لندن ترفض تزويد الثوار الليبيين بأسلحة وتعلن تلقيهم 100 مليون دولار في إطار صندوق خاص للدعم

باريس ألقت إليهم بالمظلات أسلحة خفيفة في مطلع يونيو > ألمانيا لن تدعم قوات الناتو في ليبيا بمكونات قنابل

TT

أكد وزير استراتيجية الأمن الدولي البريطاني، جيرالد هاورث أمس أن لندن ترفض تزويد الثوار الليبيين بأسلحة، على عكس فرنسا التي أعلنت أنها ألقت إليهم بالمظلات أسلحة خفيفة في مطلع يونيو (حزيران) الحالي، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال هاورث، في مؤتمر في بروكسل: «كلا، بريطانيا العظمى لا تنوي تزويد المعارضة الليبية بالأسلحة. فنحن نعتقد أن الأمر يطرح عددا من التساؤلات». وتابع «هذا ليس بأمر علينا أن نفعله».

وأعلن وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ أمس في لندن أن المجلس الوطني الانتقالي، تلقى 100 مليون دولار (70 مليون يورو) في إطار صندوق خاص للدعم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال هيغ أمام مجلس العموم «خلال الأسبوع الماضي تلقوا الدفعة الأولى المتمثلة في 100 مليون دولار كمنح دولية لدفع الرواتب وشراء الوقود، عبر آلية الدعم المؤقت التي أنشأتها مجموعة الاتصال».

وكانت مجموعة الدعم الخاصة بليبيا، التي تضم كافة البلدان المشاركة في حملة حلف شمال الأطلسي ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي، قد أعلنت في مايو (أيار) الماضي تأسيس صندوق خاص لمساعدة الثوار الليبيين.

ويتم تمويل الصندوق خصوصا من الأرصدة المجمدة للعقيد القذافي والمقربين منه، وتم الإعلان عن الصندوق خلال اجتماع لمجموعة الاتصال في أبوظبي في يونيو المقبل.

ومن جانبها، أكدت رئاسة أركان الجيوش الفرنسية أمس في باريس إلقاء طائرات فرنسية بمظلات أسلحة خفيفة للثوار الليبيين مطلع يونيو في جبل النفوسة جنوب شرقي طرابلس.

وأكدت باريس بذلك معلومات نشرتها صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية أمس مفادها أن فرنسا ألقت أسلحة بمظلات لمساعدة الثوار الليبيين. ونقلت الصحيفة عن «مصدر فرنسي رفيع المستوى» أن «فرنسا ألقت قاذفات صواريخ وبنادق هجومية ورشاشات وصواريخ مضادة للدبابات من طراز ميلان».

ومطلع الشهر الحالي كان الوضع الإنساني صعبا في جبل النفوسة بحسب رئاسة أركان الجيوش. وقال المتحدث باسم رئاسة الأركان العقيد تياري بورخارد لوكالة الصحافة الفرنسية «قمنا بإلقاء مساعدات إنسانية وأغذية ومياه ومعدات طبية»، وأوضح أن «وضع المدنيين تدهور خلال العمليات العسكرية. كما ألقينا أسلحة ووسائل تسمح لهم بالدفاع عن أنفسهم خصوصا ذخائر».

وقال المتحدث «إنها أسلحة يمكن لمدنيين استخدامها. أسلحة خفيفة مثل البنادق». وتابع «أن الوضع الأمني تراجع فأضفنا إلى المساعدات الإنسانية بعض الأسلحة»، مشيرا إلى «عمليات لإلقاء معدات بمظلات على عدة أيام تفاديا لقتل مدنيين».

وكان مصدر قريب من الملف، أكد في وقت سابق لوكالة الصحافة الفرنسية أن فرنسا زودت الثوار الليبيين بأسلحة إما من خلال عمليات إلقاء بالمظلات أو عبر الحدود البرية مع دول مجاورة.

وبحسب المصدر، قد يكون نقل 40 طنا من الأسلحة، خصوصا «بعض الدبابات الخفيفة» إلى هذه المنطقة.

وفي برلين، أعلنت وزارة الدفاع الألمانية أن ألمانيا أعلى استعداد لتقديم أسلحة وذخيرة لقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا لكنها لن تمدها بمكونات قنابل.

وقال متحدث باسم الوزارة إن وكالة التجهيزات التقنية التابعة للناتو (نامسا) رفضت عرضا ألمانيا بهذا الشأن وقررت اعتماد عرض من دولة أخرى.

وكان المتحدث أكد استعداد الحكومة الألمانية من حيث المبدأ لإرسال أسلحة وذخيرة للمهمة، موضحا أنه من البديهي أن يغطي الشركاء في الحلف النقص اللوجيستي الذي قد يعاني منه أحدهم.

ويؤكد وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزير دائما دعمه لأهداف المهمة في ليبيا حتى وإن لم تكن ألمانيا مشاركة عسكريا فيها. وكانت وزارة الدفاع قد أكدت أول من أمس تلقيها طلبا من «نامسا» بشأن إمدادات قوات الحلف في ليبيا بالذخيرة، وقالت إنها تقدمت بعرض ردا على هذا الطلب.