كلينتون ردا على القذافي: عليه أن يعطي الأولوية لمصلحة شعبه ويرحل

الأطلسي يؤكد مهاجمة 50 هدفا عسكريا لقوات القذافي خلال أسبوع

TT

تجاهلت الولايات المتحدة وإسبانيا، أمس، تهديدات الزعيم الليبي معمر القذافي بمهاجمة أوروبا، ووعدتا بأن يواصل حلف شمال الأطلسي «ضغطه» على العقيد الليبي في حال لم يغادر السلطة.

وقال القذافي، في كلمة عبر مكبرات الصوت خاطب فيها آلافا من أنصاره تجمعوا في الساحة الخضراء في طرابلس، أول من أمس: إن الشعب الليبي «قادر على نقل المعركة إلى البحر المتوسط وأوروبا». وأضاف، موجها كلامه إلى القادة الأوروبيين: «قد نستبيح بيوتكم ومكاتبكم وعائلاتكم لتصبح كلها أهدافا عسكرية مشروعة مثلما أنتم حولتم مكاتبنا ومقراتنا وبيوتنا وأطفالنا إلى أهداف عسكرية مشروعة لكم».

وتابع القذافي، وسط تصفيق حاد وإطلاق نار في الهواء: «إذا قررنا نحن قادرون على أن ننتقل إلى أوروبا مثل الجراد، مثل النحل، ولكن ننصحكم أن تتراجعوا قبل أن تحل بكم الكارثة».

وفي مدريد، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون: «بدلا من إطلاق التهديدات يتعين أن يعطي القذافي الأولوية لمصلحة شعبه وما فيه خيره وأن يترك السلطة ويساعد في تسهيل التحول الديمقراطي». وأضافت: «إننا في حاجة لأن نستمر في هذا الخط حتى النهاية. وإننا على اتفاق تام على أننا سنقدر على ذلك».

من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خيمينيث: «إن رد أوروبا هو الاستمرار في العمل بالتصميم نفسه»، ومواصلة «الضغط السياسي والعسكري نفسه». ووعدت بمتابعة الحملة حتى التوصل إلى حل للأزمة.

من جهته، قال متحدث باسم الخارجية الأميركية: «إن الولايات المتحدة تنظر في جدية بالغة» إلى تصريحات القذافي. لكن، قال المتحدث إن الزعيم الليبي «يكثر من الخطابة المبالغ فيها».

وأعلن الحلف الأطلسي، أمس، أنه كثَّف قصفه على غرب البلاد ودمر نحو 50 هدفا عسكريا خلال أسبوع. وطال القصف أهدافا من جبل نفوسة، قرب الحدود التونسية، إلى مدينة مصراتة على بعد أكثر من 200 كم شرق طرابلس، بحسب بيان للحلف الأطلسي. وهدفت الغارات الجوية إلى الرد على انتشار «كتائب القذافي قرب المدن الرئيسية في المنطقة وخطوط الاتصال». وقال الحلف إن طائراته ضربت خلال الأيام الـ4 الماضية في غريان، 80 كيلومترا جنوب طرابلس، 8 أهداف بينها مجمع عسكري تستخدمه قوات القذافي، فضلا عن دبابات ومركبات عسكرية أخرى.

كما استهدفت غارة جوية أخرى شبكة أنفاق تستخدم لإخفاء عتاد عسكري في الجبال على بعد 50 كيلومترا جنوب شرقي طرابلس. وقالت البعثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في المنطقة بعدما زارتها لأول مرة إن صعوبة وصول المدنيين إلى خدمات الطوارئ «مصدر قلق».

وقال الليفتنانت جنرال شارل بوشار، قائد عمليات الأطلسي في ليبيا: «نستهدف جميع العتاد العسكري الذي يستخدم لضرب المدنيين بشكل عشوائي في مختلف أنحاء ليبيا». وتابع: «يواصل الحلف الأطلسي تصعيد ضغوطه على نظام القذافي، كما يواصل حمايته للمدنيين أينما تعرضوا للهجوم».

وقال بيان الحلف إن ضرباته الأخيرة جاءت «بعد تعزيز القوات الموالية للقذافي وجودها في مناطق حضرية رئيسية وعلى خطوط اتصال رئيسية». وتابع البيان: «يشكل الحشد الليبي تهديدا حقيقيا لأكثر من 1.8 مليون مدني يعيشون في مدن نالوت وطرابلس وغريان والخمس ومصراتة».

من جهته، أفاد التلفزيون الليبي الرسمي بأن غارات «الصليبيين» دمرت أمس «بنى تحتية وخلفت ضحايا» في الجفرة على بعد 600 كم جنوب طرابلس. كانت مظاهرة قد نظمت أمس قرب مقر الأمم المتحدة في طرابلس. وأمام ممثلي الصحافة الدولية الذين دعاهم النظام الليبي أدان 300 فتى «عجز» المنظمة عن «وقف آلة الحرب ضد المدنيين»، في إشارة إلى عمليات الحلف الأطلسي. ورددوا، رافعين صورا للزعيم الليبي ولأطفال قتلوا في الغارات «الصليبية» على حد قولهم وأعلاما خضراء: «فليسقط ساركوزي.. وأوباما جبان وقاتل أطفال» و«أين القانون الدولي؟» و«القذافي والدنا وسنفديه بحياتنا».