وزير الثقافة المغربي يرى أن مقاطعة المبدعين لأنشطة الوزارة «ضجة وتغليط»

حميش: من قاطع المهرجانات قاطع الجمهور وليس الوزارة

TT

دحض بن سالم حميش، وزير الثقافة المغربي، ما قيل بشأن تزايد حركة المقاطعة من طرف مثقفين وكتاب ومسرحيين لأنشطة الوزارة، ودلل على ذلك بالنجاح الذي عرفه مهرجان المسرح الاحترافي الذي نظم في مكناس، أواخر الشهر الماضي.

وكانت فرق مسرحية إضافة إلى خريجي معهد المسرح والتمثيل في الرباط، قد قالوا في وقت سابق إنهم قاطعوا المهرجان، احتجاجا على ما سموه «تهميش الوزارة للمبدعين»، وقالوا أيضا إن المهرجان مني بالفشل. بيد أن حميش سخر من ذلك، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «حضور الجمهور للدورة الـ13 من مهرجان المسرح الاحترافي، لم يسبق له مثيل»، مشيرا إلى أن المهرجان استمر ثمانية أيام، وقدمت خلاله عروض نالت استحسان الجمهور.

ووصف حميش ما قيل حول المقاطعة والفشل بأنه «مجرد ضجة ومحاولة للتغليط»، وعزا السبب الأساسي لما قيل إلى قرب صدور قانون يهدف إلى ترشيد القطاع المسرحي، وشرح ذلك قائلا «ما كانت هناك محاولة للإصلاح إلا وتعترضها مقاومة.. هذا أمر طبيعي ونحن نعرف ذلك، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بدعم تقدمه وزارة الثقافة إلى فرق مسرحية، وتهدف إلى أن تكون هناك معايير تحقق الشفافية والنزاهة». وأشار إلى أن مبلغ الدعم الذي تستفيد منه الفرق المسرحية المحترفة لم يطرأ عليه أي تغيير في القانون الجديد، بيد أن القانون يسير في اتجاه إصلاح القطاع المسرحي وجعله أكثر حيوية وعطاء، مع توزيع الدعم طبقا للجدارة، وبما يستحقه أي عمل وتخوله اللجنة المتخصصة. وقال إن هناك عنصرا جديدا هو تقييم الفرق المسرحية، مشيرا إلى أن لجنة المشاهدة والتقييم يمكنها مشاهدة العروض عن طريق تصوير العرض وتسجيله في أقراص مدمجة، وهي عملية ستقلل التكلفة من وجهة نظره، وستمنح اللجنة إمكانية العودة إلى بعض المشاهد واللقطات، بيد أنه استدرك قائلا «إذا اقتضى الحال يمكن للجنة المعاينة التنقل لمشاهدة بعض العروض في المكان الذي ستقدم فيه».

وقال حميش «إن مهرجان مكناس عرف نجاحا كبيرا، والافتتاح كان في مستوى جيد، يشهد عليه الحضور، وكان هناك جمهور متحمس جاء من أجل الفرجة ومرت أيام المهرجان بشكل جيد وكل فرقة التزمت بالعقد المبرم مع الوزارة وقدمت العرض المطلوب منها». وزاد قائلا «هذه الدورة حضرتها كذلك مجموعة من مؤسسي المسرح المغربي في حفل الافتتاح وفي الاختتام، مثل الطيب العلج وعبد الحق الزروالي، بالإضافة إلى مجموعة من ممثلين بارزين، كما كانت هناك مشاركة في تقديم بعض الإصدارات المسرحية الجديدة، وتوقيع مجموعة من الكتب».

وقال حميش إن الفرق التي قاطعت المهرجان لم تكن كلها مدعوة للمشاركة، مشيرا إلى أنه «توجد 62 فرقة مسرحية محترفة، ولا يمكن أن يشارك كل هذا العدد في المهرجان، لأن ظروف التنقل والإقامة من مدن مغربية مختلفة تجعل من ذلك أمرا صعبا، وهناك بعض الفرق كانت مدعوة لسبب أو لآخر وعلقت مشاركتها لكن هؤلاء ندموا لأنهم استجابوا لضغوط».

وقال عن الذين قاطعوا المهرجان «هؤلاء قاطعوا في الواقع الجمهور وليس الوزارة، لذلك قلت في افتتاح المهرجان إن الوزارة تحضر كجزء من الجمهور للاستمتاع بالعروض المسرحية».

وردا على سؤال حول حالة الركود التي يعرفها «مسرح محمد الخامس» في الرباط، الذي يعتبر أهم وأكبر مسرح في المغرب. أجاب حميش قائلا «هذا ليس صحيحا، لأن هناك برنامجا شهريا وأنشطة مكثفة، وهناك أشياء أخرى تسهر الوزارة مباشرة على تنظيمها، مثل المعارض التشكيلية»، مؤكدا أن الأمر الوحيد الذي يلزم تعزيزه وتقويته أكثر، وهو ما تسعى الوزارة إليه، هو «النهوض بجميع القطاعات الفنية سواء تعلق الأمر بالمسرح والموسيقى أو الرقص والأوبرا».