الرئيس الصيني: نعاني فسادا قد يقوض ثقة مواطنينا

أقر في ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي بوجود «تحديات جديدة» و«مشاكل في النمو»

TT

حذر الرئيس الصيني هو جينتاو أمس من أن الحزب الشيوعي الذي يحتفل بالذكرى التسعين لتأسيسه، يواجه «مشاكل نمو» وأن الفساد من شأنه تقويض ثقة المواطنين بالحزب. وقال هو أمام مسؤولي الحزب وآلاف المحازبين الذين تجمعوا في قصر الشعب في بكين للاحتفال بذكرى مرور 90 عاما على تأسيس الحزب الشيوعي الذي رأى النور في 1921 - إن «الحزب بأسره يواجه مشاكل نمو»، محذرا من أن «الفساد سيقلص دعم الشعب وثقته بالحزب». وأضاف أن «الحزب يجب أن يدرك بالنظر إلى التغييرات العميقة في العالم وإلى الوضع في البلاد وفي الحزب نفسه، إننا إزاء مشاكل عديدة وتحديات جديدة من أجل تحسين قيادة الحزب وتعزيز قدرته على مواجهة الفساد والمخاطر». وشدد على أن «تطور الحزب في السنوات التسعين الماضية علمنا أن فرض عقوبات قاسية والوقاية الفعلية من الفساد، هما عنصران أساسيان لكسب أو خسارة دعم الشعب ولبقاء الحزب أو زواله». وتابع «أن مكافحة الفساد تظل (قضية) مهمة والطريق أمامنا صعب»، معتبرا أن «الفساد سيقلل من دعم الشعب للحزب وثقته فيه».

ويقود الحزب الشيوعي الصيني الذي أسسه نحو عشرة مثقفين بينهم مو تسي تونغ قبل تسعين سنة، ثاني أكبر اقتصاد في العالم. ومع اقتراب موعد ذكرى الاحتفال بتأسيس الحزب، ازدادت الحملات الدعائية للنظام من بينها عرض فيلم «بدء النهضة الكبرى» الذي شاهده 218 مليون متفرج في غضون أسبوعين. وأعلن الحزب الذي يعتبره كثيرون سبيلا للترقي الاجتماعي، أن عدد أعضائه تجاوز الثمانين مليونا أكثر من ربعهم تجاوز الستين من العمر.

ووجه هو بهذه المناسبة نداء إلى الشباب الذين «يمثلون مستقبل الصين وشعبها، لأنهم يمثلون أيضا مستقبل الحزب وأمله».

وقال هو «اليوم برزت صين اشتراكية دينامية في الشرق ويمضي 1.3 مليار صيني قدما تحدوهم الثقة تحت راية الاشتراكية ذات الخصوصيات الصينية».

وعشية الذكرى، دشن رئيس الوزراء وين جياباو أول من أمس خط القطارات فائقة السرعة بين بكين وشانغهاي والذي يعتبر فخر الصناعة الصينية. وكان مقررا أن تقوم أول حاملة طائرات صينية بأول رحلة لها خلال نهار أمس.

وفرض الحزب الشيوعي الصيني الذي تولى الحكم في 1949 بعد تحالفين وحربين ضد قوميي الكومنتانغ، بقيادة ماو تسي تونغ تصفيات سياسية متواصلة وحملات تأميم أسفرت عن سقوط ملايين القتلى في الصين. وتلت وفاة ماو تسي تونغ ثلاثة عقود من «الإصلاحات والانفتاح» بقيادة دينغ كسياوبينغ والرؤساء من بعده فجعلوا من الصين قوة اقتصادية، لكن الحزب الحاكم ولو أنه نزع عنه تدريجيا مظاهر الآيديولوجيا الماوية، لكنه لم يتوقف أبدا عن احتكار السلطة.

وأوضح ريتشارد ماكغريغور في كتابه «الحزب، العالم السري للقادة الشيوعيين الصينيين»، أن النظام المركزي الذي يعين من خلاله الحزب المسؤولين على كافة المستويات في بلد يبلغ عدد سكانه 1.34 مليار نسمة، يعاني فسادا على نطاق واسع أدى في بعض الأحيان إلى تشكيل سوق حقيقية لبيع وشراء المناصب. واعتبر ديفيد شامباو، الأستاذ في جامعة جورج واشنطن، أن «الحزب الشيوعي يواجه بعد تسعين عاما على تأسيسه مشاكل شيخوخة: فهو أكثر عجزا وخوفا ويحاول بشتى الطرق تمديد بقائه، لكنه يغرق في تعقيدات تحقيق ذلك».

وفي سياق متصل، خرج عشرات الآلاف أمس إلى شوارع هونغ كونغ في إطار المسيرات التي تجري سنويا في ذكرى تسلم الصين للمستعمرة البريطانية السابقة. وخرج المشاركون في أجواء احتفالية بالمسيرة التي تتزامن مع مرور 14 عاما على عودة المستعمرة السابقة، المتمتعة بشبه حكم ذاتي، إلى الصين. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد المشاركين في المسيرة قوله إن «الحرية هي من القيم الأساسية لهونغ كونغ ونريد لفت الانتباه للظاهرة السياسية التي تمثلها تلك المنطقة»، موضحا أن ارتداء زي الشرطة إنما لانتقاد الحكم المتسلط في الصين. ويتمتع سكان هونغ كونغ بحريات مدنية منذ عودتهم للصين عام 1997، وهي حريات لا توفرها الصين لأقاليمها الأخرى، ويستغل النشطاء يوم الأول من يوليو (تموز) لعرض مدى قوة معارضتهم لبكين وللسلطات المحلية.