شاءت الصدف أن تكون منطقة الغبيري في ضاحية بيروت الجنوبية، وبلدة حاروف في جنوب لبنان، على موعد مع حدثين خلال أسبوع واحد، إذ برز من كل من هاتين المنطقتين عميل للاستخبارات الأميركية، ومتهم في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
وشاعت في نهاية الأسبوع الماضي أخبار العميل محمد الحاج الذي كشف أمين عام حزب الله عن هويته بالأحرف الأولى، وهو قيادي كبير في الحزب، يسكن منطقة الغبيري منذ ما يزيد على ثلاثين عاما، وحكى عن علاقته بالجهاز المخابراتي الأميركي «سي آي إيه» وبالموساد، بعد خطاب نصر الله الأخير. وأمس إذا صحت التسريبات ورد اسم مصطفى أمين بدر الدين، من مواليد 1961، سجل 341 الغبيري، ضمن اللائحة الاتهامية التي تسلمها لبنان من وفد المحكمة الدولية. وبحسب تقرير تلفزيوني عرضته «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، بدر الدين هو صهر المسؤول العسكري في حزب الله عماد مغنية، الذي قضى اغتيالا في دمشق. وهو أيضا عضو في مجلس شورى حزب الله، تم توقيفه في الكويت في عام 1983 مع سبعة عشر مشتبها بتهمة تفجير السفارة الأميركية في الكويت وهرب إلى لبنان في عام 1990 بمساعدة الحرس الثوري الإيراني، وورد اسمه في تقرير «دير شبيغل».
أما قرية حاروف المعروفة بقرية الشعراء، في قضاء النبطية في جنوب لبنان، فبرز منها أيضا اسم محمد عطوي ضمن لائحة المتعاملين مع جهاز الاستخبارات الأميركية، بحسب نصر الله الذي أشار إلى الأحرف الأولى من اسمه، نهاية الأسبوع الماضي، فيما تلقت القرية أمس نبأ اتهام شخصية أخرى منها في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، وهو سليم عياش. وبحسب تقرير تلفزيوني، فإن سليم جميل عياش هو من مواليد 1963، سجل 197، حاروف جنوب لبنان، ويعد أحد كوادر حزب الله، كما ذكر في مذكرة التوقيف، ويتردد أنه يحمل الجنسية الأميركية. وقد ورد اسمه في تقرير «دير شبيغل» أيضا. وفي المعلومات أن الأخير كان عضوا في حركة «أمل» قبل أن ينشق عنها في عام 1987 وينضم إلى حزب الله، وهو كان مسؤولا عن محور عيتيت في جنوب لبنان في مواجهة إسرائيل. أما المتهمان الآخران اللذان تسرب اسماهما فلا توجد معلومات متوفرة عنهما.