تزايد التجاذبات في الناتو والاتحاد الأفريقي حول ليبيا

مسؤول في «الانتقالي» الليبي يجري مباحثات في برلين

TT

تسببت الأزمة الليبية في انقسامات، سواء في حلف شمال الأطلسي الذي لم يتمكن بعد ثلاثة أشهر من الغارات الجوية من الإطاحة بمعمر القذافي، أو في الاتحاد الأفريقي الذي تزايدت فيه الأصوات المطالبة بتنحي الزعيم الليبي.

ومع اقتراب موعد عقد قمة للاتحاد الأفريقي اليوم وغدا في مالابو بغينيا الاستوائية، قال الرئيس الغابوني علي بونغو أوديمبا، الثلاثاء: «من أجل مستقبل شعبه، من أجل مستقبل بلاده، من أجل مستقبل أفريقيا، سيكون من المستحسن أن ينسحب (القذافي) من تلقاء نفسه لتسهيل المصالحة التي يريدها الشعب الليبي». في حين أعرب الرئيس الجنوب أفريقي، جاكوب زوما، عن «خيبة أمله الشديدة» لإصدار المحكمة الجنائية الدولية، الاثنين، مذكرة توقيف بحق الزعيم الليبي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بينما انتقد الثوار الليبيون تقاعس البلدان الأفريقية عن التحرك لحمل القذافي على التنحي عن الحكم.

وفي هذا الصدد، أبلغ المسؤول الثاني في المجلس الوطني الانتقالي (الهيئة السياسية للثوار)، محمود جبريل، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي استقبله أول من أمس للمرة الثالثة، استياءه من موقف الاتحاد الأفريقي من الملف الليبي.

ويعتزم وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي، عقد لقاء اليوم مع جبريل في برلين. وقالت مصادر دبلوماسية ألمانية، أمس، إن هذا اللقاء يأتي في إطار رغبة الحكومة الألمانية في تعزيز العلاقات مع المجلس الوطني الانتقالي.

وسيكون هذا هو ثالث لقاء بين فسترفيلي وجبريل، حيث التقيا خلال مؤتمر لندن نهاية مارس (آذار) الماضي، وضمن مجموعة الاتصال الخاصة بليبيا مطلع مايو (أيار) الماضي.

وسيتناول اللقاء تقييم الوضع الراهن في ليبيا عقب إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق القذافي، وما يثار من أنباء حول وجود عمليات وساطة بين ممثلي المجلس الوطني الانتقالي والقيادات في طرابلس، ومن المنتظر أن تتطرق المحادثات إلى أوجه التعاون المستقبلي ودعم القوى الديمقراطية في ليبيا.

وعلى مستوى الحلف الأطلسي، ازدادت التجاذبات أيضا، لأن التدخل العسكري في ليبيا استمر فترة أطول مما كان يتوقعه البعض عندما تولى قيادته الحلف الأطلسي في 31 مارس (آذار) الماضي، بعد أسبوعين من تشكيل تحالف دولي.

فبعض أعضاء الحلف يبدون، في الواقع، سأما على خلفية الانتقال إلى وتيرة أسرع للطلعات الجوية. وقد طالبت إيطاليا الأسبوع الماضي بتعليق الأعمال العسكرية، وأعلنت النرويج التي أرسلت ست طائرات مطاردة من نوع «إف – 16» أنها ستنهي مشاركتها في الأول من أغسطس (آب) المقبل.

إلا أن قائد العملية الجنرال شارل بوشار يرفض خفض الوتيرة، وهو يقول إن الحلف الأطلسي قد حقق «تقدما كبيرا» من خلال الإتاحة للشرق الذي يسيطر عليه المتمردون بالعودة إلى بعض من «الحياة الطبيعية»، ومن خلال تحقيق نجاحات في الغرب أيضا.