وزير الخارجية المصري: تقاربنا مع إيران لن يكون على حساب عروبة الخليج واستقراره

زار السعودية في أول زيارة خارجية له والتقى سعود الفيصل

TT

أكد وزير الخارجية المصري أن أي تقارب بين بلاده وإيران لن يكون على حساب أمن الخليج العربي واستقراره وعروبته، مضيفا أن من حق أي دولة إقامة علاقة مع أي دولة أخرى.

وقال محمد محيي الدين العرابي، وزير الخارجية المصري، الذي يزور المملكة في أول زيارة رسمية له بعد تقلده منصبه، إنه التقى الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، وبحث معه التطورات الإقليمية والعلاقة بين البلدين ودعم الاقتصاد، مشيرا إلى أن الأمير سعود الفيصل قال له: «من غير طلب، نحن جاهزون لدعم مصر».

وأضاف العرابي أن الحوار تطرق إلى موضوع الاستثمارات السعودية في مصر، وقال: «إن الاستثمار السعودي في مصر مهم جدا»، واعدا بـ«إيجاد مناخ جيد للمستثمرين السعوديين، وحل جميع القيود الإدارية والبيروقراطية التي تعترض مشاريعهم».

وفي رد لـ«الشرق الأوسط» عن وجود أي جهات تسعى لإثارة الفتن داخل بلاده سواء من الداخل أو الخارج، قال إن بلاده تنعم بالأمان والاستقرار على الرغم من غياب الشرطة، وأفضل من كثير من الدول التي لديها عناصر من الشرطة.

وتحدث الوزير المصري في المؤتمر الصحافي الذي عُقد في مقر القنصلية المصرية بجدة عن الأنباء التي ترددت حول وجود خلافات بين بلاده والولايات المتحدة، مؤكدا أن العلاقات الثنائية بين بلاده والولايات المتحدة الأميركية لا يشوبها أي من الأزمات، إلا أنه أكد مستدركا موقف بلاده الصريح أن زمن الإملاءات انتهى، وأن نظرة بلاده لهذه العلاقة تقوم على الندية والمصالح المشتركة، كون مصر دولة إقليمية كبرى، وأميركا دولة كبرى أيضا.

وقال في رد آخر على التصريحات التي أطلقتها مؤخرا جماعة الإخوان المسلمين من استعدادها للحوار مع واشنطن في المرحلة السياسية الراهنة: «إن الخارجية المصرية التي تمثل الحكومة لم يطلب منها القيام بأي دور في هذا الجانب، في ظل وجود إشارات متناقضة من قبل تصريحات الإخوان ومن غير المسموح إقامة علاقات بين القوى السياسية يقوم فيها الأجنبي بتأثيره عبر أجندته، كما هو حاصل لبعض المنظمات غير الحكومية التي توجه من الخارج بشكل كبير»، واصفا الحالة السياسية التي تتمتع بها مصر بعد ثورة (25 يناير) بالصحية في ممارسة أنشطتها وحراكها في ظل أجواء الحرية والديمقراطية، التي تبعدها عن الحاجة لإقامة جسور وعلاقات خارجية».

وعن الموقف المصري من «الثورة الليبية»، قال الوزير المصري: إن الوضع في ليبيا مؤلم جدا، وإن أي خلل استراتيجي في المنطقة يؤثر على الأمن القومي المصري الذي يتمتع بحدود جغرافية طويلة مع ليبيا، وهناك عمالة مصرية تقدر بأكثر من مليون عامل داخل الأراضي الليبية ونحو 300 ألف عادوا إلى مصر، وأضاف: هناك فريقان يقتتلان، إضافة إلى تدخل أجنبي ومحاولات لتقسيم البلاد، مبديا قلق القاهرة من الأوضاع بشكل عام في ليبيا.

وفيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية والخلاف بين فتح وحماس، قال العرابي: «إن الوضع الاستراتيجي في المنطقة تغير، وليس أمام الجميع سوى خيار المصالحة والوصول لتوافق للحكومة الفلسطينية الجديدة». وأضاف: تلقيت اتصالا هاتفيا، أمس، من خالد مشعل، رئيس مكتب حماس، وأطلعني على تطورات جهود المصالحة وشعرت من خلال حديثي معه بتفاؤل.