يونيو الشهر الأكثر دموية بالنسبة للعراقيين وللأميركيين أيضا.. منذ شهور

الجيش الأميركي يتهم 3 ميليشيات شيعية مدعومة من الحرس الثوري الإيراني بتنفيذ هجمات * عضو لجنة الأمن البرلمانية لـ«الشرق الأوسط»: تعدد مراكز القرار وراء الخلل

TT

بينما تستمر الأزمة السياسية في البلاد على وقع الخلافات المستمرة بين القائمة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي، وقائمة ائتلاف دولة القانون التي يتزعمها رئيس الوزراء نوري المالكي، وفشل الطبقة السياسية في حسم قضية الوزارات الأمنية على الرغم من مرور نحو ثمانية شهور على تشكيل الحكومة الحالية، فقد أعلنت مصادر رسمية عراقية أن 271 شخصا قتلوا بينهم 116 من عناصر القوات الأمنية في أعمال عنفت شهدتها البلاد خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي، وهي الحصيلة الأعلى منذ مطلع العام الحالي، كما أنها الأعلى منذ سبتمبر (أيلول) 2010 عندما قتل 273 شخصا.

وطبقا للمصادر الأمنية فإن وزارت الدفاع والداخلية والصحة أكدت مقتل 271 شخصا بينهم 77 شرطيا و39 عسكريا خلال الشهر الماضي فقط. وبينما شهدت الشهور التي سبقت يونيو (حزيران) نوعا من الهدوء النسبي على الرغم من استمرار المظاهرات وحصول عدة عمليات انتحارية في أكثر من مكان في العراق كانت أهمها محاولة السيطرة على سجن مكافحة الإرهاب في بغداد، وهو ما أدى إلى مقتل 4 ضباط كبار ونحو 11 شرطيا وعنصر أمن، فضلا عن عملية اقتحام مبنى مجلس محافظة صلاح الدين ومقتل العشرات من بينهم عدد من أعضاء مجلس المحافظة، فإن تنوع العمليات وكثافتها خلال يونيو الماضي جعلا حصيلة الضحايا تزداد بصورة لافتة. وتركزت أبرز العمليات التي حصلت خلال الشهر الماضي في محاولة اقتحام مبنى مجلس محافظة ديالى، الأمر الذي أدى إلى مقتل وجرح 37 شخصا من خلال انفجار سيارة مفخخة، بالإضافة إلى التفجير المزدوج بسيارتين مفخختين الذي استهدف منزل محافظ الديوانية، وسط المحافظة، والذي أسفر عن مقتل 22 شخصا وإصابة 35 آخرين.

وفي بغداد، شهدت منطقة الشرطة الرابعة الهجوم الأكثر عنفا، وذلك من خلال انفجار ثلاث عبوات ناسفة في منطقة مزدحمة، الأمر الذي أدى إلى مقتل وجرح أكثر من 120 مواطنا غالبيتهم من المدنيين.

ويعتبر شهر يونيو الأكثر دموية بالنسبة للجيش الأميركي أيضا، حيث ارتفع عدد قتلاه خلال الشهر الماضي إلى 14 جنديا. وتعد «كتائب اليوم الموعود» التي شكلها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر عام 2008 أحد التشكيلات المسلحة الرئيسية التي تستهدف القوات الأميركية. كما تشكل كتائب عصائب أهل الحق التي انشقت عن جيش المهدي الذي يتولى قيادته مقتدى الصدر، وكتائب حزب الله، مصدر قلق للقوات الأميركية التي تعتبرهما مصدر تهديد رئيسيا لاستقرار الأوضاع في العراق.

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» أمس عن الجنرال جيفري بوكانون، المتحدث الرسمي باسم القوات الأميركية في العراق، أن التهديد الرئيسي للأميركيين في العراق يأتي من ثلاث مجاميع شيعية مسلحة تعمل في العراق، يعتقد أنها تدرب وتجهز من قبل الحرس الثوري الإيراني، وقال «كلهم يتلقون، على الأقل، دعما غير مباشر من عناصر في إيران». وشخص المسؤول الأميركي كتائب حزب الله قائلا إنها تتلقى أوامرها من قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، المسؤولة عن تنفيذ عمليات الحرس في الخارج، وأشار إلى أن «قيادتهم (كتائب حزب الله) تعيش في إيران، ويتم تدريبهم مباشرة من قبل فيلق القدس كما يتم تجهيزهم من القوة نفسها».

ومن جانبه، أكد عضو البرلمان العراقي عن كتلة التحالف الكردستاني وعضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي شوان محمد طه، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «نظرتنا في العراق للأمن لا تزال نظرة متخلفة، حيث إننا نقيس الأمن بالقوة، بينما الأمن هو في الحقيقة قدرة قبل أن يكون قوة». وأضاف أن «الوضع الأمني في البلاد شهد بالفعل ارتباكا واضحا خلال الفترة الأخيرة بسبب وجود عدة عوامل من أبرزها استمرار ظاهرة البطالة بين الشباب واستمرار الفساد المالي والإداري في معظم مفاصل الدولة، ومن ضمنها الجهاز الأمني نفسه، وتعدد مراكز القرار بالنسبة للجهات الأمنية، وهو ما يجعل السيطرة على الجانب الأمني تمر بأكثر من مفصل، وهو أمر يؤدي إلى حصول اختراقات». وأوضح طه أن «الإرهاب بطبيعته ظاهرة عالمية، وما نلاحظه أنه ليست لدى أجهزتنا الأمنية الاستجابة السريعة للتحديات الأمنية، فضلا عن تعدد العمليات الإرهابية وتنوعها بين كواتم صوت وعبوات ناسفة ومفخخات وغيرها من الأساليب التي تحتاج إلى قدرة عالية للتعامل معها». وكشف طه أن «الجماعات الإرهابية أخذت تستخدم أسلوبا جديدا وهو أسلوب مسك الأرض، مثلما حصل في العمليات التي استهدفت بعض مجالس المحافظات، فضلا عن أساليب أخرى مثل عمليات الخطف مثلما يحصل في كركوك».