الكونغرس يجيز بترايوس للاستخبارات المركزية

بعد بانيتا للدفاع وبالإجماع أيضا

الرئيس الأميركي أوباما يكرم وزير دفاعه غيتس بميدالية الحرية في حفل القوات المسلحة لتوديعه (أ.ب)
TT

بعد 4 أيام من تصويت بالإجماع لتعيين ليون بانيتا، مدير الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، ليكون وزيرا للدفاع، أجاز الكونغرس أمس، بالإجماع أيضا، تعيين الجنرال ديفيد بترايوس، الذي كان قائدا للقوات الأميركية في أفغانستان، ليكون مديرا لـ«سي آي إيه».

وقال مراقبون في واشنطن: إن موافقة كل أعضاء الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ توضح أن الرئيس باراك أوباما تعمد اختيار شخصيتين يرضى عنهما الجمهوريون، وذلك كجزء من مناورة سياسية لكسب تأييد الجمهوريين في مشاريع قوانين أخرى تخص الوضع الاقتصادي.

هذا بالإضافة إلى أن بانيتا كان عضوا في الكونغرس، وعادة يتسامح أعضاء الكونغرس مع زملائهم السابقين عند اختيارهم لمناصب تنفيذية.

وأيضا، تنازل بانيتا عن كثير من الخطط التي كان قد جاء بها الرئيس باراك أوباما، ومنها إجراء تحقيقات شاملة مع «سي آي إيه» حول ما كان أوباما قد سماه خلال الحملة الانتخابية «تجاوزات» خلال استجواب أعداد كبيرة من المتهمين بالإرهاب، التي انتقده فيها قادة الحزب الجمهوري، وقالوا إن تحقيق وزارة العدل مع «سي آي إيه» يضعف الروح المعنوية للعاملين في «سي آي إيه». وبالنسبة للتصويت الإجماعي لصالح الجنرال بترايوس، قال المراقبون: إن بترايوس مفضل وسط قادة الحزب الجمهوري منذ أن قاد العمليات العسكرية الإضافية في العراق خلال إدارة الرئيس السابق بوش الابن. وعلى الرغم من أن الجنرال لم يعلن أنه ينتمي إلى الحزب الجمهوري، قال جمهوريون إنه كذلك. وقالوا إنه ربما سيترك العمل في الاستخبارات قريبا ويترشح لمنصب سياسي.

وقال هؤلاء الجمهوريون: إن المرشح القادم للحزب الجمهوري، ربما ميت رومني، الحاكم السابق لولاية ماساتشوستس، وهو في قيادة المرشحين، ربما سيختار الجنرال بترايوس نائبا له.

تأتي موافقة الكونغرس على تعيين بترايوس لتتوج مسارا قانونيا وتشريعيا كان قد بدأ مع إعلان أوباما نيته إجراء تعيينات أمنية جديدة قبل 4 أشهر. وسبق لبترايوس (58 عاما) أن أعلن عن نيته التقاعد من منصبه العسكري قبل الانتقال إلى «سي آي إيه».

كان بترايوس قد شدد، خلال جلسة التحقيق التي عقدها مع لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ، على أنه سيقود «سي آي إيه» بنفس «الطريقة التقليدية» التي كان يقود بها القوات العسكرية. وأشار إلى أنه، خلال قيادته القوات الأميركية في العراق لسنوات، أدار المواجهة مع تنظيم القاعدة ومع الحركات المسلحة، مستعينا بالقوات الإضافية التي أرسلها له الرئيس السابق بوش الابن. وأنه، بترايوس، تمكن من تحسين الوضع الأمني بعد أشهر طويلة من القتال.

وأيضا، خلال جلسات التحقيق، ناقش الجنرال بترايوس أساليب الاستجواب المثيرة للجدل التي استخدمتها في السابق «سي آي إيه» ضد المعتقلين بتهمة الإرهاب. وكرر الجنرال مواقفه السابقة الرافضة للتحقيق مع «سي آي إيه».

وقال مراقبون في واشنطن: إن بترايوس نال إعجاب قادة الحزب الجمهوري الذين ظلوا ينتقدون الرئيس أوباما لسياساته الداعية إلى التحقيق مع عمليات «سي آي إيه» خلال سنوات الرئيس السابق بوش الابن.