وزراء إسرائيليون يصفون إعلان الجيش عن وجود حامض كبريتيك على متن «أسطول الحرية» بـ«الكذبة الإعلامية»

قالوا إنه يروج للعنف المتوقع حتى لا يصاب الجمهور بمفاجآت

TT

توجه عدد من الوزراء الأعضاء في المجلس الوزاري الأمني المصغر في الحكومة الإسرائيلية، إلى وسائل الإعلام المحلية ليشيروا إلى أن المعلومات التي سربت عن طريق الجيش الإسرائيلي أو الحكومة أول من أمس، وأفادت بأن المشاركين في «أسطول الحرية 2» ينوون إلقاء مواد حارقة على جنود في حال إقدامهم على السيطرة على السفن، هو مجرد خديعة إعلامية من الحكومة.

وجاءت هذه الخطوة، غير المسبوقة في تاريخ الحكومات الإسرائيلية، ضربا من الاحتجاج على أسلوب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي وقف وراء ذلك النشر. وقال أحد الوزراء لصحيفة «معاريف»، أمس، إنهم يعرفون أن «مسؤولين سياسيين وأمنيين زودوا وسائل الإعلام الإسرائيلية في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس بمعلومات (استخباراتية) تدعي أن منظمي (أسطول الحرية 2) الذي يفترض أن يكون قد بدأ التحرك نحو قطاع غزة، من الموانئ اليونانية، سيستخدمون مادة حامض الكبريتيك ضد الجنود لإلحاق الأذى الشديد بهم، وأنه يوجد نشطاء إرهابيون على متن سفن الأسطول». ولكن هذه المعلومات لم تطرح على جدول أعمال المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت)، الذي اجتمع طوال يومين في مطلع الأسبوع الحالي خصيصا للبحث في الموضوع. الأمر الذي يجعله هو وزملاءه مقتنعين بأن بث هذه المعلومات هو مجرد «خدعة» إعلامية في إطار ما وصفوه بـ«هستيريا الإعلام» حول الأسطول، وفي محاولة للتأثير على صورته ووصفه بأنه «أسطول عنيف». ونقلت «معاريف» عن عدد من الوزراء قولهم إنه «لا يعقل أن نتلقى خلال اجتماع (الكابينيت) معلومات تفيد بأنه لا توجد تهديدات من جانب المشاركين في الأسطول بالقيام بأعمال عنف أو وجود جهات إرهابية في السفن، ومن الجهة الأخرى ينشر مسؤولون حكوميون رفيعو المستوى، وبينهم ضباط كبار في الجيش، في وسائل الإعلام معلومات مناقضة تماما للتقارير التي تم تزويدنا بها».

وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة، قد ادعت أول من أمس، أن هناك إشارات متزايدة في الأيام الأخيرة تشير إلى نية جزء من المشاركين في حملة «أسطول الحرية 2» المبادرة إلى مواجهات عنيفة مع جنود البحرية الإسرائيلية. ونقلت «هآرتس» عن المصادر ذاتها ادعاءها أنه في جلسات التنسيق التي أجرتها المجموعات الفاعلة في أسطول كسر الحصار تحدث ناشطون عن نيتهم استخدام العنف و«سفك دماء جنود الجيش الإسرائيلي». وأضافت أنه على الرغم من التقديرات السابقة، فإن ناشطي منظمة «آي إتش إتش» التركية وناشطين عربا ومسلمين، على ما يبدو، سوف ينضمون إلى السفن التي ستبحر باتجاه قطاع غزة. وادعت المصادر العسكرية الإسرائيلية أنه تم تحميل السفن بأكياس بداخلها مواد كيماوية، بينها حامض الكبريتيك. وأضافت أن الجيش يخشى من إشعال حامض الكبريتيك عندما يحاول السيطرة على السفن. وقال مصدر عسكري إن «الحديث عن تطورات درامية.. الصورة تظهر أن بعض المشاركين لديهم نية واضحة في حصول مواجهات عنيفة».ولفتت «هآرتس» إلى أن تقديرات الجيش تتناقض مع تقديرات المستوى السياسي في الأيام الأخيرة التي كانت تشير إلى أن القضية ستنتهي بهدوء نسبي، وأن الوضع في «أسطول الحرية 2» سيكون أسهل من الأسطول الأول. وأنه الجيش على ما يبدو يحاول توضيح المخاطر الكامنة في محاولة التصدي لـ«أسطول الحرية»، والتأكد من عدم حصول مفاجآت في حال تعقدت الأمور.

يذكر أن المجلس الوزاري السياسي الأمني أصدر أوامره، يوم الاثنين الماضي، للجيش بمواصلة فرض الحصار البحري على قطاع غزة بالقوة، ومنع سفن الأسطول من الوصول إلى شواطئ غزة بأقل ما يمكن من الاحتكاكات.

وجدير بالذكر أن منظمي الأسطول اتهموا إسرائيل بأنها تقف وراء عملية التخريب في إحدى سفن الأسطول. ولكن الناطق بلسان الجيش رفض الرد على ذلك. فلفتت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن مصادر عسكرية وسياسية في إسرائيل كانت قد أعلنت أنها «تعمل بمختلف الطرق لمنع انطلاق سفن الأسطول نحو غزة».