مسؤول يمني لـ«الشرق الأوسط»: الرئيس صالح وجه بحوار واسع وسيعود رئيسا للبلاد

نائب الرئيس اليمني هادي: موعد عودة صالح يحدده الأطباء

يمنيون يتظاهرون في تعز ضد الحكومة اليمنية مطالبين بإنهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح (رويترز)
TT

استبعد نائب الرئيس اليمني الفريق عبد ربه منصور هادي، القائم بأعمال الرئيس اليمني حاليا، عودة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قريبا من المملكة العربية السعودية، حيث يتلقى العلاج في أحد مستشفيات الرياض، إثر إصابته في الهجوم الذي استهدف القصر الرئاسي في الثالث من يونيو (حزيران) الماضي، ولكنه قال مستدركا، إن قرارا يتعلق بموعد عودته إلى البلاد يجب أن يحدده الأطباء الذين يشرفون على علاجه في المملكة العربية السعودية، حسبما جاء في مقابلة أجرتها معه شبكة «سي إن إن» التلفزيونية الأميركية أول من أمس.

وأثارت تصريحات نائب الرئيس اليمني، الفريق عبد ربه منصور هادي، حفيظة المقربين من الرئيس علي عبد الله صالح، حيث نسبت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» إلى مصدر رئاسي نفيه ما أوردته قناة «العربية» على لسان هادي في سياق تصريحاته التي أدلى بها لشبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية بشأن صحة الرئيس صالح، وقال المصدر إن نائب الرئيس رد على سؤال «حول موعد عودة رئيس الجمهورية إلى الوطن قائلا إنه لا يستطيع أن يحدد موعد العودة وإن ذلك يحدده الأطباء».

وفي الموضوع ذاته، قال طارق الشامي رئيس وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، رئيس دائرة الفكر والإعلام في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن، إن صحة الرئيس علي عبد الله صالح «متحسنة»، وإنه لا يوجد «ما يثير القلق على الإطلاق بشأنها». وأضاف الشامي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» تعليقا على المعلومات والتصريحات المتضاربة للمسؤولين اليمنيين بشأن عودة صالح إلى اليمن، إن الرئيس «خلال الأسبوع الحالي استقبل، على حدة، مستشاره السياسي الدكتور عبد الكريم الإرياني ووزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي»، وإن عودته «لن تتأخر وهذا أمر يقرره الأطباء وسيعود لممارسة مهامه كرئيس للجمهورية اليمنية».

وذكر الشامي أن الرئيس صالح أصدر توجيهات للحكومة للبدء في التحضير للإجراءات التنفيذية للحوار الذي دعا إليه مجلس الأمن الدولي، بحيث «يكون حوارا شاملا لا يستثني أيا من القوى، سواء أحزاب اللقاء المشترك أو الحوثيين أو الحراك الجنوبي أو الشباب وأن يكون حوارا تطرح على طاولته كافة القضايا».

وقال الشامي، في سياق تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إن الحكومة والحزب الحاكم رحبا بدعوة مجلس الأمن الأطراف اليمنية للحوار «بحيث تكون المبادرة الخليجية أو أي أفكار أخرى تطرح من قبل الأطراف المعنية بالحوار، هي الأساس للحوار».

وكانت المصادر الرسمية ذكرت أن الرئيس علي عبد الله صالح استقبل أول من أمس، في الجناح الملكي الذي يتلقى فيه العلاج بالمستشفى العسكري في الرياض بالمملكة العربية السعودية، وزير خارجيته الدكتور أبو بكر القربي، الذي قال إن صحة صالح «جيدة وفي تحسن مستمر، وكذلك صحة كل من الدكتور علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء ويحيى الراعي رئيس مجلس النواب وعبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى ورشاد العليمي نائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية وصادق أمين أبو راس نائب رئيس مجلس الوزراء».

وأضاف الدكتور القربي أنه تحدث مع الرئيس صالح حول «جملة من القضايا المتعلقة بالشأن السياسي والاقتصادي وبالذات القضايا المتعلقة بالمبادرة الخليجية وبالبيان الصادر عن رئيس مجلس الأمن أخيرا والمتعلقان بقضية الأزمة السياسية الداخلية في اليمن»، وقال إنه وجه «بوضوح بأن على الحكومة أن تتعامل مع هاتين المبادرتين بالإيجابية التي تستحقانها».

وعلى صعيد آخر، أقر نائب رئيس الجمهورية في اليمن هادي، بأن الحكومة اليمنية فقدت سيطرتها على نحو خمس محافظات في جنوب البلاد، كما اعتبر أن الوضع الأمني يعاني من حالة تردٍ شديدة، مما ينذر بمزيد من التدهور على الساحة اليمنية.

وقال هادي الذي تولى مهام الرئاسة في اليمن منذ الثالث من يونيو (حزيران) الماضي، في أعقاب نقل الرئيس علي عبد الله صالح إلى السعودية للعلاج، إثر إصابته في هجوم استهدف قصره الرئاسي، في مقابلة مع «سي إن إن» أول من أمس، إن الرئيس اليمني قد يوجه خطابا إلى الشعب اليمني.

كما كشف نائب الرئيس اليمني، خلال أول مقابلة له مع محطة تلفزيونية غربية، عن تفاصيل تتعلق بالغارات التي تشنها طائرات أميركية من دون طيار، لقصف أهداف يُعتقد أنها تابعة لتنظيم القاعدة، في محاولة لمساعدة الحكومة المركزية لاستعادة السيطرة على المناطق التي تشهد نشاطا مكثفا للعناصر المسلحة.

وخلال المقابلة التي امتدت إلى قرابة الساعة، تحدث هادي عن ظروف إصابة الرئيس اليمني خلال الهجوم الذي وصفه بـ«محاولة اغتيال»، إلا أنه نفى أن يكون هناك موعد محدد لعودة صالح إلى اليمن، مشيرا إلى أن قرارا بهذا الشأن يحدده الأطباء الذين يشرفون على علاجه في المملكة العربية السعودية.

وقال نائب الرئيس اليمني هادي إنه رأى صالح مباشرة بعد الهجوم الصاروخي الذي استهدف مسجد القصر الرئاسي، مشيرا إلى أنه شاهد قطعة خشب تخترق صدر الرئيس البالغ من العمر 68 عاما، كما أن وجهه وذراعيه والجزء العلوي من جسمه أصيبت بحروق مختلفة، إلا أنه أشار إلى أن الحالة الصحية للرئيس تتحسن يوميا.

كما سعى هادي إلى الرد على ادعاءات المعارضة اليمنية بأنه لا يمتلك أي صلاحيات تمكنه من إنهاء الأزمة السياسية التي يشهدها اليمن، في خضم احتجاجات شعبية حاشدة تنادي برحيل نظام صالح، مؤكدا أن لديه صلاحيات مطلقة للتوقيع على مبادرة جديدة لتسوية الأزمة اليمنية، تحظى برعاية الأمم المتحدة.

وبينما تعتبر قوى المعارضة الرئيس اليمني جزءا من المشكلة التي تشهدها البلاد، وصفه هادي بأنه «جزء من الحل». وقال في هذا الصدد: «إنه (الرئيس اليمني صالح) جزء من التوازن السياسي هنا في اليمن، إنه خبير في التعامل مع كل الظروف المختلفة، ومع كل الاختلافات السياسية والقبلية».

يُذكر أن المستشار السياسي للرئيس اليمني، عبد الكريم الأرياني، كان قد عاد إلى صنعاء أخيرا قادما من العاصمة السعودية الرياض، حيث كان في زيارة للاطمئنان على صحة الرئيس علي عبد الله صالح، ونقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، قوله إن رئيس الجمهورية «يتمتع بصحة جيدة وحضور ذهني قوي».

كما أكد أحمد الصوفي، مستشار الرئيس اليمني صالح، في تصريحات قبل يومين، أن الرئيس اليمني سيظهر عبر وسائل الإعلام خلال 48 ساعة، لكنه امتنع عن توضيح ما إذا كان سيطل من صنعاء أم من الرياض، حيث يخضع للعلاج.