الأسرى الفلسطينيون يضربون.. والسجون الإسرائيلية تشهد مواجهات عنيفة

بسبب قرار نتنياهو سحب امتيازاتهم

والدة أسير فلسطيني تشارك في اعتصام أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في غزة للمطالبة بالإفراج عن الأسرى (إ.ب.أ)
TT

قادت الإجراءات المتشددة التي أعلن عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي، ضد الأسرى الفلسطينيين، إلى مواجهات عنيفة في السجون الإسرائيلية بين الأسرى ومصلحة السجون، انتهت ببدء تنفيذ إضرابات تحذيرية، تنذر بانتفاضة داخل هذه السجون.

ودخل الأسرى في سجن عسقلان إضرابا تحذيريا أمس يستمر 3 أيام، على أن تنفذ باقي السجون إضرابا شاملا غدا، احتجاجا على عمليات قمع ومداهمات نفذتها وحدات إسرائيلية خاصة داخل هذه السجون، طالت الأسيرات في سجن هشارون.

وتفجر الموقف بعدما ألقى نتنياهو خطابا قبل أسبوع، تعهد فيه بسحب امتيازات الأسرى، فنفذت الوحدات الخاصة سلسلة من الاقتحامات والاعتداءات على الأسرى، في سجون ريمون ونفحة وإيشل وعسقلان وهشارون.

وشهد سجن ريمون مواجهات عنيفة، داس خلالها الأسرى على العلم الإسرائيلي، احتجاجا على اعتداء فرقة «درور» بالضرب على عميد الأسرى نائل البرغوثي، والأسير جهاد جرار، ووضعهما في العزل الانفرادي بعد رفضهما سياسة التفتيش العاري. وقال الأسرى في بيان إنهم أبلغوا إدارة السجن بنوايا التصعيد في حال اقتحمت الفرق مرة أخرى غرفهم.

وفي عسقلان، هاجمت قوات «النحشون» الإسرائيلية غرف وأقسام المعتقلين «وأجبرت الأسرى على التعري وقامت بمداهمة الغرف والأقسام وتفتيشها بشكل استفزازي وهمجي وتخريب محتوياتها بحجة التفتيش الأمني، وإخراج المعتقلين إلى الساحة من الساعة الثالثة عصرا وحتى الساعة التاسعة ليلا، وفي جو إرهابي، وتعريضهم للإهانات والإذلال والتهديد، ونقل أربعة منهم إلى سجون مختلفة»، كما جاء في بيان لوزير الأسرى عيسى قراقع.

وقال قراقع إن أسرى سجن عسقلان بدأوا في تنفيذ إضراب تحذيري عن الطعام لمدة ثلاثة أيام ابتداء من أمس، احتجاجا على عملية المداهمة والقمع التي جرت في حقهم يوم الخميس الماضي. وقال أسرى عسقلان في بيان أرسلوه إلى وزارة شؤون الأسرى، إن «قوات القمع الإسرائيلية اقتحمت السجن، فرد المعتقلون بالتكبير والطرق على الأبواب وإعلان النفير دفاعا عن كرامتهم وحقوقهم»، مؤكدين أن هذا الاحتجاج هو بداية لمعركة الدفاع عن حقوقهم بعدما أعلنت كل السجون حالة الاستنفار والاستعداد لمواجهة هذه الهجمة الإسرائيلية غير المسبوقة». وجاء في البيان أن «الأسرى في كل السجون سيخوضون إضرابا شاملا يوم الأحد (غدا)، ردا على السياسة الإسرائيلية التي تستهدف حقوقهم وكرامتهم الإنسانية، داعين جماهير الشعب الفلسطيني وكل المؤسسات إلى التضامن معهم وإعلانها انتفاضة في وجه الجلاد».

وكان نتنياهو قد أعلن عن سلسلة إجراءات لتشديد ظروف الأسرى الفلسطينيين، كفعل «انتقامي» على ما قال إنه «رفض حركة حماس السماح للصليب الأحمر بزيارة الجندي الإسرائيلي الأسير لديها، جلعاد شاليط». وقال نتنياهو إن «عهد الامتيازات التي يحصل عليها الإرهابيون في السجون الإسرائيلية انتهى. وإن هذه الامتيازات ستتوقف».

وتعمل لجنة خاصة من الخبراء في القانون وقادة الأجهزة الأمنية، على تقليص حقوق الأسرى الفلسطينيين منذ عدة أسابيع، وشكلت هذه اللجنة بناء على طلب عائلة الجندي الأسير جلعاد شاليط، التي تضغط على نتنياهو بكل الطرق، وتدعوه إلى إتمام صفقة تبادل الأسرى بأي ثمن. وقال والد الجندي الأسير نعوم شاليط إنه يأمل في أن يغير التأييد الشعبي للإفراج عن ابنه موقف نتنياهو الرافض لإتمام صفقة الأسرى.

وقال الأب شاليط إنه رغم كل الاحتجاجات من أجل الإفراج عن ابنه، فإنه لم يتوجه أي وزير في حكومة نتنياهو للعائلة ويبلغها أي جديد. وأضاف «لقد سئمنا التصريحات ونريد أن نرى أفعالا».