بريطانيا: الملاجئ النووية.. عقارات غالية الثمن

أسعارها تتزايد باطراد

TT

لقطاع العقارات حصته من الغرائب والعجائب التي تتمتع بها القطاعات الأخرى، مثل قطاعات السياحة والترفيه والمال وغيرها، إذ إن الناس لم يتهافتوا فقط خلال السنوات الماضية على شراء المنازل والإسطبلات والمخازن والمصانع الصغيرة وغيرها من العقارات القديمة لترميمها وإصلاحها والعيش فيها وبالتالي بيعها لغاية الاستثمار والربح، بعد أن ثبت أن أسعارها تتزايد باطراد، بل اتجهوا أيضا إلى الملاجئ النووية القديمة التي بنتها الحكومة البريطانية خلال الحرب الباردة. فقد ذكر تقرير لصحيفة «التلغراف» البريطانية اليومية المعروفة، أن أصحاب ملجأ هوب كوف في مقاطعة ديفن الجنوبية يعرضون الملجأ الشهير للبيع، وقد يصل سعره إلى أكثر من 750 ألف جنيه إسترليني (1.125 مليون دولار تقريبا). وكانت وزارة الدفاع البريطانية عام 2000 قد عرضته للبيع بالمزاد بين 50 ألف جنيه إسترليني (75 ألف دولار) و100 ألف جنيه إسترليني (150 ألف دولار)، بشرط أن تحتفظ بحق استعادته خلال عشر سنوات من بيعه في حال حصول حرب في البلاد أو تعرضت بريطانيا لهجوم ما. ومن المعروف أن مثل هذه الملاجئ خصوصا الكبيرة منها كانت تكلف الحكومة البريطانية في الخمسينات بين 30 و80 مليون جنيه إسترليني. وبما أن السنوات العشر قد مضت، فقد شرع أصحابه في التفكير في بيعه والتصرف فيه.

وجاء في إعلان البيع الأولي الذي وضعته وزارة الدفاع البريطانية، عام 2000، أن «هناك منشأة أو هيكلا فسيحا جدا، آمنا وواسعا، محصنا إسمنتيا، يعود تاريخه إلى الخمسينات، مع خمسة فدادين من الأراضي الزراعية، ويناسب ناجين من محرقة نووية.. تقبل العروض بين 50 و100 ألف جنيه إسترليني».

ومع أن الملجأ الذي تم بناؤه عام 1954 ليكون قادرا على تحمل أقوى هجوم نووي يمكن أن تتعرض له بريطانيا من الاتحاد السوفياتي السابق، لا يتمتع بأي نافذة، وهو مغلق كما هو الكهف، فإن من حسناته أنه يتمتع بموقع ممتاز مطل على منطقة كينغز بريدج استوري في جنوب مقاطعة دافين الغنية والجميلة والشهيرة.