وفد برلماني إسرائيلي برئاسة موفاز يصدم بوجود آخر إيراني في البوندستاغ الألماني

بعد الهجوم الذي تعرض له في البرلمان الفرنسي

TT

بعد أن تعرض لهجوم سياسي حاد في البرلمان الفرنسي بسبب سياسة الحكومة الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني، صدم أعضاء الوفد البرلماني الإسرائيلي، بقيادة شاؤول موفاز، رئيس لجنة الخارجية والأمن، في ألمانيا أيضا، وذلك عندما وجدوا أنه في الوقت نفسه الذي تمت دعوتهم فيه لزيارة البوندستاغ (البرلمان الألماني)، كان هناك وفد إيراني مدعو. وأن هذا الوفد استقبل باحترام شديد لدى الألمان.

وقد احتج موفاز وزملاؤه على زيارة وفد إيراني إلى برلين. وقال، في رسالة وجهها إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس البوندستاغ، وإلى كل من وزير الخارجية ورئيس البوندستاغ: «إن ألمانيا تتحدث عن ضرورة تشديد الإجراءات العقابية الدولية ضد إيران حتى تصبح أكثر فاعلية، لكنها في الوقت نفسه تستقبل نوابا إيرانيين ممن يؤيدون إبادة إسرائيل، وهذا يتناقض والسياسة المعلنة للحكومة الألمانية».

وتساءل موفاز: كيف يمكن لألمانيا أن تستقبل وفدا من المجلس الإيراني «وهي تعرف أنه يمنح الغطاء التشريعي لنظام الحكم الذي يضطهد الشعب الإيراني ويعذب، حتى القتل، طلاب الجامعات الإيرانيين المتظاهرين من أجل الحرية والديمقراطية وينكر المحرقة النازية لليهود وينتج السلاح النووي بهدف تنفيذ خطته لإبادة الشعب اليهودي ويقدم الدعم العسكري واللوجيستي لنظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، ويقويه على قمع نضال الشعب السوري».

وصدم الألمان من رسالة موفاز هذه، وما انطوت عليه من تدخل في شؤونهم حتى فيما يتعلق بمن يستضيفون في بلادهم. وقال النواب الألمان للوفد الإسرائيلي: «إن ألمانيا، حتى وهي تشارك في العقوبات ضد إيران، لا تغلق باب الحوار معها».

كان موفاز قد وصل إلى ألمانيا بعد زيارة لا تقل حرجا في فرنسا. ففي اللقاء مع مجموعة من أبرز البرلمانيين في باريس، دعا فرنسا إلى التراجع عن نيتها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس. وراح أعضاء الوفد الإسرائيلي يتحدثون عن الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حزب الله، جلعاد شاليط، الذي يحمل الجنسية الفرنسية أيضا. فوقفت عضو البرلمان الفرنسي، مونيك سرزييه بن جيجوا، فتساءلت: وماذا عن آلاف السجناء السياسيين الفلسطينيين في سجونكم؟ وتطرقت النائبة الفرنسية إلى موضوع الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فقالت إن إسرائيل تتصرف كدولة استعمارية مع الفلسطينيين وتضيق الخناق على أهل قطاع غزة وتدير سياسة أبرتهايد ضد أهل الضفة الغربية وتعمل على تخليد تشرد اللاجئين الفلسطينيين. وقالت إنها شاهدت بأم عينها، في زيارتها الأخيرة لإسرائيل، كيف يمارس المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين الآمنين في الخليل. ورد عليها موفاز قائلا بفظاظة: «إنني أحاول وأبذل جهدا كبيرا ألا أجيبك باللهجة التي تستخدمينها، فأنا لا أنسى أننا الضيوف وأنكم المضيفون وأريد ألا أخرج عن الأصول الدبلوماسية».