المالكي يستقبل ذوي مؤسس الجمهورية عبد الكريم قاسم.. ويعدهم بإعادة حقوقهم

مستشار رئيس الوزراء لـ «الشرق الأوسط»: للزعيم مكانة خاصة في قلوب العراقيين

TT

استقبل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أمس، عائلة أول رئيس وزراء للعراق في العهد الجمهوري الزعيم عبد الكريم قاسم. وقال بيان مقتضب صدر عن مكتب المالكي وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «رئيس الوزراء نوري كامل المالكي استقبل بمكتبه الرسمي اليوم (أمس) عائلة الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم». وطبقا للبيان فإن المالكي اطلع «على أحوالهم المعيشية والمشكلات التي تواجههم، ووعد بالعمل على توفير الرعاية اللازمة لهم، وإعادة حقوقهم».

وأضاف البيان أن عائلة الزعيم قاسم أعربت خلال اللقاء عن شكرها وتقديرها للرعاية التي أبداها رئيس الوزراء لهم، واهتمامه بشؤونهم المعيشية. من جهته، قال علي الموسوي، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «لقاء دولة رئيس الوزراء بعائلة الزعيم عبد الكريم قاسم تأتي أولا في إطار اهتماماته بالشخصيات التي تركت أثرا طيبا في تاريخ العراق الحديث ويمثل موضع إجماع لكل العراقيين، بالإضافة إلى حرصه على الاطلاع على أحوالهم المعيشية وما قد يواجهونه من ظروف ومشكلات». وأشار إلى أن «عدد الأشخاص الذين مثلوا عائلة الزعيم عبد الكريم قاسم نحو خمسة، هم أشقاؤه وشقيقاته وقد كان اللقاء مع رئيس الوزراء فرصة جيدة له، حيث أوعز بمعالجة ما تقدمت به عائلة الزعيم وإعادة حقوقهم، كما كانت فرصة جيدة بالنسبة لهم لإطلاع رئيس الوزراء على ما يودون إطلاعه عليه». ويعد عبد الكريم قاسم أول رئيس وزراء في العهد الجمهوري بعد أن قاد ثورة 14 يوليو (تموز) عام 1958 على أثر تشكيل لجنة الضباط الأحرار التي كانت تضم عددا من كبار الضباط في العهد الملكي من أبرزهم عبد الكريم قاسم الذي كان يحمل رتبة زعيم (أصبحت عميدا فيما بعد) والعقيد عبد السلام عارف الذي قاد الثورة مع قاسم وأصبح نائبا له كرئيس للوزراء، بالإضافة إلى العقيد ناجي طالب (لا يزال على قيد الحياة وتولى رئاسة الوزراء على عهد رئاسة عبد الرحمن عارف للجمهورية).

وفي الوقت الذي تم فيه تشكيل مجلس للسيادة مكون من ثلاثة شخصيات نجيب الربيعي (سني) رئيسا للمجلس ومحمد مهدي كبة (شيعي) وخالد النقشبندي (كردي) فقد تسلم عبد الكريم قاسم الذي رقي إلى رتبة لواء ركن منصب رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع من يوم 14 يوليو عام 1958 وحتى 9 فبراير (شباط) عام 19363 عندما نفذ البعثيون بمساعدة مساعده الأبرز خلال الثورة عبد السلام محمد عارف انقلابا أودى بحياته، حيث حكم عليه الانقلابيون الجدد بالإعدام بعد محاكمة قصيرة داخل مبنى الإذاعة والتلفزيون العراقي. وحظي عبد الكريم قاسم باهتمام كبير من قبل الباحثين والدارسين نظرا لما كان يتمتع به من نزاهة على المستوى الشخصي تمثلت بعدم استغلال أي من أخواته وأقاربه لموقعه في السلطة.