مصر وتركيا تعدان لتأسيس مجلس استراتيجي للتنسيق والتعاون بينهما

داود أوغلو مهد لترتيبات زيارة أردوغان للقاهرة.. والعرابي إلى السعودية اليوم

أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي أمس ونظيره المصري د. محمد العرابي في طريقهما لعقد مؤتمر صحافي في القاهرة أمس (أ.ب)
TT

في زيارة هي الرابعة له منذ الإطاحة بنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، التقى أحمد داود أوغلو، وزير الخارجية التركي، أمس (السبت) برئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف، ووزير الخارجية الدكتور محمد العرابي، لبحث ترتيبات زيارة رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي في جولته الأولى للمنطقة بعد تشكيل الحكومة التركية عقب فوز حزبه (العدالة والتنمية) في الانتخابات الأخيرة.

وأعلن العرابي أمس أنه سيقوم اليوم (الأحد) بزيارة للمملكة العربية السعودية تستغرق عدة ساعات، يستقبله خلالها نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل، قائلا إن «هذه الزيارة تأتي في إطار التحرك المصري العربي المعتاد، حيث إن التشاور المصري السعودي من الأمور الطبيعية في ظل الأجواء القائمة في المنطقة حاليا». وأشار أيضا إلى أن المشاورات بين الجانبين ستتناول الأزمات التي تمر بها الأمة العربية حاليا.

وعقب مباحثاته مع أوغلو بمقر وزارة الخارجية المصرية أمس، قال العرابي في مؤتمر صحافي مشترك إنه سيتم خلال الزيارة القادمة لرئيس وزراء تركيا (أردوغان) لمصر يوم 21 يوليو (تموز) الحالي الإعلان عن تأسيس مجلس أعلى استراتيجي بين البلدين للتنسيق والتعاون في كل المجالات.

وردا على سؤال حول إمكانية إيجاد تحرك في الملف الفلسطيني والخطوات المشتركة بين البلدين للتنسيق في هذا الملف، قال العرابي إنه تم بحث القضية الفلسطينية في لقاء وزير الخارجية التركي مع رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف، خاصة أن داود أوغلو كان قد حضر توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس (في القاهرة)، مما يعكس تقدير تركيا لدور مصر في القضية الفلسطينية، مؤكدا أن الدور التركي مهم.

من جانبه، قال داود أوغلو إن زيارته لمصر جاءت لهدفين، أولهما الإعداد لزيارة أردوغان القادمة للقاهرة، مشيرا إلى أن زيارته هي أول زيارة خارجية بعد الانتخابات في تركيا، كما أنه أول ضيف أجنبي يلتقيه العرابي في مصر بعد توليه الوزارة، مشيرا إلى أن زيارة أردوغان لمصر ستكون أول زيارة خارجية يقوم بها للمنطقة بعد تشكيل الحكومة التركية، وهو ما اعتبره انعكاسا لمدى عمق العلاقات بين البلدين.

وأضاف أوغلو أنه أجرى مشاورات مهمة مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية المصريين حول مستقبل العلاقات الثنائية، وقد تم الاتفاق على عقد اجتماع للمجلس الأعلى الاستراتيجي المقترح بين البلدين، الذي سيشارك فيه كل الوزراء المختصين لبحث كل أوجه العلاقات الثنائية الاقتصادية والاستثمارية والسياحية وكذلك قطاعات الطاقة والبترول والتعليم لوضع آلية استراتيجية حول كل القضايا.

وأشار أغلو إلى أن مباحثاته مع نظيره المصري شملت التشاور حول عدد من الموضوعات الإقليمية، لافتا إلى أن اجتماعا حول ليبيا سيعقد في 15 يوليو (تموز) الحالي في تركيا.

وردا على سؤال حول إعلان الولايات المتحدة عن مواصلة عمليات الناتو لقصف ليبيا للضغط على القذافي للخروج من الحكم، قال أوغلو إن تركيا كانت فعالة ونشيطة في محاولة حل الأزمة في ليبيا، وقامت بوضع خريطة طريق للمساعدة إلى الوصول إلى وقف إطلاق النار بين طرابلس وبنغازي. وأكد وزير الخارجية التركي أن بلاده ستفعل كل ما تستطيع للوصول إلى حل، قائلا إنه لا بد من إيجاد حل الآن، وأن تعمل كل الأطراف للوصول إلى حل، مع ضرورة حماية المدنيين في إطار تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1973، ولا بد أن يكون هذا الحل محققا لمطالب وتطلعات الشعب الليبي.

وحول وجود تباين في وجهات النظر بين تركيا والناتو بشأن ليبيا مع وجود تنسيق عسكري قال أوغلو إن «تركيا تريد الوصول إلى حل، ولا بد من حماية المدنيين، ولكن قوات القذافي تهاجم المدنيين»، و«قد حان الوقت للوصول إلى حل سياسي وتحقيق مطالب الشعب الليبي». وأوضح أن الأحداث في المنطقة تتطلب المزيد من التشاور والتنسيق، قائلا «هذا ما جعلنا حريصين على القيام بجولة إقليمية بدأت بمصر»، مؤكدا أن موقف بلاده مع التحول السلمي بالمنطقة، وتشجع على ضرورة وقف العنف والتوتر.