اليمن: مقتل 12 جنديا في تعز ومصير مجهول لـ50 آخرين في أبين

نائب الرئيس يلتقي السفيرين الأميركي والفرنسي كل على حدة.. ورجال قبائل يفجرون أنبوبا نفطيا

يمنيات يحملن الشموع والمصابيح في مسيرة احتجاجية على انعدام الوقود في العاصمة صنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

تجددت الاشتباكات، أمس، في مدينة تعز اليمنية بين القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح والمسلحين المؤيدين للثورة وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، هذا في وقت تحدثت فيه مصادر محلية في محافظة أبين عن غموض يلف مصير عشرات الجنود في محافظة أبين إثر اشتباكات مع عناصر يعتقد بانتمائها لتنظيم القاعدة في ظل أنباء عن وجود وساطة قبلية لوقف القتال.

وقالت مصادر مطلعة في تعز لـ«الشرق الأوسط» إن 12 جنديا من الحرس الجمهوري قتلوا في اشتباكات مع المسلحين الذين يؤيدون الثورة الشبابية، وذكرت المصادر أن الاشتباكات دارت في أكثر من منطقة بالمدينة وبالأخص في شارع الستين، وضمن المواجهات مقتل 3 من مرافقي قائد الحرس الجمهوري بالمحافظة، مراد العوبلي عندما نصب مسلحون كمينا له.

وذكر شهود عيان أن الحرس الجمهوري قصف عدة أحياء في المدينة، الأمر الذي أسفر عن سقوط مدنيين قتلى وجرحى، إضافة إلى تدمير عدد من منازل المواطنين، وجاء تجدد الاشتباكات في تعز، بعد يوم واحد على زيارة بعثة أممية للمدينة من أجل تقصي الحقائق بشأن أوضاع حقوق الإنسان. وفي محافظة أبين، قالت مصادر محلية إن 50 جنديا من أفراد اللواء العسكري «25 ميكا» فقدوا منذ الأربعاء الماضي، إثر المواجهات العنيفة التي دارت بين قوات اللواء والمسلحين الذين تقول السلطات إنهم ينتمون لتنظيم القاعدة، والتي تمكن خلالها المسلحون من الاستيلاء على (استاد) ملعب الوحدة الكائن على بعد بضعة كيلومترات من مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين والتي (زنجبار) ما زالت تحت سيطرة المسلحين منذ أكثر من شهر. وكان مسؤول عسكري يمني قد أعلن السبت فقدان 50 جنديا يمنيا إثر هجوم لعناصر مفترضة في تنظيم القاعدة على ملعب في مدينة زنجبار جنوب اليمن. وقال المسؤول في اللواء 25 ميكانيكي «فقدنا أثر 50 جنديا تابعين للواء 25 ميكانيكي بعد هجوم شنه مسلحو (القاعدة) على ملعب الوحدة وإحكام سيطرتهم عليه» قرب مدينة زنجبار. ولم يكن بإمكان المصدر توضيح ما إذا كان الجنود قد انضموا إلى المتمردين أو أسروا أو أعدموا. وقال «لا نعرف مصير جنودنا فقد شن مسلحو (القاعدة) هجوما عليهم دون أن تحدث معارك قوية كما أننا لا نعلم هل تم قتلهم أم أسرهم». واتهم المسؤول العسكري وزارة الدفاع اليمنية بالتخلي عن اللواء 25 ميكانيكي وعدم تزويده بالعتاد العسكري. ويتعرض هذا اللواء إلى هجمات متكررة من مقاتلي التنظيم المتطرف منذ نهاية مايو (أيار) في مدينة زنجبار. وقال إن «المسؤولين والقائمين على وزارة الدفاع يقفون مما يحصل موقف المتفرج فقط، ورغم كل ذلك لن نستسلم وسنقاتل (القاعدة) حتى آخر طلقة يمتلكها اللواء». وواصلت القوات الموالية لصالح، أمس، قصفها لقرى ومناطق أرحب ونهم بشمال صنعاء، بحجة وجود مسلحين من عناصر المعارضة في المنطقة التي تؤيد قبائلها الثورة الشبابية الساعية للإطاحة بنظام الرئيس علي عبد الله صالح. على صعيد آخر، نفى مصدر عسكري يمني الأنباء التي ترددت عن اعتقال ضباط في الحرس الجمهوري والأمن المركزي بأمر نجل الرئيس العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، بعد أنباء عن محاولتهم الانشقاق، وقال المصدر إن الخبر لا أساس له من الصحة وإن «منتسبي قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي ضباطا وأفرادا مع الشرعية الدستورية ومع أمن واستقرار الوطن ويعدون مثالا للانضباط والالتفاف حول القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة». واعتبر المصدر العسكري اليمني «ذلك الخبر الكاذب والمفبرك يندرج ضمن الإشاعات التي تروج لها بعض وسائل الإعلام بقصد التشويه واستهداف وحدة وتماسك القوات المسلحة والأمن»، ودعا إلى «تحري الدقة والموضوعية في نقل الأخبار وعدم التسرع بنشر أخبار تفقدها مصداقيتها ومهنيتها وسمعتها».

وكان المئات من ضباط الحرس الجمهوري والأمن المركزي أعلنوا، الأسبوع الماضي، انضمامهم وتأييدهم للثورة، بعد أن أعلنت مناطق عسكرية بكاملها تأييد الثورة ومطالبها للإطاحة بنظام الرئيس صالح. وفي الشأن السياسي، التقى نائب الرئيس اليمني والقائم بمهامه وأعماله، الفريق عبد ربه منصور هادي، أمس، في صنعاء بالسفيرين الأميركي والفرنسي، كل على حده، وبحث معهما التطورات السياسية في اليمن وعملية انتقال السلطة ومختلف التطورات الجارية على الساحة اليمنية. في موضوع آخر، تواصل بعثة أممية تقصي الحقائق بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن خلال فترة الاحتجاجات التي اندلعت في اليمن في فبراير (شباط) الماضي وما زالت مستمرة حتى اللحظة، ووصلت البعثة، أمس، إلى مدينة عدن حيث استقبلت بمظاهرات نسائية حاشدة بمشاركة أسر القتلى والجرحى الذين سقطوا في قمع قوات الأمن والجيش للمظاهرات في المدينة.

وكانت البعثة تقصت حقائق الأوضاع في صنعاء ثم في تعز قبل أن تتوجه إلى عدن، والتقى فريق البعثة التابعة للمفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، بممثلين عن منظمات حقوقية وضحايا وأسر قتلى وجرحى وسجل شهادات عما تعرض له المتظاهرون والمعتصمون خلال الأشهر الماضية، إضافة إلى قيام الفريق بزيارات ميدانية لساحات التغيير والحرية في المدن التي زارها.

وفي موضوع آخر، قال مسؤولون يمنيون السبت إن رجال قبائل يمنيين مسلحين فجروا خط أنابيب نفطيا معطلا في محافظة مأرب المنتجة للنفط الأسبوع الماضي، الأمر الذي يمثل ضربة لمحاولة البلد العربي الفقير إعادة صناعة النفط المهمة إلى العمل. وجاء هجوم يوم الخميس بعد أيام من تصريح مسؤول أمني لـ«رويترز» بأن الحكومة اليمنية تفكر في شن عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على المنطقة من رجال القبائل وإصلاح خط الأنابيب الرئيسي في حقول مأرب النفطية والمغلق منذ منتصف مارس (آذار) بعد أن هاجمه قبليون. وأدى وقف عمل خط الأنابيب الرئيسي إلى وقف العمليات في مصفاة عدن النفطية التي تصل قدرتها إلى 150 ألف برميل في اليوم وهي ضربة اقتصادية لليمن أفقر الدول العربية. وعاد العمل في المصفاة قبل أسبوعين عندما وصل إلى الميناء خام نفطي تبرعت به السعودية.