تايلند: انتخابات حاسمة قد تأتي بأول امرأة رئيسة للوزراء

تقدم ينغلاك شقيقة رئيس الوزراء المخلوع.. ومخاوف من تدخل الجيش

ينغلاك شيناوترا تحيي أنصارها من على متن سيارة قبل يوم من الاقتراع في بانكوك أمس (رويترز)
TT

حاول الحزبان الرئيسيان اللذان يتواجهان في الانتخابات النيابية التايلندية، مرة أخيرة أمس إقناع الناخبين ببرامجهما، عشية انتخابات بالغة الأهمية لمستقبل البلاد التي تشهد موجة من أعمال العنف السياسي.

وتشير نتائج استطلاعات الرأي إلى احتمال فوز حزب بويا تاي «من أجل التايلنديين» الذي تقوده ينغلاك شيناوترا، الشقيقة الصغرى لرئيس الوزراء المخلوع ثاكسين شيناوترا، ليتغلب على الحزب الديمقراطي الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء أبهيسيت فيجاجيفا. وتتركز مخاطر تفجر الاضطرابات في حجم الفارق الذي قد يحققه حزب بويا تاي في حال فوزه علاوة على مدى رد فعل أصحاب ذوي القمصان الحمراء من المؤيدين للحزب ممن ينتمي معظمهم للمناطق الريفية والحضرية الفقيرة والذين نظموا احتجاجات العام الماضي انتهت بحملة قمع دامية.

ومن بين العناصر المهمة في هذه المعادلة أيضا موقف الجيش ذي التاريخ الطويل من إقحام نفسه في الحياة السياسية في تايلند. وقال بافين تشاتشافالبونجوبون بمعهد دراسات جنوب شرقي آسيا بسنغافورة: «بات في حكم المؤكد فوز حزب بويا تاي، والسؤال الآن هو ما هي النسبة التي سيحققها؟». وأضاف أنه في حال حقق هذا الحزب انتصارا ساحقا فإن ذلك سيكون «صفعة على وجه» الديمقراطيين، إلا أنه قد يثير أيضا حنق الجيش الذي يشهد تاريخه بتدبير انقلابات لو أثيرت حفيظته.

وثمة احتمال أن يعقد حزب بويا تاي صفقة مع الجيش. ويعتقد أن الحزب الديمقراطي الحاكم بزعامة رئيس الوزراء فيجاجيفا (46 عاما)، الاقتصادي البريطاني المولد الذي تلقى تعليمه في جامعة أكسفورد يحظى بمساندة حزب بهوم جاي تاي الذي يمكن أن يفوز بنحو 30 مقعدا وهو ما يكفي للدخول في ائتلاف مع أحزاب صغيرة تسعى لتجنب البقاء في صفوف المعارضة.

ويسعى المرشحون لهذه الانتخابات إلى التوصل لحل الأزمة السياسية المستمرة في تايلند منذ ست سنوات والتي يشوبها العنف أحيانا، لكن يخشى كثيرون من أنها ستشعل فتيل المزيد من الخلافات. ولسيدة الأعمال الجذابة ينغلاك شيناوترا الحديثة العهد بالسياسة (44 عاما)، أنصار متحمسون لاحتمال أن تكون أول امرأة تنتخب رئيسة لوزراء تايلند. وتعهدت ينغلاك بإحياء السياسات الشعبية التي تبناها ثاكسين من رفع الحد الأدنى للأجور إلى تقديم إعانات للمزارعين.

ويريد كثير من أنصارها أن تمضي أبعد من ذلك وتعيد ثاكسين نفسه الذي أطاح به انقلاب للجيش عام 2006 ويعيش في دبي لتجنب محاكمته في اتهامات بالفساد يقول إن وراءها أهداف سياسية. وتشير استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخرا إلى أن حزب بويا تاي قد يفوز بنحو 240 مقعدا على الأقل في البرلمان المؤلف من 500 مقعد.

وعلى غرار ما حصل منذ أكثر من شهر، تمحور آخر الاجتماعات الانتخابية مساء أول من أمس، حول ثاكسين، الشخصية الغائبة والتي لا يمكن تجاهلها في السياسة التايلندية. ويعيش القطب السابق للاتصالات، المكروه من النخب التي ترى فيه تهديدا للملكية، في المنفى للإفلات من حكم بالسجن سنتين بتهمة اختلاس أموال. وتم حجز نصف ثروته وهو ملاحق أيضا بتهمة الإرهاب لدعمه مظاهرات ربيع 2010. وقام حينها ما وصل إلى مائة ألف من عناصر «القمصان الحمر» ومعظمهم من أنصار ثاكسين، باحتلال وسط بانكوك آنذاك للمطالبة باستقالة ابهيسيت، قبل أن يخرجهم الجيش منه.

وانتقد الديمقراطيون الإمكانية التي طرحها حزب بويا تاي للعفو عن جميع رجال السياسة المحكومين ومنهم ثاكسين. وقال ابهيسيت أمام أنصاره أول من أمس: «ثاكسين يفكر وبويا تاي ينفذ، لإيجاد وسيلة تعيد لثاكسين 46 مليون باهت (1.5 مليون دولار) محجوزة». وأضاف رئيس الوزراء: «لا تستطيع البلاد أن تتقدم. بويا تاي يقوم بكل شيء لمصلحة شخص»، داعيا الناخبين إلى «التخلص من سم ثاكسين». وقال ابهيسيت في مقابلة منفصلة مع وكالة «رويترز» إنه واثق من الفوز بمائتي مقعد فيما يقول معظم المحللين إنه سيجد صعوبة في الفوز بأكثر من 170 مقعدا.

أما ينغلاك التي وصفها شقيقها بأنها «نسخة عنه» فدعت الجماهير في استاد بانكوك إلى التصويت لأول امرأة تترشح لمنصب رئيس الوزراء. وقالت «من فضلكم، أعطوا هذه المرأة فرصة لتخدم البلاد.. من فضلكم، أعطوا هذه المرأة فرصة لتأتي بالمصالحة إلى البلاد». وسيتم نشر 170 ألف شرطي لحماية مكاتب الاقتراع اليوم مع دعوة أكثر من 47 مليون ناخب مسجل للإدلاء بأصواتهم.