نساء يستعددن للقتال دفاعا عن القذافي

بعد أن لعبن أدوارا مهمة في هيئات استخباراتية وأمنية

ليبيات يشاركن في دورة تدريب على السلاح (واشنطن بوست)
TT

كانت هيبة عبد القاسم ترتدي صندلا له كعب مرتفع ومفتوحا من ناحية الأصابع وظهر في وجهها مكياج صارخ، فيما تدلى على كتفها رشاش «إيه كيه-47» في ظهيرة يوم قريب بعد أن تعهدت بحمل السلاح دفاعا عن الزعيم الليبي معمر القذافي. وقالت المرأة، التي تبلغ من العمر 39 عاما: «سأدافع عن نفسي، وسأدافع عن بلدي، وسأدافع عن زعيمي». وفي هذا الوقت كانت نساء أخريات مشاركات في دورة تدريب على الرماية يطلقن النيران بكثافة في الهواء. وأضافت: «نحن دولة مسلحة، ولدى كل شخص في هذه الدولة سلاح».

ومع انتشار القوات التقليدية الليبية بطول الخطوط القتالية شرق وغرب طرابلس، يقول مسؤولون حكوميون إنهم يسعون لتدريب متطوعين، الكثير منهم نساء، لمعركة محتملة على العاصمة والمناطق الأخرى التي يسيطر عليها القذافي.

وقد لعبت النساء أدوارا مهمة في هيئات استخباراتية وأمنية ليبية – ودائما ما تصحب القذافي فرقة نسوية من الحراس الشخصيين – ولكن يبدو أن صراعا عمره أربعة أشهر سيحولهن إلى مقاتلات بقوة أكثر من أي وقت مضى. وتمت تعبئة الكثير من النساء في نقاط تفتيش سيارات على طرق تؤدي إلى طرابلس.

وتقول الحكومة إنها ستوزع 1.2 مليون قطعة سلاح على أنصار كلفتهم بالرد على المتمردين وجنود غربيين في حال سعوا للاستيلاء على العاصمة. وقال موسى إبراهيم، المتحدث باسم الحكومة: «ندرب الناس في كافة الأماكن تحت سيطرتنا». وأضاف: «ما سيقاتلونه هي أمة. وسيصبح كل ليبي وكل أم - رمز الرحمة والحب -قنبلة وآلة قتل».

وقال جمعة القماطي، وهو متحدث باسم المتمردين، إن خطة الحكومة المعلن عنها مجرد لعبة دعائية. وقال: «عندما حاولوا أن يوزعوا السلاح في الماضي، انتهى الأمر بها في أيدي مقاتلي الحرية». ويقول القماطي، المقيم داخل لندن، إن المتمردين يهربون الأسلحة داخل طرابلس منذ أشهر.

وقد أنشأ القذافي، الذي تدعو فلسفة حكمه للمساواة بين الجنسين، أكاديمية عسكرية خاصة للنساء. وعلى الرغم من أن ليبيا في بعض النواحي تلتزم بنهج متشدد للإسلام، فإنها لا تجبر النساء على ارتداء الحجاب وربما يسافرن من دون موافقة الزوج. ويقول محللون ليبيون إنه من خلال تمكين المرأة، حاول القذافي أن يضفي مصداقية على قوله بأن البلاد يديرها الشعب وفق توجيهاته. ومن خلال وضع النساء في مناصب بارزة، حاول أيضا أن يحد من عدد الزعماء الذكور الأقوياء الذين قد ينقلبون عليه، بحسب ما أضاف المحللون.

وقد يدلل سعي الحكومة إلى تسليح عشرات الآلاف من النساء على محاولة لدعم موقف القذافي من خلال تكليف النساء بمقاومة ما تصفه الحكومة بغزو «صليبيين» غربيين يرغبون في سرقة احتياطي النفط الكبير داخل البلاد.

وقال ديرك فاندوال، وهو متخصص في الشأن الليبي بكلية دارتموث، في مقابلة عبر الهاتف: «سيكون ذلك متوافقا مع ما قام به النظام في السابق».

ويأخذ مسؤولون حكوميون صحافيين في جولات عدة لمشاهدة ما يطلقون عليه حفلات تخريج ودورات تدريب للمقاتلات. وتقول عزى أبو القاسم (43 عاما) إن أول مرة تطلق فيها الرصاص كانت قريبا. وتحدثت المرأة، وهي أم لثمانية أطفال وترتدي الحجاب، بنعومة بينما كانت تمسك بحقيبة جلدية بيدها وتمسك ببندقية قديمة باليد الأخرى. ولكن كما الحال مع الكثير من النساء في الدورات التدريبية تحدثت بإعجاب شديد عن أهمية دورها الجديد. وقالت: «لقد جاء المستعمرون إلينا، ولم نأت إليهم». وقالت إنها ستشعر بالسعادة عند استخدام السلاح ضد جنود الناتو والمتمردين الذين يدعمهم الغرب. وأضافت: «قل للناتو إن الشعب الليبي يرقص ويضحك. نعرف أننا مع الجانب الصحيح».

وقالت فاطمة حسن (14 عاما) أيضا إنها ترغب في حمل السلاح. وأضافت بينما أخذ بعض النساء يرقصن ويطلقن الرصاص في الهواء: «سيكون عليهم أن يقتلوا كل المواطنين داخل ليبيا قبل أن يصلوا لمعمر القذافي».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»