قتلى وجرحى.. وتضارب المعلومات حول سيطرة «القاعدة» على «استاد الوحدة»

لجنة تقصي الحقائق الأممية بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن تصل إلى تعز

طفل يمني يقف أمس أمام جدار في الجزء القديم من العاصمة صنعاء مكتوب عليه «لن يرحل فارس العرب» في إشارة إلى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح (أ.ف.ب)
TT

تواصلت المواجهات العسكرية في محافظة أبين بجنوب اليمن مع المسلحين الذين يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة.

وفي تطورات الأوضاع في محافظة أبين، قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن المسلحين الذين تقول السلطات اليمنية إنهم ينتمون لتنظيم القاعدة، تمكنوا، بعد معركة عنيفة مع قوات اللواء «25 ميكا» من السيطرة على استاد ملعب الوحدة الرياضي الكائن خارج مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة، وهو الملعب الذي أقيمت عليه بعض مباريات بطولة «خليجي 20» لكرة القدم التي أقيمت في عدن وأبين أواخر العام الماضي.

وذكرت المصادر الخاصة أن المسلحين استولوا على الملعب الرياضي وأنه كان يستخدم من قبل اللواء العسكري كمخزن للأسلحة والذخائر والمؤن الغذائية التي باتت في أيدي المسلحين، وأشارت المصادر إلى أنه عثر على جثث 30 شخصا في الاستاد الرياضي، معظمها تعود للعسكريين.

ويمثل الملعب الذي تم الاستيلاء عليه قيمة استراتيجية كبيرة، نظرا لأنه يقع بالقرب من قاعدة عسكرية تحت قيادة الجنرال محمد الصوملي، الذي يقود الجهود المبذولة لمكافحة المتشددين. وكان يتم استخدام الملعب في تخزين المواد الغذائية وغيرها من المؤن لنحو 2000 جندي تحت قيادته. وقال مسؤول عسكري في عدن إنه تم قتل 25 جنديا و11 مسلحا في المعركة التي كانت تدور حول السيطرة على الملعب. وقال زياد محمد الذي كان خارج زنجبار إنه كان هناك نحو 300 متشدد واستخدموا مدافع رشاشة وصواريخ كاتيوشا وقذائف صاروخية. ويبدو أن عدم قدرة 2000 جندي على السيطرة على الملعب ضد هجوم من قبل بضع مئات من المسلحين يعكس نضال قوات الأمن للسيطرة على المسلحين الذين يستغلون الفراغ الأمني في البلاد.

وقال بعض سكان زنجبار في اتصال هاتفي إن الجنرال الصوملي كان قد حوصر إلى حد كبير في مقره، وكان يقاتل على مدى الأسابيع القليلة الماضية من مشارف زنجبار.

وقال غسان الشيخ فرج، وهو رئيس المجلس الحكومي المحلي في زنجبار الذي فر إلى عدن، إن ضربة جوية أخرى خلال المعركة حول الملعب كانت قد أصابت حافلة تقل مدنيين عن طريق الخطأ، مما أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 20 آخرين. وقد فر آلاف المدنيين أيضا من زنجبار إلى عدن، والتي تبعد نحو 35 ميلا عن زنجبار، ويعيش الكثير منهم في المدارس هناك.

ويمثل نشاط المتشددين مصدر قلق بالغ للولايات المتحدة الأميركية التي تضغط على الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، والذي كان حليفا مهما لها في الحرب ضد الإرهاب، حتى يترك منصبه بعد أشهر من الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

وبالقرب من مدينة زنجبار، قتل 5 جنود وجرح آخرون في أحدث المواجهات مع المسلحين، وتضاربت الأنباء بشأن السيطرة على ملعب الوحدة، حيث تشير بعض المصادر إلى أن القوات الحكومية استعادت السيطرة على الملعب، في حين تتحدث معلومات أخرى عن استمرار المسلحين في السيطرة عليه. وفي تعز، جدد الحرس الجمهوري قصفه لعدة أحياء في شمال المدينة وبالقرب من «ساحة الحرية» التي يعتصم فيها المحتجون المطالبون برحيل النظام، وظلت المدفعية والدبابات تقصف المنطقة منذ وقت متأخر من الليل وحتى فجر أمس. وقال شهود عيان في تعز لـ«الشرق الأوسط» إن مئات السكان اضطروا إلى النزوح عن منازلهم.

وكانت قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري نفذت حملة اعتقالات واسعة النطاق في صفوف مواطنين ينتمون لمناطق معينة، واستهدفت الاعتقالات أبناء مناطق: شرعب، والمخلاف وسامع، والذين هم من أكثر أبناء تعز تسليحا ويعتقد أنهم من يقومون بحماية المتظاهرين والمعتصمين ضد قمع قوات الأمن. وقال مصدر حقوقي في تعز لـ«الشرق الأوسط» إن عددا من منازل المواطنين دمرت في القصف وإنه استهدف بعض مداخل تعز التي تعتقد قوات الحرس أن المسلحين المؤيدين للثورة يصلون منها إلى وسط المدينة، لكن لم تتوفر معلومات. ووصلت إلى تعز أمس، لجنة تقصي الحقائق الأممية بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن إبان الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح، وقتل الشهر الماضي أكثر من 100 معتصم في «ساحة الحرية» بتعز على يد قوات الحرس الجمهوري والأمن عند اقتحامها للساحة لتفريق المعتصمين. وسقط عدد من الجرحى، بينهم 4 نساء، في استمرار قصف الحرس الجمهوري لمناطق أرحب بشمال صنعاء، كما دمرت العديد من المنازل جراء ذلك، وتستمر عمليات القصف المدفعي والجوي لقرى أرحب التي تؤيد قبائلها الثورة الشبابية وقد سقط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين في هذه العمليات.