وكيل «النهضة» الإسلامي بمصر: رسائل حزب الحرية والعدالة الإخواني «غير إيجابية»

الزعفراني لـ«الشرق الأوسط»: أكثر من مرشح إسلامي للرئاسة أمر محمود وليس سلبيا

د. إبراهيم الزعفراني («الشرق الأوسط»)
TT

قال القيادي الإخواني الدكتور إبراهيم الزعفراني، الذي يسعى لتأسيس حزب إسلامي باسم «النهضة»، بعد نحو شهر على إطلاق جماعة الإخوان حزب «الحرية والعدالة» بشكل رسمي، إن رسائل هذا الحزب «غير إيجابية» حتى الآن، وإن خروج أفراد عن الجماعة وتدشينهم أحزابا أخرى بعيدا عن حزب «الحرية والعدالة» أمر طبيعي بسبب مناخ الحرية الذي تشهده مصر. وقدم الزعفراني استقالته في أبريل (نيسان) الماضي بعد خلافه مع الجماعة حول طريقة إدارتها وعلاقتها بحزب «الحرية والعدالة». واعترف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بوجود سلبيات كثيرة في الجماعة أدت لخروجه وخروج العديد من الأعضاء عنها وعن حزبها (الحرية والعدالة) الذي تأسس عقب الاحتجاجات المليونية التي أطاحت بنظام حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك. وتسعى عدة شخصيات إخوانية لتأسيس مزيد من الأحزاب ذات الصبغة الإسلامية، كان آخرها الزعفراني، الذي أشار إلى أن الخلاف بين حزب «النهضة» الذي يسعى لتأسيسه، وحزب «الحرية والعدالة» الذي أسسته جماعة الإخوان أخيرا، يكمن في أن برنامج حزبه يقوم على العلم والتعليم، من محو الأمية إلى تصدير التكنولوجيا.

ونفى الزعفراني أن يكون اسم الحزب الإخواني الجديد الذي يسعى لتأسيسه مأخوذا من اسم حزب النهضة الإسلامي في تونس الذي يمثل الإخوان هناك، قائلا إن اسم الحزب يأتي انطلاقا من برنامجه الذي يهدف لإصلاح أوضاع مصر والعمل على نهضتها. وعن موعد تقديم أوراق الحزب للجنة شؤون الأحزاب للعمل بشكل رسمي، قال الزعفراني إن الحزب من حيث عدد مؤسسيه وبرنامجه ولائحته الداخلية قارب على الانتهاء، وإنه سيكون جاهزا للتقدم للجنة شؤون الأحزاب في منتصف الشهر المقبل، موضحا بشأن نوع العضوية المنضمة للحزب، أن بينهم عددا من أعضاء جماعة الإخوان، إلا أن نحو 90 في المائة ليسوا من الجماعة.

وعن تفسيره لاتجاه شخصيات من جماعة الإخوان لتأسيس أحزاب، قال الزعفراني، إن كثرة الأحزاب ذات المرجعيات الإسلامية تعد إضافة للعمل المصري. وشبه جماعة الإخوان بأنها كانت «قفصا مغلقا» انفتح بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) التي أطاحت بمبارك، مشيرا إلى أن الجماعة كانت محصورة في الماضي في تنظيم ضيق تحت سيطرة الأجهزة الأمنية التي تتحكم فيه، ولا يستطيع أحد أن يخرج منه، لكن الوضع اختلف الآن. لكنه أضاف أن سلبيات الإخوان موجودة في كل الأحزاب الأخرى القديمة، مشيرا إلى أن عدم استقلال حزب الحرية والعدالة عن الجماعة وتبعيته لها حتى الآن يعد أيضا أحد الأسباب في نفور بعض أعضاء الإخوان عنه، لكن جو الحرية هو السبب الأساسي، قائلا إن الرسائل التي وصلت من حزب الحرية والعدالة حتى الآن «غير إيجابية»، معربا عن أمله في أن يصبح هذا الحزب في المستقبل مستقلا وأكثر إيجابية وفاعلية، على أن تتوجه الجماعة للعمل الدعوي والتربوي وتكون للجميع. وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد وجهت تهديدات شديدة اللهجة لأعضائها المخالفين لقرار مجلس الشورى العام بعدم الانضمام لأحزاب أخرى سوى حزب «الحرية والعدالة»، وحذرتهم بالفصل حال إصرارهم على المخالفة، وعلى الرغم من ذلك استمر العديد من أعضاء الجماعة والمنتمين إليها فكريا، في العمل على تدشين أحزاب أخرى جديدة بعيدا عن الحزب الرسمي، منها حزب الريادة، والنهضة، والتيار المصري، والإصلاح والتنمية.