مصر: «الإخوان» ينظمون مؤتمر «الأخوات» للمرة الأولى منذ 60 عاما

مراقبون اعتبروا الخطوة انفتاحا مهما.. وآخرون عدوها احتواء لضغوط داخلية

TT

تفاعلت جماعة الإخوان المسلمين في مصر بإيجابية مع الضغوط التي يمارسها أعضاؤها من الداخل، ونظمت أول مؤتمر للأخوات (سيدات الجماعة) منذ 60 عاما، تحت عنوان «المرأة من الثورة إلى النهضة». وتقول الجماعة إنها استثنت الأخوات من احتلال المواقع القيادية، ولم تعطهن حق التصويت لأسباب تتعلق بالملاحقات الأمنية إبان حكم الأنظمة السياسية المتعاقبة في مصر، وآخرها نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك.

وتزايدت ضغوط الأخوات خلال السنوات الأخيرة على القيادة الإخوانية لكي يتم تمثيل المرأة في مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة، وهما أعلى هيئتين بها، واستجابت الجماعة التي تواجه انشقاقات داخلية منذ الإطاحة بنظام مبارك على خلفية اتساع الهوة بين التيار الإصلاحي والتيار المحافظ داخلها، بحسب المراقبين.

وافتتح الدكتور محمد بديع، المرشد العام لـ«الإخوان» أمس، المؤتمر العام الأول للأخوات المسلمات، بمشاركة جمعة أمين عضو مكتب الإرشاد مسؤول الأخوات داخل الجماعة، والدكتور محمود عزت نائب المرشد، وخيرت الشاطر نائب المرشد المسؤول عن ملف تطوير الجماعة، والمئات من قيادات «الأخوات».

وقال بديع في كلمته الافتتاحية إنه «لا يستطيع أحد إنكار دور المرأة في إنجاح الثورة المباركة بنفسها كناشطة وأم وزوجة، وصانعة للأحداث فيها»، مشيرا إلى أن «نجاحها سطّره التاريخ بأحرف من نور، وأنها علّمت الدنيا كيفية مقاومة الظلم والطغيان، وشاركت الرجل سواء بسواء».

وأوصى بديع الأخوات بالتحلي بالصبر على ما يتعرضن له من تحديات، مشددا على ضرورة أن يشاركن الرجال بكل ما يمتلكن من أطروحات ورؤى، وأن يتقدمن الصفوف لما لهن من دور كبير في نشر المثل العليا وترسيخها في عقول أبنائهن، مؤكدا أن تنشئة الأبناء على العزة والكرامة ضرورة؛ لأن ذلك لا يختلف عليه رجل ولا امرأة ولا مسلم ولا مسيحي ولا ليبرالي أو إسلامي «فنهضة مصر مسؤولية المرأة والرجل معا لرسم مستقبلها المشرق والباسم».

ومن جانبه، اعتبر خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة ومسؤول ملف تطوير الجماعة في كلمته أمام المؤتمر أن «الجماعة كانت تخشى الدفع بالأخوات في العمل السياسي طيلة السنوات الماضية خوفا من بطش الأجهزة الأمنية»، مؤكدا أن «المرأة سيكون لها دور كبير في العمل السياسي خلال الفترة المقبلة وكذلك العمل الإداري، حيث يتم الآن التخطيط لتطوير الجماعة».

وواجهت جماعة الإخوان انتقادات عنيفة من القوى السياسية في مصر على خلفية رفضها تولي المرأة منصب الرئاسة في البلاد. لكن حزبها الذي تم إنشاؤه في أعقاب ثورة «25 يناير» تجاهل هذا الموقف في برنامجه، إلا أن قيادات الحزب والجماعة يقولون إنهم ليسوا ضد ترشيح المرأة للرئاسة، وإن كانوا هم لن يرشحوا عنهم امرأة.

ويقول خبراء إن خطوة تنظيم مؤتمر الأخوات تشير إلى انفتاح «الإخوان» ومراجعتهم لعدد من ثوابتهم، ويعززون رأيهم بخطاب الجماعة الذي يؤكد إيمانها بالدولة المدنية في ظل ترقب دولي لمدى جدية انفتاح «الإخوان»، لكن آخرين يقللون من أهمية الخطوة ويقولون إنها تأتي في إطار «الدعاية الإخوانية» لتحسين الصورة داخليا وخارجيا.

وخلال المؤتمر، قالت سناء البنا، إحدى قيادات الأخوات «أنا سعيدة جدا بالمؤتمر الأول للأخوات المسلمات منذ ستين عاما، وأحمد الله تعالى أني عشت حتى هذا اليوم، ورأيت تلك الجموع الغفيرة من الأخوات في مؤتمر علني واحد»، مشيرة إلى أن الفرصة والباب مفتوحان الآن للمشاركة بقوة للأخوات في كل مجالات المجتمع «بعد أن زالت المعاناة التي فرضها النظام السابق».

وتضمن المؤتمر جلسة افتتاحية للمرشد العام وأعضاء مكتب الإرشاد، فيما شملت باقي جلسات المؤتمر «دور المرأة في ظل التحديات»، وعرضا تقديميا عن النهضة ودور المرأة فيها، ومناقشة كيفية تطوير عمل الأخوات في الجماعة وخدمة التنظيم والمشاركة في العمل العام.