محكمة عراقية تصدر حكما بالسجن المؤبد على زوجة أبو عمر البغدادي

قوة عراقية ـ أميركية مشتركة تعتقل مسؤول أمن ديوان رئاسة صدام > اعتقال ممول لتنظيم أنصار الإسلام الكردي في أربيل

رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لدى لقائه أمس في مكتبه بأسرة الزعيم العراقي الأسبق عبد الكريم قاسم («الشرق الأوسط»)
TT

بعد أسبوع من الحكم الذي أصدرته المحكمة الجنائية المركزية في الكرخ بالسجن المؤبد على زوجة وزير الحرب في دولة العراق الإسلامية أبو أيوب المصري اليمنية حسناء، أصدرت المحكمة نفسها حكما بالسجن المؤبد على زوجة أبو عمر البغدادي زعيم دولة العراق الإسلامية الذي قتل مع المصري في غارة أميركية - عراقية مشتركة في شهر أبريل (نيسان) 2010 في منطقة الثرثار شمال غربي بغداد. وجاء ذلك بينما أعلنت مصادر أمنية عراقية عن اعتقال مسؤول أمني في ديوان الرئاسة إبان حقبة الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين قرب منزله في مدينة تكريت (170 كلم شمال بغداد).

ونقل البيان عن المتحدث باسم المجلس أن «المجرمة (و،ج) اعترفت باشتراكها مع زوجها الإرهابي بالكثير من العمليات الإرهابية المسلحة في مناطق متفرقة من البلاد وكانت تقوم بالاحتفاظ بالأموال والأحزمة الناسفة التي يستخدمها التنظيم الإرهابي المذكور في تنفيذ عملياته الإرهابية بقصد زعزعة الأمن والاستقرار». وأضاف البيان «أن هذا الحكم جاء وفقا لأحكام المادة الرابعة-1 وبدلالة المادة الثانية -1 و3 من قانون مكافحة الإرهاب رقم -13- لسنة 2005 هو حكم ابتدائي خاضع للطعن التمييزي أمام محكمة التمييز».

ومن جهته، قال مجلس القضاء الأعلى في بيان له إن «المحكمة الجنائية المركزية في الكرخ وجدت بالأدلة المتوفرة ضد زوجة أبو عمر البغدادي واعترافاتها الصريحة بانتمائها إلى المجاميع الإرهابية لما يسمى دولة العراق الإسلامية أدلة كافية للحكم عليها بالسجن المؤبد وتجريمها وفقا لأحكام قانون مكافحة الإرهاب».

وفي الوقت الذي لا يزال فيه هذا الحكم ابتدائيا وقابلا للطعن، إلا أن الخبير القانوني طارق حرب أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «الحكم سوف يكتسب الدرجة القطعية بحق زوجة أبو عمر البغدادي لثبوت الأدلة بحقها مثلما ثبتت الأدلة بحق زوجة أبو أيوب المصري التي حكم عليها الأسبوع الماضي». وأشار إلى أن «الحكم الذي صدر عليها ليس بتهمة الاشتراك المباشر بالفعل وإنما بالحيازة والإيواء والتسهيلات» وتبلغ مدته بين 20 إلى 25 عاما.

يذكر أن أبو أيوب المصري المعروف أيضا بـ«أبو حمزة المهاجر» كان قد تولى زعامة تنظيم القاعدة في العراق بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة الأردني أبو مصعب الزرقاوي في غارة أميركية في مايو (أيار) عام 2006 ولكن عندما تم الإعلان عن دولة العراق الإسلامية أواخر عام 2006 تمت مبايعة أبو عمر البغدادي واسمه الحقيقي «حامد الزاوي» من منطقة حديثة غرب العراق أميرا للدولة الجديدة بينما تولى أبو أيوب المصري منصب وزير الحرب فيها. ولكن كلا الرجلين قتل في غارة أميركية ـ عراقية مشتركة في أبريل 2010 على أثر إلقاء القبض على والي بغداد مناف الراوي الذي دل عليهما من خلال ساعي البريد بين الاثنين.

وطبقا للمعلومات المتوفرة لدى «الشرق الأوسط» فإن زوجة أبو عمر البغدادي تدعى (إيمان) وهي عراقية من منطقة حديثة أيضا وخريجة دار المعلمات في الرمادي. وتزوجت عام 1986 لكنها بعد سنة من الزواج طلقت من زوجها الأول وتفرغت للتدريس. وفي عام 1991 تزوجت حامد الزاوي الذي أصبح فيما بعد أبو عمر البغدادي والذي كان يعمل في السابق ضابط شرطة لكنه استقال من سلك الشرطة فيما بعد وبدا سلوكه يتغير باتجاه التشدد الديني حتى اعتقلته القوات الأميركية عام 2004 لتطلق سراحه بعد 19 يوما. وفي الوقت الذي اكتشفت فيه أن زوجها لديه ارتباط بـ«القاعدة» فقد انتقلت العائلة إلى مكان آخر غير بلدة حديثة حتى مقتله في منطقة الثرثار قرب سامراء. وبينما كان متوقعا أن يؤدي مقتل كل من البغدادي والمصري إلى توجيه ضربة عنيفة لـ«القاعدة» إلا أن سلسلة العمليات التي قامت بها «القاعدة» فيما بعد أكدت أنه لا يزال قادرا على توجيه ضربات مؤثرة. وفي غضون ذلك، ذكرت مصادر أمنية عراقية أمس أن قوات عراقية أميركية مشتركة اعتقلت مسؤولا أمنيا في ديوان الرئاسة إبان حقبة صدام قرب منزله في مدينة تكريت. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن «قوات عراقية وأميركية مشتركة قامت الليلة الماضية باعتقال حميد كردي العبيدي مسؤول أمن ديوان الرئاسة العراقية السابق في عملية دهم لمنزله في ناحية العلم شمال شرقي مدينة تكريت».

وفي تطور لاحق أمس، كشف مدير الآسايش (الأمن العام) في إقليم كردستان عصمت أركوشي «أن القوات التابعة للمديرية اعتقلت الحاج مخلص صاحب مكتبة (التفسير) الشهيرة بمدينة أربيل لثبوت جمعه للأموال لصالح الملا كريكار زعيم منظمة أنصار الإسلام الكردية المتشددة التي قامت بالكثير من الهجمات الإرهابية في محافظات ومناطق كردستان العراق».