعتقل العشرات في مدينة تل رفعت.

وقالت المجموعة إن أكثر من مائة طالب اعتقلوا أيضا في مساكن جامعة دمشق بعد المشاركة في اعتصام سلمي، مضيفة أن الطلبة تعرضوا أيضا للضرب. ويتردد أن 60 على الأقل اعتقلوا في ضواحي دمشق. وقال النشطاء إن قوات الأمن اعتقلت أيضا مائة شخص في مدينة جاسم بينما اعتقل العشرات من مدن أخرى. ووفقا للجماعات الحقوقية والمسعفين، خلفت الانتفاضة السورية أكثر من 1300 قتيل بين المحتجين بينما اعتقل نحو 10 آلاف في أنحاء البلاد. كما قتل العشرات من أفراد الأمن.

وانتقدت لجان التنسيق المحلية في سوريا اجتماعا عقدته أول من أمس أكثر من 190 شخصية سورية معارضة دعوا خلاله إلى إيجاد سبل سلمية لتحقيق الإصلاحات والتغيير في البلاد. وأدانت المجموعة أي اجتماع يعقد تحت مظلة النظام. وكان عقد الاجتماع، وهو الأول من نوعه في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات، في أحد فنادق دمشق وسط إجراءات أمنية مشددة وفي وجود عناصر المخابرات. وقالت لجان التنسيق المحلية إن أحدا لا يجب أن يعطي قطرة من الشرعية للنظام على حساب «دم شهدائنا» على حد تعبيرهم.

إلى ذلك، أعلنت وكالة إدارة الأوضاع الطارئة التابعة لرئيس الوزراء أمس أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا تراجع ببضع المئات خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة وبلغ 10757 لاجئا، مؤكدا حركة عودة بطيئة إلى سوريا. وأفادت الوكالة على الإنترنت أن «في 27 و28 يونيو (حزيران) عاد 441 شخصا دخلوا بلادنا إلى ديارهم طوعا بينما دخل 76 مواطنا» إلى تركيا.

وأوضحت الوكالة أن 53 شخصا بينهم 12 مصابون برصاص أسلحة نارية ما زالوا في المستشفى. وقد بلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا ذروته حيث وصل إلى 11739 الجمعة الماضي مع انتشار القوات السورية مدعومة بدبابات عند الحدود السورية التركية مما أدى إلى فرار نازحين سوريين كانوا عند خط التماس إلى تركيا. ومن حينها بدأ العدد يتراجع مع عودة اللاجئين إلى سوريا ومراقبة الجيش السوري منافذ العبور إلى الحدود التركية. وأعلن عبد الرحمن العطار رئيس الهلال الأحمر السوري أنه يضمن سلامة اللاجئين السوريين في تركيا إذا قرروا العودة إلى بلادهم، على ما أفادت وكالة أنباء الأناضول التركية السبت. وقال في تصريحات في دمشق أمام صحافيين أتراك «باسم الهلال الأحمر نحن نضمن أن الحكومة السورية لن تحاسبهم ولن يكونوا عرضة لأي قرار من أجهزة الأمن».