«مجاهدين خلق» تنفي تصريحات بغداد حول هروب قيادات من معسكر أشرف

ناطق باسم سكان المعسكر لـ«الشرق الأوسط»: مسرحية إيرانية ممثلوها مسؤولون عراقيون

TT

نفى الدكتور محمد إقبال، الناطق باسم سكان معسكر أشرف، الذي يؤوي عناصر منظمة مجاهدين خلق الإيرانية المعارضة، التصريحات التي أدلى بها الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع العراقية محمد العسكري حول أوضاع المعسكر، الذي يقع قرب مدينة بعقوبة شمال بغداد.

وكان العسكري قد أفاد، ضمن إعلانه عن استعداد بغداد لمساعدة سكان المعسكر من أجل ترحيلهم إلى دول أخرى، بهروب 58 عضوا من أعضاء مجاهدين خلق، «أغلبهم من القياديين من الرجال والنساء من المعسكر، ولجوؤهم إلى القوات العراقية وطلب نقلهم إلى مكان آخر بهدف إكمال إجراءات سفرهم خارج العراق»، مؤكدا أن «أعضاء المنظمة موجودون في معسكر أشرف بالإكراه والتهديد من قبل قيادات المعسكر».

وقال إقبال، أمس، لـ«الشرق الأوسط» ردا على تصريحات العسكري، إن «عرض اعترافات لعدد ممن سموهم قيادات المنظمة داخل المعسكر، تهدف بالدرجة الأساس إلى تعمية الرأي العام العالمي»، عما يجري داخل المعسكر، واصفا المؤتمر الصحافي الذي عقده المسؤول العراقي بـ«المسرحية».

وقال إقبال إن «هذه المسرحية الهزيلة تم تأليفها من قبل وزارة المخابرات الإيرانية وقام بأداء أدوارها مسؤولون عراقيون، وهي تهدف إلى تبرير جرائم الحكومة العراقية الموالية لطهران ضد سكان المعسكر من المجاهدين، وكذلك التهيئة لعملية عسكرية أخرى ضدهم». وزعم إقبال أن عقد المؤتمر جاء بعد يوم من تصريحات وزير مخابرات النظام الإيراني حيدر مصلحي، بأن المسؤولين العراقيين وعدوا باتخاذ إجراءات جيدة بخصوص حالة مجاهدين خلق ومخيم أشرف. وحول عرض الحكومة العراقية اعترافات لأشخاص قالوا إنهم تمكنوا من الهرب من المعسكر، رد إقبال قائلا إنه «في الوقت الذي أصبح فيه العالم كله يدين الجريمة ضد الإنسانية التي ارتكبتها القوات المؤتمرة بإمرة (رئيس الوزراء العراقي نوري) المالكي، قامت وزارة الدفاع العراقية.. بعرض 4 من عناصر وزارة مخابرات النظام الإيراني تحت مسمى أعضاء سابقين في (مجاهدين خلق) ليبرروا بذلك الجريمة ضد الإنسانية والمرتكبة يوم 8 أبريل (نيسان) 2011»، في إشارة إلى محاولة اقتحام معسكر أشرف من قبل القوات العراقية وسقوط ضحايا خلال مواجهات بين السكان والقوات العراقية.

وأضاف أن «ما قاله محمد العسكري من أن الكثير من سكان المخيم لا يريدون البقاء في المخيم وأنهم باقون ضمن المنظمة تحت الإكراه والتهديد من قبل القيادات القائمة على المعسكر الذين يفتعلون دائما الأزمات مع القوات الأمنية العراقية من أجل إثارة الرأي العالمي، وإشارته إلى هروب 58 شخصا لحد الآن أكثرهم من قيادات المنظمة، ما هي إلا أكاذيب لا أساس لها من الصحة، فليس معلوما ما إذا كانت تلك القيادات الموهومة هم الذين احتجزوا أفراد المخيم بقوة وتهديدهم أو أنهم أنفسهم يهربون من المخيم، ثم إننا لا ندري كم هو عدد قيادات هذه المنظمة وهذا المخيم حتى يهرب 58 منهم؟»، وتابع قائلا إن «اختلاق قيادات موهومة لمجاهدين خلق ليس بأمر جديد وإنما النظام الديكتاتوري الحاكم في إيران ومنذ 32 عامًا وحتى الآن عندما يقع في مأزق يلجأ إلى هذا السلاح، حيث أنتج لحد الآن مئات وآلاف القيادات الهاربة والمنفصلة والمنشقة من مجاهدين خلق».

وتساءل إقبال: «إذا كان سكان أشرف قد احتجزوا بقوة فلماذا يمنع المالكي ووزير خارجيته وفدي الكونغرس الأميركي والبرلمان الأوروبي من زيارة أشرف ومنذ عامين ونصف العام، ولا يسمحون أيضا لمحامي سكان أشرف أو أي صحافي أو ناشط في مجال حقوق الإنسان وأي برلماني وحتى المسؤولين الحكوميين الذين يرفضون قمع (أشرف) بزيارة المخيم ولا يسمح للعوائل بدخول مخيم أشرف؟».